مقدمة
إن الحريق آفة كبيرة رافقت الإنسان منذ اكتشافه للنار ورغم الوسائل العديدة التي استعملها في مكافحة الحرائق إلا أن هذه الآفة باتت على مدى الأجيال والأزمان مصدراً لمخاطر كبيرة على حياة الإنسان وممتلكاته ، وهذا ما جعل الدول تقوم بتدريب الرجال والنساء والأطفال على عمليات الإنقاذ والإطفاء . ورافق تقدم في وسائل الإطفاء تقدم في مواد ومركبات الإطفاء أيضاً ، ووضع لكل حريق مادة خاصة بإطفائه . فهناك الحريق الكهربائي الناشئ عن تيار ذو توتر عالي أو توتر منخفض . وهناك حرائق الأخشاب والغابات والقش والورق والمنازل والبيوت والمصانع ، والمواد السائلة الملتهبة القابلة للذوبان في الماء كالكحولات والكيتونات الأولية كالكحول الميتيلي والايتيلي والأستون ، والمواد السائلة الملتهبة وغير القابلة للذوبان في الماء كالبنزين والكيروسين والمازوت وغيرها من المواد الكربوهيدراتية والبترولية ، وهناك حرائق المواد البلاستيكية بأنواعها العديدة كالبولي إيتيلين والبولي بروبيلين والـ P.V.C ومطاط البونا وغيرها . كما قامت في كل الدول شركات تأمين ضد الحريق وأخطاره وذلك لتعويض الضرر المادي الحاصل في حالة حدوث الحريق كما سنت معظم الدول قوانين خاصة للأمن الصناعي والسلامة في المحلات العامة والمصانع بغية إبعاد خطر الحريق إلى أبعد حدٍ ممكن .
ما هو الحريق ومما ينتج :
الحريق هو الاشتعال غير المسيطر عليه لمادة أو أكثر من المواد القابلة للاشتعال أو الالتهاب وتنتج حرارة شديدة من جراء هذا الاشتعال .
ومما لا شكّ فيه فإنه حتى يبدأ اشتعال المادة وحتى يستمر بعد ذلك اشتعالها لابد من توفير شروط عديدة معينة .
كيف نكافح الحريق :
إن مكافحة الحريق تعتمد بصورة عامة على إزالة أحد أو بعض أو معظم هذه الشروط المسببة للاحتراق والتي نلخصها بما يلي :
1 – إزالة المواد المحترقة .
2 – فصل الأوكسجين عن المواد المحترقة ( بالماء أو الرغوة أو غيرها ) .
3 – التغطية السطحية للمواد المحترقة مثل الرغوة وغيرها .
4 – التبريد ( كالتبريد بالماء أو الرغوة ) .
5 – تثبيط الاحتراق بإضافة مسحوق رغوي أو هاليدات الفحوم الهيدروجينية مثل رباعي كلور الكربون وثلاثي كلور الإيتيلين وغيرها .
تصنيف الحرائق
تصنف الحرائق في خمسة أصناف رئيسية :
حريق صنف أ ( A ) :
وهو الحريق الناشئ عن احتراق المواد الصلبة العضوية مثل : الخشب – القش – الورق – المطاط – القماش – البلاستيك – الفحم الحجري والعادي .. الخ.
حريق صنف ب ( B ) :
وهو الحريق الناشئ عن احتراق المواد السائلة مثل : البترول ومشتقاتـه –
الكحولات – الزيوت – القطران .
حريق صنف جـ ( C ) :
وهو الحريق الناشئ عن احتراق المواد الغازية مثل :غاز البروبان – البوتان – الهيدروجين – الأستلين .. الخ .
حريق صنف د ( D ) :
وهو الحريق الناشئ عن احتراق المعادن القابلة للاحتراق وسبائكها مثل : معدن الصوديوم – الليثيوم – المغنزيوم – البوتاسيوم – الألمنيوم – السيزيوم … الخ .
حريق صنف هـ ( E ) :
وهو الحريق الناشئ عن التيار الكهربائي وشراراته مثل : حريق الكابلات والمكثفات والآلات الكهربائية والحاسبات الإلكترونية .. مع استمرار مرور التيار الكهربائي أثناء الحريق ، وقد يكون التيار ذو توتر ( فولت ) مرتفع أو منخفض .
المواد الأساسية في مكافحة وإطفاء الحرائق
أولاً – الماء :
وهو أول وأرخص المواد الأساسية في عمليات الإطفاء وينجح استعماله غالباً في معظم أنواع الحرائق من صنف أ ( A ) .
ولعل الماء المأخوذ مباشرة قبل عمليات الإطفاء من الأنهار أو البحيرات أو فوهات مياه إطفاء الحريق مناسب ولا يشكل أي مشاكل تذكر ، إلا أن الماء المخزون بشكل احتياطي في خزانات صغيرة لمكافحة الحريق حين وقوعه وحدوثه لابد من إضافة بعض المواد الكيميائية إليه ليكون صالحاً للاستعمال حين الحاجة إليه ولعل من أهم المواد المضافة :
آ – إضافات منع التجمد Anti – freezing additives :
مثل : كلور البوتاسيوم – كلور المغنزيوم – كلور الكالسيوم – الجليكولات – الجلسرين .
ب – إضافات منع التآكل Corrosion inhibiting additives :
مثل فوسفات الألكيل – كربونات الألكيل – سليكات الألكيل – كرومات البوتاسيوم – كرومات الصوديوم – نترات الصوديوم – التانين – برومات الصوديوم – الأمينات طويلة السلسلة .
ج – إضافات الحفظ Preservatives :
لمنع نمو الفطور والطحالب والأشنيات ومن أهمها :
( 1 ) مادة ملح راشيت Raschit
( الملح الصوديومي لباراكلور ميتا كريزول )
Na – salt of p – chlorine m – cresol
( 2 ) مركبات الأمونيوم العضوية الرباعية Dehyquart مثل مركب أستيل ثلاثي ميتيل كلور الأمونيوم .
ومن الأهمية بمكان إضافة بعض المواد إلى الماء لتزيد من فعالية إطفائه ومقاومة الحريق : مثال ذلك إضافة مادة الكربوكسي ميثيل وأملاحها لتغليظ قوام الماء وخفض سيولته استعملت بنجاح كبير في مقاومة حريق الغابات الكبير في كلفورنيا عام 1962 حيث أن الماء اللزج يبقى على النبات ويمتص بذلك حرارة أكثر . كذلك فإن إضافة مادة Polyox ( بولي أتيلين جليكول ذو وزن جزئي عال ) بنسبة 10 جزء / مليون سببت زيادة قذف الماء من 36 إلى 54 م . وسببت أيضاً زيادة كمية الماء المقذوفة من 900 إلى 1000 ليتر بالدقيقة .
ثانياً – الماء المبلل :
الماء الذي لا يبلغ قلب النار يمكن أن يتحول إلى بخار الماء . وليس له من إطفاء الحريق سوى الأثر البخاري .
ولذلك يضاف عادة للماء بعض المواد المساعدة على التبلل وخاصة في إطفاء المواد الغير قابلة للتبلل مثل نشارة الخشب والتبن والصوف والقنب والورق … الخ . حيث وجد أن إضافة 0.1 – 5% من المواد المساعدة على التبلل في ماء الحريق يساعد على الوصول إلى قلب الحريق وبذلك نقلل من كمية الماء المستعمل وكذلك تنخفض الأضرار مثال ذلك حريق هائل من مطاط البونا Buna-rubber لا نستطيع إطفاءه بالماء الصرف . ولكن إضافة 5 %من المواد المبللة في ماء الحريق تجعل عملية إطفاءه ممكنة . وقد وجد أن إضافة 1% من المواد المبللة في ماء الحريق تنخفض كمية الماء المستهلك بحدود 25% في عملية إطفاء حريق خشب منزلي
ومن المواد المبللة المستعملة بنجاح كبير :
– صوديوم لوريل إيترسلفات .
– صوديوم بولي جليكول سلفات .
– كحول الأولييل أو السيتيل المتضاعف مع أوكسيد الاتيلين .
– صوديوم لوريل سلفات .
– بولي جليكول ايتر الكحولات الدسمة العالية .
ويعتبر الماء الحاوي على مواد مبللة ذو خواص جيدة جداً في إطفاء الحرائق من صنف « ب B» ويفضل على الماء الصرف في الاستعمال .
ثالثا – الرغوة الثقيلة :
إن خواص الرغوة لا تعتمد فقط على تركيبها الكيميائي ولكن تعتمد على خواص كثيرة وعديدة أهمها : نسبة حجم الرغوة بالسم3 إلى وزن الماء في الرغوة بالغرام وندعو هذه النسبة بعامل أو نسبة حجم الرغوة Foam value وأحياناً تدعى : بعامل التمدد أو نسبة التمدد .
وتقسم الرغوة الميكانيكية والتي فقاعاتها تحتوي على الهواء إلى ثلاث مجموعات :
1 ً – الرغوة الثقيلة أو قليلة التمدد :
وهي التي تكون نسبة حجم الرغوة إلى وزن الماء فيها بحدود 6 – 20.
2ً – الرغوة المتوسطة أو متوسطة التمدد :
وتكون نسبة حجم الرغوة إلى وزن الماء فيها بحدود 50 – 200 .
3ً – الرغوة الخفيفة أو عالية التمدد :
وتكون نسبة حجم الرغوة إلى وزن الماء فيها بحدود 500-1000
أما الرغوة الكيميائية فهي الناتجة عن تفاعل قلوي لأحد أملاح حمض الكربون مع محلول حمضي حيث ينتج من التفاعل غاز CO2 الذي يضغط على المحلول في إطفائية الحريق ويخرجه بشكل رغوة فقاعاتها تحوي غاز الكربون .
ومن أهم المحاليل القلوية :
كربونات الصوديوم ، ثاني كربونات الصوديوم.
ومن أهم المحاليل الحمضية :
كبريتات الألمنيوم – حمض الكبريت .
إلا أنه في بعض الأحيان يمكن استعمال غاز الكربون المضغوط مباشرة مع محلول المادة القلوية بدون استعمال محلول المادة الحمضية . كما يمكن استعمال محلول البروتين المتميأ والسابونين مع المواد الحافظة مع غاز الكربون المضغوط لتكوين الرغوة .
وحديثاً تستعمل محاليل الأملاح الصوديومية للكحولات الدسمة العالية المسلفنة ومشتقاتها مثل : لوريل سلفات الصوديوم – أو لوريل أيتر سلفات الصوديوم وغيرها مع غاز الكربون المضغوط لتكوين الرغوة .
ونظراً لاحتواء الرغوة الثقيلة على نسبة عالية من الماء فإن لها تأثير تبريدي جيد ولذلك تستعمل الرغوة الثقيلة في إطفاء حرائق الخشب والمطاط والورق والبلاستيك … الخ .
كما أن الرغوة الثقيلة تنجح في إطفاء حرائق المنازل والقاعات والمخازن حيث أن الكثافة العالية للرغوة تسمح للرغوة الثقيلة في تغطية مساحات كبيرة .
كذلك تنفع الرغوة الثقيلة لتكوين سجادة رغوية لتغطية مدارج المطار حين الهبوط الاضطراري للطائرة وذلك لتمنع الشرارة المتولدة من احتكاك جسم الطائرة مع أرض المدرج من اشتعال وقود الطائرة .
ونظراً لعدم كفاءة الرغوة الثقيلة في كثير من الأحيان في إطفاء الحريق من جهة ونظراً لمحتواها الكبير من الماء الذي يسبب أضراراً ثانوية لا يمكن إهمالها بعد إطفاء الحريق . جعل المتخصصين في علم إطفاء الحريق يفضلون ويتجهون أكثر وأكثر نحو الرغوة المتوسطة والخفيفة .
أضف إلى ذلك أن الرغوة الثقيلة وخاصة البروتينية منها ، عديمة الفعالية والتأثير في إطفاء حرائق المذيبات .
ولذلك قامت كثير من الشركات المنتجة بإنتاج مواد رغوية صناعية تركيبية مناسبة للاستعمال ضد الحرائق الهيدروكربونية ( البترولية ) وحرائق المذيبات العضوية الهيدروفيليكية ( أي المذيبات الغير قابلة للذوبان في الماء ) .
رابعاً – الرغوة المتوسطة والخفيفة :
إن الرغوة القابلة للتمدد أكثر من 20 مرة تقسم إلى رغوة متوسطة ورغوة خفيفة . وبينما نجد أن إنتاج الرغوة المتوسطة لا تحتاج إلى أنابيب مهواة نجد أن إنتاج الرغوة الخفيفة تحتاج لهذه الأنابيب . حيث أن محلول السائل الرغوي مع الماء يضخ أولاً في أنابيب الفوم ( الرغوة ) قبل البدء بتبعثره بواسطة البخاخ النفاث . ثم يضرب الفوم على غربال الرغوة بنفس الوقت مع الهواء . حيث يتغطى الغربال عندئذ بالرغوة ويقف تيار الهواء حيث تتحول الرغوة إلى فقاعات .
استعمالها :
نظراً للخواص المتعددة للسائل الرغوي ذو الرغوة المتوسطة فإنه يمكن استعماله في إطفاء عديد من الحرائق التي أصلها سوائل أو مواد صلبة . وهو مناسب تماماً لإملاء الغرف ، أو في مكافحة ضرر الغازات الصحية .
ولا شك فإن السائل الرغوي ذو الرغوة الخفيفة يعتبر مناسباً أكثر في كثير من الحالات . حيث أن طبقة سمكها 1 م من هذه الرغوة بعد انطفائها وتحولها لسائل لا تغطي أكثر من 1 مم ولذا يكون الضرر الناشئ عندها أقل بكثير من السائل الرغوي الثقيل أو المتوسط حيث نجد أن طبقة سمكها 1م من السائل الرغوي الثقيل الرغوة تتحول إلى طبقة مائية سمكها 15سم بعد انطفائها . ولذا يصلح السائل الرغوي الخفيف لإطفاء الحرائق الكهربائية ( كغرف الكمبيوتر وغيرها ) وكذلك لحرائق السوائل الملتهبة كالبنزول والبنزين وغيرها .
وبصورة عامة فإن السائل الرغوي التركيبي أفضل بكثير من السائل الرغوي البروتيني لأن الماء المالح أو الكبريتي أو العسر لا يؤثر بشكل سلبي على رغوته وذلك ينجح في إطفاء حرائق السفن والحرائق البحرية التي تضطر لاستعمال ماء البحر حيث لا يوجد ماء غيره .
تركيب السوائل الرغوية المستعملة في إطفاء الحرائق
تتركب هذه السوائل الرغوية من مواد عضوية ذات طاقة عالية لخفض التوتر السطحي ، مع مركبات كيميائية مثبتة ومكثفة للرغوة ، مع إضافة مواد ضد التجمد ، ومواد ذات طاقة استحلابية عالية ، مع إضافة بعض المواد المحسنة للصفات .
ولذا يمكن أن نقول أن السوائل الرغوية تتكون من :
المواد الرغوية الأساسية المكونة للرغوة :
وهذه المواد قد يكون أساسها :
1 – المواد البروتينية الرخيصة المتخلفة عن مصانع تعليب اللحوم والمسالخ والمدابغ والتي تمر بسلسلة معقدة من التفاعلات والمعالجات الكيميائية حتى تصبح صالحة لتكوين الرغوة .
2 – المواد العضوية الخافضة للتوتر السطحي كأملاح الكحولات الدسمة المسلفنة ، وأملاح الكحولات الأتيرية المسلفنة ، وأيثو أوكسيلات الكحولات الدسمة ، وأملاح حموض السلفون … الخ
المذيبات العضوية :
هي الذوابة في الماء والمانعة للتعكر أو التجمد حين انخفاض درجة الحرارة كما أنها تؤثر تأثيراً كبيراً في تحسين تجانس السائل ومن أهمها :
ثنائي جليكول البيوتيل Butyl Di Glycol
أحادي جليكول البيوتيل Butyl Mono Glycol
الجليسيرين Glycerin
الكحول البروبيلي النظامي n. Propanol
بروبان ديول Propan Diol
هيكسيلين جليكول Hexylen Glycol
2 ميتيل 2 – 4 بنتانديول 2 Mthyl 2 – 4 Pentandiol
مثبتات الرغوة بصورة عامة :
مثل : – لوريل الكحول C 12 – C 14
– أميدات الحموض الدسمة العالية .
مثبتات الرغوة عند درجة الحرارة المنخفضة :
مثل : اليوريا Urea
مركبات أخرى :
1 – مركب Ethylene Diamine Tetra Acetic acid (E.D.T.A ) وهي تعمل لتشكيل مركبات معقدة ذوابة في الماء مع المعادن الثقيلة الموجودة في الماء وخاصة المغنزيوم والكالسيوم مما يساعد على زيادة الرغوة .
2 – الفوسفات : التي تعمل على امتصاص نسبة عالية من حرارة الاحتراق مما يساعد على سرعة إطفاء الحريق .
3 – الأصبغة والملونات : وذلك لتمييز سائل رغوي معين عن سائل رغوي آخر .
تعريف الرغوة :
هي مجموعة من الفقاعات الصغيرة المجتمعة والمملوءة بغاز الكربون ( بالنسبة للرغوة الكيميائية Chemical Foam ) . والمملوءة بالهواء ( في حال الرغوة الميكانيكية Mechanical Foam ) .
وهي أخف من الزيوت والمواد البترولية وتستعمل هذه الرغوة لتغطية سطح المواد البترولية المشتعلة لإخمادها بعزل الأوكسجين عنها وتبريدها لمنع استمرار تصاعد الأبخرة منها .
تعاريف :
لمنع الالتباس في التسمية من الضروري التمييز بين ثلاث حالات :
أ – السائل الرغوي (Foam compound ) : و يتداول في الأسواق في عبوات بلاستيكية تتسع من ( 20 – 50 كغ ) أو في براميل حديدية بسعة ( 200 كغ ) تقريباً ، والسائل الرغوي لا يستعمل لوحده بل يمزج مع الماء وعندئذ يسمى محلول الرغوة .
ب – محلول الرغوة ( Foam solution ) : وهو مزيج السائل الرغوي مع الماء قبيل قذفه من القواذف وليس لمحلول الرغوة مفعول على النار دون مزجه بالهواء وعندئذ يدعى بالرغوة المتمددة .
ج – الرغوة المتمددة ( Expanded Foam ) : وهي الحالة النهائية التي يتحول إليها المحلول الرغوي بعد مزجه بالهواء .
وتقسم الرغوة المتمددة كما ذكرنا سابقاً إلى ثلاثة أنواع حسب نسبة التمدد التي تتمتع بها :
1ً – الرغوة قليلة التمدد من 6 – 20 مرة أو الرغوة الثقيلة .
2ً – الرغوة متوسطة التمدد من 50 – 200 مرة أو الرغوة المتوسطة .
3ً – الرغوة كبيرة التمدد من 500 – 1000 مرة أو الرغوة الخفيفة.
وأما نسبة مزج السائل الرغوي مع الماء لتكوين محلول الرغوة فيتم بنسب تتراوح بين 2 – 6 % وذلك حسب نوع السائل الرغوي ونوع القاذف والضغط المستعمل ، إلا أنها بصورة عامة تكون نسب تركيز السائل الرغوي بالماء كالتالي :
4 – 6 % في الضغط المنخفض .
3 – 5 % في الضغط المتوسط .
2 – 4 % في الضغط العالي .
الشروط الواجب توفرها في السائل الرغوي
1 – أن يكون ذو منشأ عضوي تركيبي ، أو بروتيني ، أو فلور بروتيني . وإن كان الآن التركيبي هو المفضل .
2 – أن يكون مناسباً لإخماد الحرائق البترولية . كالبنزين والكاز والمازوت والفيول بصورة فعالة وخاصة ما كان منها متعلقاً بحرائق الطائرات .
3 – التركيز : ويقصد به نسبة المواد الصلبة الذوابة التي يجب توافرها بنسبة لا تقل عن 15% .
4 – اللزوجة عند درجة حرارة ( 20 م ) أقل من 15 دينة أو ما يعادلها من وحدات قياس اللزوجة الأخرى .
5 – درجة الـ pH لمحلول 10 % منه 7 – 8 أي يجب أن يكون السائل الرغوي معتدلاً أو يميل للقلوية بعض الشيء حتى لا تتآكل الأدوات والأجهزة الحديدية التي تلامسه في الخزن أو أثناء الاستعمال .
6 – خال من المواد السامة أو الضارة بالصحة أو الملوثة للبيئة ، كما لا يطرح غازات سامة حين الاستعمال .
7 – الثقل النوعي من 1.00 – 1.20 غ / سم3 .
8 – الرائحة معتدلة وغير مقززة تدعو للاشمئزاز .
9 – التخزين : لايتفكك أو يفسد لطول مدة التخزين ، وقابل للتخزين حتى درجة ( 50م ) في مكان عادي أو مهوى ولا يتجمد إلا دون الدرجة ( – 10م ) .
10 – التوافق مع أنواع السوائل والمساحيق الرغوية الأخرى .
11 – نسبة التمدد : من 6 – 20 للسوائل الرغوية قليلة التمدد .
ومن 50 – 200 للسوائل الرغوية متوسطة التمدد .
ومن 500 – 1000 للسوائل الرغوية عالية التمدد .
12 – نسبة ترشيح الماء : وهو دليل على ثبات الرغوة :
10 % بعد 5 دقائق على الأقل . و 50% بعد 25 دقيقة على الأقل
13 – خال من المواد المعلقة والراسبة وغير الذوابة .
14 – المحافظة على الخصائص العامة لدى استعمال المياه المالحة أو الكلسية أو الكبريتية أو الباردة أو الساخنة .
15 – يجب أن تتمتع الرغوة المتمددة بالانسياب الجيد مع التماسك لدى قذفها تحت ضغط يتراوح بين 2 – 15 كغ / سم2 .
16 – كما يجب أن تتمتع بالسيولة التي تسمح لها بالقذف من :
أ – مدفع قاذف ذو استطاعة قذف عالية .
ب – خراطيم وقواذف الرغوة المعروفة .
ج – جهاز فرش مهبط المطار بالرغوة .
خامساً – غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 :
وهو من مواد مكافحة الحريق الرخيصة وذلك لسهولة استحصاله ، لأنه ينتج كمادة ثانوية في عمليات التخمر الكحولي حيث ينقى ويجفف من آثار الرطوبة التي يحملها ويعبأ باسطوانات تحت ضغط قد يبلغ أحياناً 80 كغ/سم2 . وهناك الآن وسيلة حديثة للحصول على غاز الكربون من غاز أفران الاحتراق والمراجل البخارية باستعمال مادة أحادي أو ثنائي إيتانول أمين التي تمتص غاز الكربون دون غيره من الغازات ، وعند تسخين المزيج يتحرر غاز الكربون ثانية بشكل نقي ليضغط ويعبأ بينما يعاد استعمال أحادي أو ثنائي إيتانول أمين ثانية هذا بالإضافة للطرق التقليدية لإنتاجه كتفاعل حمض معدني كحمض كلور الماء مع كربونات أو ثنائي كربونات الصوديوم .
ولعل خاصية غاز الكربون في إطفاء الحرائق تعود إلى أنه غاز ذو كثافة أعلى من كثافة الهواء فعند طرحه على مادة محترقة يغطيها ويعزلها بذلك عن أوكسجين الهواء ، كما أنه عندما يخرج من الأسطوانة المعبأ بها تحت الضغط بشكل سائل فإنه يتحول إلى غاز ممتصاً بذلك حرارة شديدة مما يساعد أيضاً على إطفاء الحريق . وينجح استعمال غاز الكربون في إطفاء الحرائق الكهربائية ( حرائق صنف هـ E ) وخاصة أنه لا يترك أثراً صلباً أو سائلاً ( لأنه غاز ) . كما ينجح في إطفاء الحرائق التي تحدث في المخابر الكيميائية والأبنية المغلقة .
سادساً – هاليدات الفحوم الهيدروجينية
Haloginated Hydrocarbong
وتستعمل لإطفاء حرائق الكهرباء ( مثلها مثل غاز ثاني أكسيد الكربون حيث لا تترك أثراً صلباً أو سائلاً لأنها تتبخر بتأثير الحرارة ) كما تستعمل أيضاً بنجاح لإطفاء حرائق البضائع والآلات الثمينة والقيمة . ويعود تأثيرها في إطفاء الحريق لتحرر أو وجود جذر الهالوجين الذي يعمل كعامل مثبط للحريق . وهناك الهاليدات التي تحوي جذر أو أكثر من هالوجين واحد مثل : رابع كلور الكربون – رابع كلور الإيتيلين – ثالث كلور الإيتيلين – أو الهاليدات التي تحتوي جذور من هالوجين أو أكثر . فقد تحوي الكلور والبروم أو الكلور والفلور وغير ذلك مثل ثنائي فلور كلور بروم . ولكن مما يحد من استعمال هذه المركبات خاصة في الأماكن المغلقة أن أبخرتها مخدرة وسامة ، كما أنها تتفكك بتأثير الحرارة إلى مركبات مخدرة وسامة مثل الفوسجين Phosgen وغيره .
سابعاً – البودرة الجافة :
عندما نذكر البودرة الجافة المستعملة في إطفاء الحريق يتبادر إلى ذهننا الرمل الناعم الذي كثيراً ما استعمل في إطفاء الحرائق حيث يقوم بتغطية سطح الاشتعال فيحجز أوكسجين الهواء . إلا أن الذي نقصده من بودرة إطفاء الحريق الجافة هي المساحيق التي نذرها وننثرها تحت ضغط غاز ثاني أوكسيد الكربون أو النتروجين أو هاليدات الفحوم الهيدروجينية الغازية فوق النار فتعمل على تغطية سطح الاشتعال من جهة كما تتحلل بتأثير الحرارة مطلقة غاز الكربون الذي يعمل أيضاً على حجز الأوكسجين فتساعد أكثر على إطفاء الحريق من جهة كما أنها تمتص كمية كبيرة من الحرارة أثناء عملية التحلل والتفكك هذه مما يساعد أيضاً على سرعة إطفاء الحريق . ولعل من أهم مركباتها وأنواعها :
1 – مسحوق كربونات وثاني كربونات الصوديوم أو البوتاسيوم الذي يستعمل في إطفاء الحرائق من صنف ب B ، جـ C ، هـ E .
2 – مسحوق فوسفات الأمونيوم الذي يستعمل في إطفاء الحرائق من كافة الأصناف أ A ، ب B ، جـ C ، د D ، هـ E .
3 – مسحوق كبريتات الأمونيوم أو البوتاسيوم الذي يستعمل في إطفاء الحرائق من صنف أ A ، ب B ، جـ C ، هـ E .
4 – مسحوق كلور الصوديوم الذي يستعمل في إطفاء حرائق معادن القلوية ( حريق صنف د ) بمعنى أن البودرة تنجح في إطفاء الحرائق السائلة والغازية .
بالإضافة إلى أنه يمكن تخزين البودرة بدرجة حرارة – 50م إلى + 60م . وتمتاز البودرة بسهولة النقل والتخزين عن المواد السائلة . كما أنها تقوم بتعديل الغازات الناتجة عن احتراق بعض المواد . فمثلاً عند احتراق مادة الـ P.V.C . وانطلاق حمض كلور الماء تقوم مادة الكربونات بتعديل غازات الاحتراق بالإضافة إلى إطفاء الحريق وهذه صفة لا تتميز بمواد الاحتراق الأخرى . كما أن البودرة وخاصة في الحرائق الكبيرة يمكن مزجها مع السائل الرغوي مما يعطي تأثيراً مضاعفاً في عملية إطفاء الحرائق .
وإذاً من الأهمية بمكان أن تكون البودرة ذات سطح ظاهري كبير جداً ( أي ناعمة جداً ) وذلك لتقوم كمية بسيطة منها بتغطية أكبر ما يمكن من سطح الاشتعال .
وعادة تتراوح الخواص الفيزيائية لمختلف أنواع البودرة كالتالي :
1 – الكثافة الظاهرية ( غ / 100 ملليتر ) بين 80 – 125 .
2 – الكثافة ( غ / سم3 ) بين 1.9 – 2.6 .
3 – السطح النوعي ( سم2 / غ ) بين 2000 – 6000 .
4 – نسبة حجم الجزيئات دون 40 ميكرون بين 50 – 85 % .
5 – نسبة حجم الجزيئات دون 63 ميكرون بين 55 – 95 % .
6 – كمية غاز الكربون اللازمة هي 1 كغ لكل 10 كغ من البودرة .
وخوفاً من تجبل أو تحجر البودرة أثناء النقل والتخزين الطويلين يضاف إليها مواد مانعة للتجبل أو التحجر مثل مادة ستيارات المغنزيوم .
وقد أوضحت التجارب الأمريكية في مضمار إطفاء الحرائق أن 9 كغ من البودرة الجافة تعادل ( 150 ) ليتر من السائل الرغوي أو 45 كغ من غاز ثاني أكسيد الكربون في الفعالية .
ثامناً – الماء الخفيف Light Water :
هو أحد أنواع السوائل الرغوية العالية التمدد ، ويستعمل لمقاومة حرائق المواد السائلة الأخف من الماء ، كالبترول ومشتقاته ، حيث يطفو فوقها ويشكل طبقة رقيقة من الماء أيضاً تطفو على سطح المذيب فيمنع بذلك اشتعاله وانسيابه حتى لا تتوسع منطقة الحريق .
ومن أهم مكوناته بعض مشتقات الفلور للحموض الدسمة أو السلفونية مثل : فلورو حمض الكبريليك ، وفلورو أوكتيل حمض السلفونيك . مع بيوتيل الجليكول والماء .
تاسعاً – مواد أخرى :
كالرمل – مسحوق الحديد – الزيت – النتروجين .
حيث يستعمل الرمل ومسحوق الحديد في إطفاء حرائق الفوسفور والمغنزيوم والصوديوم .
بينما يمكن استعمال الزيت في مقاومة حرائق المغنزيوم .
ويستعمل النتروجين في إطفاء حرائق المخابر والمصانع .