قبل الدخول في كيفية صنع هذا السائل وتركيبته . أعود بذاكرتي إلى خمسون سنة إلى الوراء تماما لعام 1967 م . حيث أهداني الأخ الفاضل . الصيدلي العلامة أحمد شربك كتاب بالإنكليزية بعنوان (( عشرة آلاف تركيبة للمنزل والمكتب والحقل والمصنع ))
Ten thousand formula for home , office , field and factory
وعمر الكتاب يعود أن ذاك إلى أكثر من عشرين عاما , قمت بترجمة الكتاب وأخذت منه ما يمكننا الاستفادة منه في حين ترجمته , واستبعدت منه ما لا يلزم لنا , وخلال مسيرة عمري كنت كلما وجدت تركيبة كيميائية من خلال قرائتي وترجماتي واطلاعاتي وخبرتي يمكننا الاستفادة منها وتصنيعها بسهولة ويسر أضفتها إلى الكتاب , أي وضعت بصمتي فيه , عرضت الكتاب على العديد من دور النشر في العديد من البلاد العربية لطباعته حتى على حسابي الشخصي , فكان جواب الجميع الرفض قائلين :
(( ليس من برنامج دار نشرنا مثل هذا الكتاب العلمي . فلو كان كتابك في الادب الساقط لتبنيناه , لأن ذلك ما يريد القارئ العربي )) . وللأسف بقي الكتاب مطبوع ومحفوظ في كمبيوتري حتى الآن .
أردت الان أن أنفض الغبار عن الكتاب فاخترت لكم هذه التركيبة السهلة التحضير في المنزل لملمع أحذية , المفيدة لقيام صناعة عليها . وقبل الدخول في طريقة تحضيرها لا بد أن أذكر شيئا عن مادتها الاولية وهي مادة القلفونية (( القلفونة بلغة أهل الشام )) وهي متوفرة في الاسواق لدى كافة العطارين ,
ماهي القلفونية :
القلفونية هي الراتنج المتبقي بعد تقطير صمغ الصنوبر (( الذي يحضر بصنع شقوق في أشجار الصنوبر فيسيل من الشق مادة صمغية . تجمع وتقطر )) للحصول على التربنتين المستعمل في الدهانات واحبار الطباعة , والمتبقي من التقطير هي القلفونية .
إستعمالات القلفونية :
1 – يستعمل مسحوقها لشد سيور المحركات الكهربائية كمادة مانعة لانزلاقها
2 – تستعمل لشد أوتار قوس الكمان والربابة لتحسين الصوت
3 – تستعمل كمادة لاصقة ومزيلة لشعر البدن , وذلك بصهرها بقدر وزنها مع شمع العسل
4 – تستعمل لصنع صابون القلفونية الكثيف الرغوة , الذي يصنع بإضافة مسحوقها على محلول الصود الكاوي مع الغلي والتحريك . على عكس الصابون العادي الذي يصنع بإضافة محلول الصود الكاوي علي الزيت الساخن مع التحريك , هذا الصابون الذي يستعمل لوحده لبعض الاغراض . كما يمكن إضافته إلى الصابون العادي بنسبة 10 % مما يزيد من رغوته وصلابته .
6 – تستعمل لصنع دهان وملمع الأحذية . وهذا مدار حديثنا :
القلفونية لا تذوب في الماء ولكنها تذوب في محلول ساخن للبوركس (( بورات الصوديوم . أو مايسمى لدى العطارين والعامة بالكنكار )) . (( البوراكس يستعمل كمادة مساعدة للانصهار في عمليات لحم المعادن وخاصة النحاس )) . يضاف لمحلول القلفونية في البوراكس صباغ أسود أو بني أو ما إلى ذلك , . فعندما يدهن الحذاء أو الستر الجلدية بهذا المحلول (( بعد تنظيفها طبعا )) الذي يجف بسرعة تاركا طبقة لامعة براقة على جلد الحذاء أو السترة الجلدية ,
ولهذا دعونا هذا المحلول باسم هالا = التي تلمع لحاها