أشجار نبات الخروع Castor plant Trees
مصدر لألبسة حريرية , وزيت طبي وصناعي , وسلاح بيولوجي
نبات الخروع Castor plant واسمه العلمي باللاتينية : Ricinus communis . نبات شجري سام جداً يتبع العائلة الفربيونية . مصدر إقتصادي هام , وسلاح بيولوجي خطير . حيث أن :
1 – أوراقه ذات خمسة فصوص في شكل راحة اليد تستعمل لتربية دودة الحرير الخروعية .
2 – وثماره تحتوي على لوزة زيتية تعتصر ويسخرج منها زيت الخروع المشهور، وتحتوي بذرة الخروع على حوالي 50 % من وزنها زيتا ، وهذا الزيت هو المستخدم طبيا وصناعياً , الزيت غير سام .
3 – ومن كسبة ( ثفل ) البذور بعد العصر تستخرج مادة الريسين السامة السلاح البيولوجي الخطير .
كما إنني قمت مشاركة مع الدكتور طارق شكر الجبوري رئيس الاتحاد العربي للصناعات الكيميائية والبترولية بدراسة الجدوى الإقتصادية لموضوعين إثنين :
آ – زراعة نبات الخروع والإستفادة منه في العراق وفي أي بلد عربي آخر .
ب – إنشاء جامعة في سورية لعلوم الهندسة الكيميائية والبترولية .
ولكن ظروف دخول القوات الأمريكية العراق , ولجوء الدكتور طارق إليّ في مدينة حمص بسورية — ( حيث كان إسمه ضمن العلماء العراقيين الستمائة المطلوب تصفيتهم ) — ومرضه وشلله ثم وفاته , وظروف أخرى لا داعي لذكرها , قد حالت دون ذلك .
أولا – دودة الحرير الخروعية :
هي حشرة مستأنسة تتغذى على أوراق نبات الخروع ، الموطن الأصلي لها منطقة أسام الهندية – وقد نقلت هذه الحشرة إلى مصر أواخر القرن الماضي ، وأجريت تربيتها تحت ظروف البيئة المحلية في منطقة الفيوم , ونجحت التربية نجاحا يبشر بالخير .
والشائع أن الحرير الطبيعي المألوف هو الحرير الذي تنتجه دودة القز التي تغذي على ورق التوت والتي تعيش مستأنسة في بقاع كثيرة من العالم منذ آلاف السنين , ولكن هناك ضروبا أخرى من الحرير الطبيعي تنتجها أنواع من الديدان لا تعتمد في غذائها على أوراق التوت وتغذى على عوائل أخرى منها دودة الحرير الخروعية التي تتخذى على أوراق نبات الخروع . وجادوب أعشاش الصنوبر التي تتغذى على أوراق أشجار الصنوبر .
* شرنقة دودة الحرير الخروعية : كبيرة بيضاوية مفتوحة من أحد طرفيها بيضاء اللون وأحيانا يكون لونها ترابياً . وتمتاز الشرنقة بأن خيوطها حريرية لكن لها ملمس الصوف . لذلك تنجح في حياكة الالبسة الشتوية .
* يمكن تمييز الفراشات الذكور عن الإناث بسهولة فبطن الذكر مغزلي الشكل مدبب الحجم بينما بطن الأنثى كبير الحجم منتفخ لامتلائه بالبيض .
* حل الشرانق : تغلى أولا في محلول الصودا المائي الساخن , لإذابة الطبقة الصمغية التي تغلف خيط الحرير , ثم نستخرج الشرانق من المحلول , وتفرش فوق فرشة نظيفة وتترك لتجف , حيث تكون الشرانق بعد ذلك معدة لعملية غزل الخيوط اليدوية أو الميكانيكية , ثم يأتي دور المصانع الخاصة بنسج الخيوط وإنتاج الأقمشة الحريرية المشهورة بهذا الاسم في الهند وهضبة التيبت ودول الشرق الأقصى . والصورة هي لقماش حرير دودة الخروع .
ثانياً – زيت الخروع :
* هو زيت نباتي لا لون له يتم الحصول عليه عن طريق عصر بذور نبات الخروع ، نقطة غليانه هي 313 درجة مئوية , وكثافته 961 كغ / م3 . حيث يستعمل طبيا لتليين الامعاء ويساعدها في أداء وظيفتها . ويُستخدم معظم إنتاج زيت الخروع في عدد كبير من العمليات الصناعية . حيث يستخدم زيت الخروع ومشتقاته في تصنيع الصابون ، مواد التشحيم ، وسوائل الفرامل الهيدروليكية ، وفي تزييت آلات ومحركات الطائرات لأنه لا يتجمد مهما انخفضت درجات الحرارة في درجات الجو العليا , كما يدخل في صناعة الدهانات ، الأصباغ ، الأحبار، الملمعات والشمع ، والعطور. كما أنه يساعد على إطالة الشعر، ويزيد من كثافته وطوله وعدم تقصفه .
* ويعتبر شمع الخروع Castor Wax الذي هو ناتج الهدرجة الجزئية لزيت الخروع , عامل ميبّس ( مصلب ) Stiffening Agent ، ومزلق في صناعة المضغوطات وهو مادة شمعية صلبة ذات درجة انصهار عالية تُستخدم لتأمين الصلابة الملائمة للكريمات والمستحلبات . وفي بعض الصناعات الغذائية . كما تُستخدم هذه المادة في صناعة مستحضرات التجميل .
تعد الهند الدولة الأولى في إنتاج زيت الخروع والذي يسمى زيت هندي نسبة لها , تتبعها الصين ثم البرازيل . في العديد من البلاد العربية تزرع مساحات لا بأس بها بشجيرات الخروع , وخاصة على ضفاف السواقي والانهار وتنتج كميات لابأس بها من بذوره التي لا يستفاد منها في البلاد العربية .
ثالثا ً- الريسين :
مادة الريسين السامة سلاح بيولوجي خطير . هي بروتين شديد السمية ، فجرعة مقدارها 1 ملغ كافية لقتل شخص بالغ . لأنها تسبب الجفاف الشديد وقلة البول وانخفاض ضغط الدم . ويعتبر أكثر سمية من سم ثعبان الكوبرا بمرتين . حيث يؤثر على جهاز المناعة ويثبطه . ولايوجد لهذا السم ترياق . مما يجعله سما شديد التأثير , ولو أعطي السم عن طريق الحقن بالوريد فيجعل كرات الدم الحمراء تلتصق مع بعضها لتنفجر وتتكسر.
ويعتبر سم الريسين من السموم الشائعة ويمكن تحضيره والحصول على كميات ضخمة منه بسهولة لأن شجيرات الخروع تزرع في كل مكان . ولاسيما وأن أكثر من مليون طن بذور خروع تعصر سنويا للحصول على زيته . والكسبة المتبقية منه بعد العصر ( الثفل ) تحوي 5 % من وزنها مادة ريسين. وهذا السم يحضر كسائل يمكن تجفيفه ليصبح مسحوقا يتطاير بالهواء ويدخل الجهاز التنفسي والهضمي والأنف والفم والحلق . والأعراض التي يمر بها مريض الكورونا هي نفسها التي يمر بها مريض الريسين
تصنيع الريسين الغير مشروع يعاقب مرتكبه بالسجن 30 عاما في الولايات المتحدة الأمريكية
وأخيرا.. دخول الريسين بعد عودته ليكون سلاحا بيولوجيا بايدي الضعفاء يقوي عزيمتهم . ويجعل المعارك الأخطبوطية تدور خفية وبلا صخب في أي مكان وزمان . لتهدد الدول الكبرى وتؤرق أمنها . وهذا ماهو متوقع فيما يقال بالحملة الدولية ضد الإرهاب .