المقالات »

استخراج السكر الأبيض من الشمندر

مقدمة :
يحتفظ التاريخ حتى القرن الخامس عشر بذكرى طيبة لإنتاج البلاد العربية من السكر. حتى أنها كانت قبل اكتشاف رأس الرجاء الصالح إلى الشرق المصدر الأول لإمداد أوربا بالسكر. وقد انتشرت زراعة القصب وبلغت أوجها أيام الفاطميين وعرف ذلك العهد بالسكر الأبيض وانتشرت تجارته إلى البلدان المجاورة.
غير أن نظرة سريعة إلى واقع البلاد العربية تظهر لنا بجلاء مدى تخلف إنتاج السكر عن استهلاكه إذ أن الإنتاج الحالي لا يتجاوز 20% من الاستهلاك بصورة عامة رغم أن البلاد العربية تستهلك نسبة لا بأس بها من السكر ورغم التطور السريع في السنوات العشر الأخيرة بإنشاء مصانع السكر في الوطن العربي.
فإذا علمنا أن استهلاك البلاد العربية يبلغ حوالي /4/ مليون طن سنوياً وإن الإنتاج العالمي يبلغ بحدود /66/ مليون طن عام نصفها من القصب والنصف الآخر من الشمندر تقريباً أدركنا أن البلاد العربية تستهلك /6%/ من الإنتاج العالمي.
ونظراً لكون السكر مادة رئيسية وخاصة بالنسبة لغذاء الإنسان كما يلعب دوراً هاماً في حياة الشعوب واقتصاد البلاد.
لذا كان لابد للإنسان من أن يفتش عن طريقة مثلى يشبع حاجته من هذه المادة وأن يبحث باستمرار للوصول إلى أنجح الطرق وأحدثها من أجل النهوض بهذه الصناعة وتحسين مواصفاتها كماً وكيفاً. بما يتلاءم وروح العصر وضرورات الطلب المتزايد عليها.
لذا كان لزاماً عليه أن يبحث عن المصادر التي تؤمن له وباستمرار هذه العادة. ونظراً لكون الشمندر السكري وقصب السكر هما المصدران الرئيسيان لاستخراج السكر في العالم لذا كان لابد من الاهتمام بعناية فائقة بهذه الزراعة.
هذا وقد أجريت منذ القديم تجارب ومحاولات لاستخراج السكر من التباتين المذكورين إلا أن هذه المحاولات تعثرت في بدايتها شأنها في ذلك شأن معظم الصناعات في العالم. إلا أنها أخيراً استطاعت أن تقف على قدميها وتتغلب على الصعوبات التي كانت تعترض نجاحها.
وما هذا إلا بفضل الثورة الصناعية التي عمت معظم أرجاء العالم ومع التقدم الصناعي وتطوره ازدادت اهتمامات المخترعين والفنيين في هذه الصناعة وإعطائها مركزاً متميزاً في اتجاهاتهم الصناعية من بحوث زراعية وصناعية وتجارب عملية. إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من تقنية عالية ومردود جيد كماً ونوعاً.
هذا وقد كان للقطر العربي السوري دوراً لا بأس به من هذه الصناعة وذلك بإنشاء مصنع سكر حمص عام 1947 الذي بدأ الإنتاج عام 1949 وتلا ذلك إنشاء مصنع سكر عدرا عام 1959 كما تم إنشاء مصنع ثالث هو مصنع سكر جسر الشغور عام 1967 والمعامل الثلاثة ذات مصدر تشيكي.
وإسهاماً من الدولة في تشجيع الشمندر السكري وتطوير صناعة السكر قامت الدولة عام 1978 بالتعاقد على إنشاء أربعة معامل دفعة واحدة اثنان في حوض الفرات ( مسكنة والرقة ) والشركة المتعاقدة والمنفذة بلجيكية (A – B – R) والثالث في الغاب الجنوبي ( تل سلحب ) والشركة المتعاقدة والمنفذة إيطالية ( كومينغ ) والرابع في مدينة دير الزور والشركة المتعاقدة والمنفذة تشيكية.
وهذه المصانع بطاقات إنتاجية مرتفعة إذا ما قيست بالمصانع القائمة سابقا حيث تبلغ طاقة كل مصنع من هذه المصانع الأربعة : أربعة آلاف طن شمندر في اليوم.
– المواصفات العامة للشمندر السكر:
إذ تختلف مكونات الشمندر السكري تبعاً لنوعية الشمندر وجودته، كما تتأثر هذه المكونات تبعاً لدرجة نضوج الشمندر، ومواعيد الزراعة، وطبيعة التربة ونوعية البذار وأساليب المكافحة وطرق التسميد والإرواء.
هذا ويمكن إجمال كل هذه المكونات بالنسب التالية:
1- ماء = 75 %.
2- مواد جافة = 25 % مرتبة وفق النسب التالية:
آ- بروتين خام 1.6 %
ب- مواد دسمة خام 0.01 %
جـ- مواد ليفية جافة 1.5 %
د- مواد خالية من الآزوت 20.6 %
هـ- رماد 1.2 %
هذا وتلعب مواصفات الشمندر السكري دوراً هاماً بالنسبة للتصنيع والمردود. لذا لابد من تقصي هذه المواصفات وإعطاؤها الأرقام الصحيحة التي من شأنها أن تكون حكماً عادلاً أثناء إجراء الحسابات الصناعية وهي:
1- درجة حلاوة الشمندر ( قبل التخزين وبعده ) .
2- نقاوة الشمندر المصنع.
2- نسبة الرماد في الشمندر المصنع.
4- نسبة النتروجين الضار.
5- نسبة الألياف.
6- نسبة السكر المنقلب .
7- التعفن ونسبته.

المخطط التكنولوجي لاستخراج السكر الأبيض من الشمندر
1- استلام الشمندر السكري
2- تخزين الشمندر في الأحواض ودفعه للمصنع
– أحواض الشمندر
– دفع الشمندر للتصنيع
وزن الشمندر الداخل للتصنيع
3- قاطعات الجذور
4- أجهزة المحلول (مواصفاتها – عملها – نتائجها)
أ – تجفيف اللب وتخزينه
ب – معالجة العصير ( الشراب السكري )
5 – التنقية
آ- إضافة لبن الكلس
ب- التفحيم
ج – الترشيح
آ- تصفية تحت الضغط
ب- التصفية تحت الفراغ
جـ- تصفية ميكانيكية
د- الترقيد
6 – تسخين العصير وتكثيفه
7 – المبادلات الشاردية
آ- إزالة الأملاح
ب- إزالة اللون
8 – الطبخ والبلورة
-1 أجهزة الطبخ والبلورة
– 2 المبلورات ( أجهزة المزج والتبريد )
-3 الفارزات وأنواعها – عملها – نتائجها
9 – تجفيف السكر وتعبئته
– للبجث صلة –
تكرير السكر الخامي المستورد


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

, , ,