المقالات »

صناعة التخمّــرات 2

ثانيا – المولاس في صناعة الكحول الايتيلي:
منذ بداية القرن التاسع عشر فتحت آفاق استخدام المولاس في عمليات التخمير لإنتاج الكحول الاتيلي وأصبح الأخير وسيلة لتمويل خزينة الدولة عن طريق الضرائب التي تفرض على كميات الكحول النقي المجهزة للاستهلاكات المختلفة وأخذت صناعة التخمير تمثل استثماراً ناجحاً حتى منتصف القرن العشرين حيث تطورت الصناعات الكيمياوية من منتجات البترول وأصبح الميدان الجديد مصدر أكثر وفرة وأقل تكلفة لكميات الكحول المطلوبة للاحتياجات الصناعية وللوقود غير أنه ما زال كحول التخمير مستأثراً بمجالات المشروبات الروحية ومنتجات العطور ومستحضرات التجميل.
الكحول الاتيلي:
الكحول الاتيلي سائل عديم اللون ذو رائحة خاصة أقل كثافة من الماء يحترق بلهب أزرق ودرجة غليان 78 م.
يستعمل الكحول الاتيلي في صناعات مختلفة منها الصناعات الكيماوية والصيدلانية ومذيب لكثير من المركبات العضوية التي لا تذوب بالماء إضافة إلى استعماله في المشروبات الروحية وكوقود.
يحضر الكحول صناعياً من تحويل سكر المولاس بتأثير بعض الأنزيمات التي تفرزها خمائر خاصة وعليه فإن اختيار نوع الخميرة والغذاء اللازم والظروف المناخية المناسبة لتكاثرها ضرورية لإنتاج الكحول.
والكحول الاتيلي كما هو معروف مصدر مهم لصناعات كثيرة لا حصر لها.
مراحل إنتاج الكحول:
تتلخص مراحل إنتاج الكحول الاتيلي عن المولاس باستعمال الخمائر بما يلي:
1- يخفف المولاس إلى الخمس بواسطة الماء بحيث تكون النسبة السكرية للمحلول 12% وزناً ثم يعقم المحلول بالبخار لقتل الخمائر والأشياء غير المرغوب فيها ثم يبرد المحلول إلى درجة 25 م وينقل إلى المفاعل أو المفاعلات الرئيسية.
2- تحضر الخميرة الأم مختبرياً من خلية واحدة تغذى في أجهزة مختبرية بمولاس معقم مضافاً إليه المواد الكيماوية اللازمة للتغذية في درجة حرارية ثابتة وبعد الحصول على الكمية المطلوبة من الخميرة الأم تنقل إلى المفاعل الرئيسي وتدعى الخميرة المستعملة لهذا الغرض سزفيري سكر ومايزز.
3- تضاف المواد الكيمياوية اللازمة وتعدل حامضية المحلول من 4-4.5 بإضافة حامض الكبريت.
4- يمرر الهواء في المحلول لزيادة فعالية الخمائر وتكاثرها لمدة لا تزيد عن 50 ساعة.
5- يقطع الهواء وينقل المحلول الناتج إلى جهاز التخمر اللاهوائي بعد تغذيته بالمولاس والأملاح الغذائية اللازمة حيث يتم تحويل السكروز بفعل الأنزيمات التي تفرزها الخميرة إلى كحول وإلى غاز الكربون الذي يجمع ويسال ويعبأ للاستعمالات العديدة ويجب المحافظة على درجة ب.هـ 4-4.5 وعلى درجة الحرارة اللازمة لفعل الخميرة كما تتشكل نسبة قليلة من زيت الفيوزيل الذي يحوي نسبة عالية من الكحول الأميلي.
6- بعد انتهاء عملية التخمر لفصل الخميرة لاستعمالها كما سبق ذكره أما السائل المتخمر فيقطر للحصول على الكحول حيث ينتج في برج التقطير نوعين من الكحول:
الأول: بدرجة تركيز 95.5 % ويكون نقياً.
الثاني: بدرجة تركيز 92 % ويحتوي على آثار من الكحول الميتلي والالدهيدات والكحولات العالية إلا أنه يمكن إعادة تقطيره للحصول على الكحول النقي 95.5 %.
ويعطي كل طن مولاس ذو تركيز 50% سكروز حوالي:
200 كغ كحول
100 كغ غاز كربون
30 كغ خميرة علف (سكرومييز) محسوبة 59% مواد جافة وبصفة عامة فإن نواتج التخمر الكحولي للمولاس تتفاوت تبعاً لمحتوياته من السكريات وكذلك لظروف عمليات التخمر تحقيقاً لإنتاج أي من النواتج أو الموازنة بينها.


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

, ,