ربما يتبادر إلى ذهن القارئ هذا السؤال : ما أهمية الحديث عن الكيمياء عند العرب ؟ . أجيب بأنه الدوافع والمبررات التي حفزتني للحديث والكتابة عن : ” الكيمياء عند العرب ” كثيرة منها :
أولاً : وضع الكيميائيين العرب في مكانهم الصحيح بين علماء الأمم الأخرى الذين أسهموا في تطور العلوم مع إبراز دورهم في تحقيق النهضة العلمية التي تجني البشرية ثمارها اليانعة .
ثانيا : البحث في تراثنا والكشف عما لم يكشف النقاب عنه بعد .
ثالثا : الرد على مزاعم البعض وافترائهم على علمائنا بأن لا دورهم لهم في تنمية المعارف الإنسانية . فواجبنا ككيميائيين عرب – أن نتصدى للرد على أمثال هؤلاء مما يدحض مزاعمهم ويفند أسانيدهم .
رابعا : المقارنة بين الأدوات والأجهزة التي استخدمها علماء العرب – وبخاصة تلك التي اقتبسهما الغربيون وطوروها – وبين الأجهزة والأدوات التي تستخدم في مخابر الكيمياء الآن بغرض إبراز دور علماء العرب في الابتكار والإبداع
. خامسا : إلقاء الضوء على أسلوب التفكير العلمي الذي اتبعه العرب في تناول المشكلات العلمية مما يسمى الآن المنهج العلمي والذي ينسبها الغرب – ظلما لنفسه
سادسا : بيان دور الكيميائيين العرب في وضع الأسس والنظريات العلمية التي أعطاها الغربيون أسماء من عندهم وصاغوها في قوالب جديدة ثم نسبوها لأنفسهم .
سابعا : في هذا نداء الأعماق الحقيقي وصرخة مدوية لإيقاظ رسالة الإنسان العربي في معانيها الشاملة ومثلها العليا ومطالبها السامية من تفكير علمي ، ودقة في تحري الحقيقة .
وفي هذا المقام أذكر حديثا جرى بيني وبين دكتور انكليزي في الأدب العربي قال لي فيه : إن أصل كلمة ( ماجستير ) هي كلمة مشتقة من العربية , حيث كان علماء وأساتذة الأندلس العرب يعطون تلاميذهم الذين أنهوا دراساتهم عندهم إجازة بحمل العلم , وهذا الطالب يسمى : طالب مجاز, ومنه كلمة ماجستير للدلالة على الشهادة والإجازة الممنوحة له , كلاعب البوكس يدعى بوكسير .
— للبحث صلة —
المقالات »