المقالات »

مقالة لي في الخمر والمشروبات الكحولية من محاضرة لي في جمعية أمل التركية

مقالة لي في الخمر والمشروبات الكحولية من محاضرة لي في جمعية أمل التركية
Suriye Umut Topluluğu في مدينة أضنة في تركيا

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ } . سورة المائدة , الآيتين 90 -91 .
* يعتبر الخمر من أخطر المواد على الصحة والمسببة للإدمان , وأوسعها انتشاراً في العالم أجمع , حتى وصلت إلى مجاهل أفريقيا التي يموت سكانها من الجوع , وهذا تخطيط استعماري رهيب .
* وتنتشر الخمور بصورة خاصة في المجتمعات الأوربية والأمريكية وروسيا واستراليا , وقد كان إدمان الخمور شبه مقصور على الذكور , أما الآن فالذكور والإناث سواء .
* ويؤدي ذلك إلى أن نصف نزلاء المستشفيات العقلية , وأن ربع نزلاء جميع المستشفيات والسجون هم من مدمني الخمور .
* وتسبب الخمور أكثر من 50 % من حوادث المرور , حيث يلاقي ما لا يقل عن 100.000 شخص حتفهم سنوياً في الولايات المتحدة بسبب الخمور , وهذا مصداق قول الرسول ﷺ : « الْخَمْرُ أُمُّ الْفَوَاحِشِ، وَأَكْبَرُ الْكَبَائِر » . رواه الطبراني .
* وفي الدول الاسكندنافية وخاصة السويد , فإن 5 % من مجموع السكان هم منغوليون , بسبب إدمان الأبوين أو أحدهما على الكحول .
ورحم الله الشاعر القائل :
إياك شرباً للخـمور فـإنها **** تسود وجه العبد في اليوم والغد
وكل صفات الذم فيها تجمعت **** كذا سميت أم الفـجور فأسند
** والمشروبات الكحولية بأنواعها :
* {{ عرق ـ بيرة ـ ويسكي ـ كونياك ـ شامبانيا ـ مزر ( نبيذ الحنطة أو الشعير ) ـ السكركة ( نبيذ الذرة ) ـ البوزة ( نبيذ منقوع الخبز اليابس ) ـ البتع ( نبيذ العسل ) ـ المصع ( نبيذ الفواكه ) ـ السكر ( نبيذ الرطب ) ـ الفضيح ( نبيذ التمر ) ـ الخمر ( نبيذ العنب الأحمر أو الأبيض ) ـ المثلث ( المطبوخ من النبيذ إذا ذهب ثلثي ماءه وبقي الثلث ) ـ الخليطان ( نبيذ من ماء الزبيب وماء التمر المختلطين ) }} ـ كلها ضارة وتسبب الإدمان , وتزيد من طرح عنصر المغنزيوم من الجسم , وهذا يؤثر على عمل القلب وعواقبه وخيمة , إضافة للعديد من المشاكل الصحية الأخرى .
* ولعل هذه الأسماء التي تجدها في قواميس اللغة الأجنبية والعربية تؤكد الحديث الشريف عن رسول الله ﷺ حيث يقول : ( ليشرَبنَّ ناسٌ من أمَّتي الخمرَ يُسمُّونَها بغيرِ اسمِها ، يُعزَفُ علَى رءوسِهِم بالمعازفِ ، والمغنِّياتِ ، يخسِفُ اللَّهُ بِهِمُ الأرضَ ، ويجعَلُ منهمُ القِرَدةَ والخَنازيرَ) . أخرجه أبو داود , وأحمد ، وابن ماجه واللفظ له
* وأما المشاكل والجرائم الاجتماعية فيكفي أن نذكر من أن أكثر من 50 % من جرائم القتل وجرائم الاغتصاب وحوادث الانتحار تمّت تحت تأثير الخمر . لأن الخمر تشعل نار الشهوات في النفس فتحمل السكران على ارتكاب المحرمات وارتكاب المحظورات بسبب الخلل الذي يصيب أجهزة الجسم .
* ويحدثنا القرآن عن ثمود قوم صالح عليه السلام فإنه لم يتجرأ على عقر الناقة أحد حتى المفسد منهم والشقي إلاّ بعد أن شرب الخمر ليصبح جريئاً على الفعلة التي هو مقدم عليها وهو عقر الناقة التي أرسلها الله آية لهم , فتمت الفعلة ووقع البلاء . يذكر القرآن لنا ذلك في سورة القمر فيقول : ( فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ ) . وصاحبهم هذا هو أحد الرهط المفسدين في المدينة الذين قال عنهم في سورة النمل : ( وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ ) آية 48 . وهو الأَشْقَى الذي قال عنه في سورة الشمس ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا * إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا * فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا * وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا ) . الآيات 11- 15 .
** إن الذين يعتقدون أن للخمر فوائد ترجى هم واهمون ويخدعون أنفسهم , إذ أن النشاط المؤقت الذي يشعر به شارب الخمر هو شعور كاذب , والدفء الذي يحسه هو دفء كاذب , والحرارة التي يشعر بها هي على حساب الجسم ذاته بما يفقده من الحرارة المهدورة , لأن هذا الدفء لا يلبث إلا أن يزول ليعقبه برد , نتيجة ما فقده الجسم من حرارة , حيث أن الخمور لا تدفئ الجسم بل تخرج منه الحرارة الطبيعية وتزيده برودة مما يسبب خطراً كبيراً على السكران كالنزولات المتنوعة الخطيرة , أضف إلى ذلك التأثيرات المتسببة عن الإدمان وما ينتج عنه من : تصدع في الشرايين , وقصور في القلب , والذبحة الصدرية وتشمع الكبد الخطيرة , والتهاب غشاء المعدة , والصداع , والتهاب الأعصاب , وفقدان الذاكرة , وضعف العقل , وتشتت الفكر , وتغيير في تركيب الدم , وضعف مقاومة الجسم للأمراض , وفقدان الرجولة , والتهاب الكلى , وقرحة المعدة والإثنى عشرية والقولون , وتشنج عصبي , وغير ذلك من الأمراض التي تفتك بالجسم .
* وتعاطي كميات قليلة من الكحول تعطي الإحساس بالحيوية والشعور بالألفة والثقة بالنفس . ويصحب تعاطي الكميات الأكبر من الكحول قدر معين من الإثارة , ومن مظاهره الضحك لأتفه الأسباب , والتحدث في موضوع أو غير موضوع ( مجرد الثرثرة ) , ويحمر الوجه , وتلمع العيون , ويسرع النبض , ويفقد المرء جزءاً من اتزانه , وتضعف قوة إرادته , وقد يصبح حديثه أكثر فكاهة ولكنه أبعد ما يكون عن الوقار , وقد تصبح حركاته أكثر حيوية ولكنها تبعد كثير عن الاحترام , وقد يبدو عدم الاتزان في نوبات مجنونة من الغضب المفاجئ , أو في فترات حالمة من الغزل والرقة والتشبيب , ويضيع الشعور بالمسؤولية , ولا يمكنه التمييز بين التافه والمهم , ولا يراعي المخمور شعور الآخرين .
* وعند الاستمرار في تجرع المزيد من الخمر , تصعب الحركة , ويثقل الكلام , وتترنح الخطوة , وقد يحدث غثيان وقيء ثم نوم عميق , قد تعقبه غيبوبة تامة تشبه غيبوبة التخدير إذ يبطئ فيها التنفس ويدكن الجلد . وإذا استمرت الغيبوبة أكثر من 12 ساعة فإنها غالباً تنتهي بالموت بسبب الهبوط في التنفس .
* صورة غلاف مجلة الأمل المنشور فيها نص المحاضرة .
* صورة رئيس جمعية الأمل السيد أرسلان في مكتبه حفظه الله .
* صورتي في إلقاء المحاضرة . وهي بعنوان : المخدرات والمهلوسات والمسكرات والمهدئات .


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

, ,