– بسم الله الرحمن الرحيم –
كان علم الكيمياء القديم ينقسم إلى قسمين :
القسم الأول : علم الأدوية أو الأقرابازين والاستفادة من المواد الكيميائية والخلاصات النباتية وغيرها في معالجة الأمراض والأوجاع وكان هذا العلم يسمى علم الأدوية المفردة إذا استعملت مادة أو خلاصة واحدة في العلاج , ولكن لو استعملت أكثر من مادة أو خلاصة في العلاج فيسمى بعلم الأدوية المركبة
أفلح الأقدمون في هذا القسم وأوجدوا الأدوية والعلاجات الكثيرة والمتعددة للكثير من الأمراض
القسم الثاني : علم تحويل المعادن البخسة , كالحديد والنحاس إلى معادن ثمينة كالذهب والفضة
ولكنهم فشلوا في هذا القسم
حيث أن الكيمياء الحديثة الآن تجزم بأنه لايمكن تحويل المعادن البخسة إلى ذهب . وهذا الأمر قد عرفه أيضاً الأقدمون , وقالوا في ذلك شعراً لايزال يروى فقالوا :
أعيا الفلاسفة الماضين في الحقب أن يستخلصوا ذهباً إلا من الذهب
أويصنعوا فضة بيضاء خالصة إلاّ من الفضـة المعروفـة النسب
فقل لطالبها من غير معدنهـا ضيّعت عمرك في التنكيد والنصب
وهؤلاء الباحثون عن الذهب وعن أكسير الحياة وطلاب الفضة من غير معدنها , وإن كانوا قد ضيعوا أعمارهم في التنكيد والنصب على حدّ قول الشاعر , إلاّ أنهم في بحثهم قد توصلوا إلى معرفة الكثير من حقائق العلم وأصول الصناعة وتحضير العديد من المواد الكيميائية الهامة كالأحماض والقلويات والأملاح والأدوية الأساسية التي لا نزال ندين بفضلهم علينا بها .
فقد حضروا حمض الكبريت من كبريتات الحديدي Fe SO4 الزاج الأخضر ولهذا دعوه روح الزاج
وحضروا حمض النتريك من نترات الفضة ( حجر جهنم ) و لذا دعوه روح الفضة أو ماء الفضة .
كما حضروا حمض الهيدروكلوريك من ملح الطعام و سموه روح الملح
أضافة لتحضيرهم المئات من المركبات الكيميائية والعناصر الكيميائية كالكبريت والزئبق (الرجراج ) والسليماني ( كلور الزئبق ) والزرنيخ ( كبريت الزرنيخ ) والذي استعملوه في إزالة الشعر عن الجلود , وأوكسيد الزرنيخ الذي استعملوه كمادة سامة لقتل الأعداء حيث يدسونه في الطعام لقتل العدو . واكتشفوا العديد من المواد الدباغية والصباغية للجلد و القماش . ولا ننسى اكتشافهم لصناعة الورق والسكر والصابون والصودا ( القلي ) .
– يتبع –