* الملح في القصص الشعبية :
1 – أحب شيخ أحد القبائل امرأة من قبيلته وراودها عن نفسها أكثر من مرة ولكنها امتنعت عليه . فبيّت خطة للوصول إليها ولو عنوة . ففي أحد الأيام أرسل شباب ورجال قبيلته إلى الغزو , ولم يبقى في مضارب القبيلة من رجل سواه , فخلى له الجو وأتى المرأة , حيث لا رجل يحميها إن صرخت أو استغاثت , وعندما علمت أنه واصل إليها لا محالة , قالت له :
أنا أعلم محبتك لي , وأعلم أنك تريدني , فأنا هيت لك بشرط إن أجبتني على سؤال لي .
قال : هات ما عندك .
قالت : نحن معاشر النساء نضع الملح على اللحم كي لا يفسد اللحم , فماذا نصنع إذا فسد الملح . هنا علم أنها تقصد : عند وقع أمر جلل أو خلاف في القبيلة يعودون إليه فهو كبيرهم وملحهم , ويصلح ذلك الأمر أو ذاك الخلاف , فلمن يرجعون إذا فسد كبير القبيلة .
هنا قال : أنت علي حرام وتركها , وأنقذت بذلك نفسها .
* الملح في القصص التاريخية :
1 – كان الرومان يعطون جنودهم كمية من الملح تتناسب مع رتبة كل منهم بدلاً عن النقد , حيث كانت الدولة هي التي تحتكر الملح , فيبيعه الجنود إلى الأهالي أو يبادلونه , ومن هنا جاءت كلمة الراتب باللغة الإنكليزية Salary مشتفة من كلمة ملح Salt .
2 – الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور , بعد أن أعطى الأمان لعمه الذي كان ينازعه الخلافة , أهداه بيتاً بنيت أساساته على الملح , وفرض عليه الإقامة الجبرية فيه . فلما جاء المطر ذاب الملح وتهدم البيت على عمه فمات وتخلص منه .
3 – ومن الطريف أن الزنوج في قارة أفريقيا كانوا يتبادلون مع العرب الذهب والألماس مقابل ملح الطعام وذلك لافتقارهم به , وقد استعمل في بعض البلاد كمادة للعبادة وكعملة في المبادلات التجارية ,
* الملح في الطب الشعبي :
آ ـ لمنع نزيف الدم من الأنف أو من جرح , يوضع الملح أو محلوله على مكان النزيف , فيقف النزيف لتخثر الدم .
ب ـ والغرغرة بمحلول الملح تشفي من التهاب اللوزتين , والتهاب الحلق , ووجع الأسنان .
* الملح في الطب :
مقولة للأطباء وخاصة لكبار السن : إياكم والدهون والأبيضين : السكر والملح , هي كلها ضرورية للجسم إذا استعملت بمقدار معين , وتصبح سمّ زعاف إذا زاد استعمالها عن هذا المقدار . وخاصة لدى مرضى القلب والسكري , والمصابين بارتفاع ضغط الدم . ويصبح الإنسان عرضة للعديد من الأمراض والأوجاع أيضا إذا قلت عن هذا المقدار .
* الملح والتسويق التجاري :
* مصانع تعبئة المياه الغازية في أمريكا وأوربا تدفع رشوات وأتوات لمصانع المواد الغذائية لزيادة نسبة الملح في الطعام والمعلبات . كي يطّر الناس إلى شرب المياه لإطفاء عطشهم .
* يخضع الملح في كثير من دول العالم لضريبة خاصة نظراً لأهميته الاقتصادية , ولذا فهو يهرّب من بلد إلى آخر , وما زال حتى اليوم في سورية وغيرها في معظم دول العالم , يسري قانون منع استخراج الملح من ماء البحر تحت طائلة الغرامة والعقوبة.
* كمية الملح في مياه البحار :
تبلغ نسبة الملح في ماء البحر حوالي 35 غرام / لتر , ويتكون جزئ الملح النقي ( ( NaClمن 35.5 غرام كلور , 23 غرام صوديوم . والملح غير موصل للكهرباء , وموصل رديء للحرارة لذا يستعمل في بعض الأحيان كعازل حراري . إذا استخلصنا كل الملح المنحل في ماء البحر وذررناه على سطح الأرض , حصلنا على طبقة من الملح يبلغ ارتفاعها 35 م .
* قيمة الملح الغذائية :
الملح لا غنى عنها للحياة , يحتوي جسم الإنسان البالغ وسطياً على 100 غرام من الملح , يطرح منها 20 – 30 غراماً في اليوم عن طريق التبول والتعرق , ويجب تعويض هذه الكمية عن طريق الملح الذي يؤخذ في الغذاء اليومي .
* الملح والصناعة :
تعتبر الصناعات الكيميائية أكبر مستهلك للملح إذ يستخدم في تحضير قائمة طويلة جدا من الكيماويات وخصوصاً كربونات الصوديوم , وكبريتات الصوديوم والصودا الكاوية ومركبات الصوديوم المختلفة , وفي تنقية ( البوكسيت ) تمهيداً لاستخلاص الألمنيوم منه , وفي تكرير البترول . وصناعة الفخار والخزف ودباغة الجلود وفي الأسمدة ويضاف لعلف الحيوانات , كما تستعمل كلورات الصوديوم المحضرة من الملح كمبيد للأعشاب الضارة .
ويستعمل الكلور المحضر من الملح في عمليات التبييض , وتعقيم المياه , وفي صناعة حمض كلور الماء ,
* الملح وجوده وإنتاجه :
يوجد الملح في الطبيعة على هيئة الملح الصخري أو ( الهاليت ) أو محاليل طبيعية . ويستخلص الملح في بعض الدول الدافئة من ماء البحر بالتبخير في ملاحات ضحلة بواسطة حرارة الشمس , وفي أثناء عملية تبخير ماء البحر يرسب طبعاً أقل المواد الموجودة قابلية للذوبان في الماء , ويمكن ترتيب الأملاح تبعاً لأسبقيتها في الترسيب على الوجه التالي :
كربونات الكالسيوم والمغنزيوم , ثم كبريتات الكالسيوم والمغنزيوم , ثم الملح الصخري , وأخيراً أملاح البوتاسيوم .
* دور الملح في التجارة القديمة :
ولقد كان الملح يلعب دوراً هاماً في التأثير على مجرى التجارة في العالم القديم , وكان لفترة طويلة سبباً للمنازعات بين الناس , وكانت هذه الثروة الملحية سبباً للحروب الطاحنة بين القبائل الجرمانية أثناء حكم القياصرة . وكانت واحات الملح في بادية الشام ملتقى طرق التجارة الكبيرة من الموانئ الفينيقية إلى الخليج العربي .
منجم الملح الصخري والملاحات السطحية في سورية :
* يقع المنجم في منطقة التبني على بعد 50 كم من مدينة دير الزور على طريق عام دير الزور الرقة . وعلى عمق 160 متر تحت سطح الأرض . الملح الصخري المستخرج تتم معالجته بالتكسير والطحن وإضافة مادة اليود إليه ليصبح صالحاً للاستهلاك البشري . طاقته السنوية 70 ـ 75 ألف طن .
وأهم الملاحات السطحية في سورية : هي : البوارة , الجبول , الجبسة , تدمر . ويتم تسليم إنتاج منجم الملح الصخري والملاحات إلى المؤسسة العامة الاستهلاكية كونها الجهة الوحيدة المناط بها تسويق الملح داخل القطر السوري .
المقالات »