* مقدمة :
منذ العصور القديمة والوسطى والإنسان يهتم اهتماماً كبيراً بتحسين ورفع مردود إنتاج المحاصيل الزراعية ، وذلك بإضافة مخلفات المواد العضوية ، والأسمدة الكيميائية ، والمواد المعدنية للتربة . كروث الحيوانات , ومخلفات المزارع والمدن ، والعظام المطحونة , ورماد النباتات , وملح البارود , والجص , والكلس , ونترات الشيلي , والأسمدة الكيميائية المتعددة : النتروجينية والفوسفاتية والبوتاسيومية المتعددة ، وغيرها ..
* تعريف الأسمدة :
الأسمدة بوجه عام هي أية مادة عضوية أو غير عضوية ، طبيعية أو صناعية ، والتي تزود النبات بعنصر أو أكثر من العناصر الكيميائية الضرورية لنموه الطبيعي .
وقائمة العناصر المأخوذة بعين الاعتبار والضرورية لنمو النبات يبلغ مجموعها الآن حوالي 17 عنصراً . وهي :
1.الكربون , 2.الأوكسجين , 3.الهيدروجين .
4.النتروجين ، 5.الفوسفور ، 6.البوتاسيوم .
7.الكالسيوم ، 8.المغنزيوم ، 9.الكبريت .
10.الحديد , 11.المنجنيز , 12.الزنك , 13.النحاس , 14.البورون , 15.الموليبدنوم
16 . الكوبالت . 17. الصوديوم .
* العناصر الثلاث الأولى يأخذها النبات عن طريق الهواء والماء , لذلك لا تدخل ضمن صناعة الأسمدة
* أما العناصر الستة التالية فهي أساس صناعة الأسمدة الكيميائية ،
وتقسم إلى قسمين :
1 – عناصر كبرى أولية وهي : النتروجين ، الفوسفور ، البوتاسيوم .
2 – عناصر كبرى ثانوية وهي : الكالسيوم ، المغنزيوم ، الكبريت .
* والعناصر المتبقية فهي مطلوبة ولازمة لنمو النبات بكميات صغيرة جداً ولذا تدعى بالعناصر السمادية الصغرى . وهي : الحديد , المنجنيز , الزنك , النحاس , البورون , الموليبدنوم , الكوبالت , الصوديوم .
* العناصر الغذائية اللازمة والضرورية للنباتات بكميات ضئيلة :
وفي الوقت الحالي يعتبر استخدام العناصر الغذائية التي تحتاج إليها النباتات بكميات كبيرة نسبياً هي قضية مسلم بها ، حيث تتواجد هذه العناصر مثل : النتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والكبريت والمغنزيوم في عدد كبير من الأسمدة التجارية ، وبجانب ذلك من السهل نسبياً تحديد الكمية اللازمة منها واستعمال السماد المطلوب .
أما في حالة العناصر التي تحتاج إليها النباتات بكميات ضئيلة فإن العملية تختلف تماماً نظراً لأن الكميات قليلة جداً .
ومع هذا فإنه كلما ازدادت الحاجة إلى استعمال العناصر السمادية الكبرى بكميات كبيرة كلما تزداد الحاجة أيضاً إلى استعمال نسبة أكبر من العناصر السمادية الصغرى .
توازن العناصر الغذائية للنباتات والمحاصيل الزراعية :
تتوقف عملية تغذية النباتات بطريقة صحيحة على عاملين أساسيين هما :
* توافر العناصر الغذائية ، ووجودها بالنسبة الصحيحة . نظراً لأن الكميات غير الكافية ستؤدي في النهاية إلى ظهور أعراض النقص ، ومن جهة أخرى قد تؤدي الكميات الزائدة إلى تلف النبات وموته . ولذا لا بد من إعطاء العناصر الغذائية للنبات بصورة متوازنة للحصول على مردود كبير من المحاصيل الممتازة والعالية الجودة .
ما هي المركبات الكلابية ( الشيلاتية Chelates ) :
يمكن ببساطة شرح مصطلح ( المركبات الكلابية ) بأنها عبارة عن مركبات كيميائية عضوية معقدة التركيب ( معظمها عبارة عن أحماض أمينية معقدة ) يستطيع النبات عن طريقها امتصاص العناصر الغذائية الصغرى اللازمة . ويرجع أصل هذه الكلمة إلى اللغة اللاتينية حيث تعني : كلاب ( خطّاف ) . ولدى هذه المواد القدرة على ربط أيونات العناصر في بنيان جزيئي على هيئة كلاب ( خطاف ) ونقلها إلى المكان الصحيح ألا وهو سطح جذور النبات .
بالإضافة إلى ذلك تؤدي المركبات الكلابية هذه إلى زيادة ملحوظة في درجة ذوبان العناصر الغذائية الصغرى ، وبالتالي يستطيع النبات امتصاص هذه العناصر بسهولة تامة .
وتعتبر أنواع الترب الحمراء والموجودة في إسبانيا وسورية ولبنان والعديد من البلدان العربية والأجنبية مثالاً توضيحياً جيداً .
فبالرغم من توفر عنصر الحديد بالتربة وبنسبة عالية إلا أن النبات لا يستطيع امتصاصه نظراً لارتفاع نسبة الكالسيوم في التربة أيضاً ، لأن أيونات الكالسيوم تحجز ايونات الحديد على أن تمتصها جذور النبات ، وعلى هذا لا تصل أية كمية من الحديد إلى النبات فيصاب النبات بحالة الجوع الخفي .
طريقة عمل المركبات الكلابية :
تتضح هنا أهمية المركبات الكلابية بمثابة منقذ في وقت الحاجة ، فعندما يتم استعمال المركبات الكلابية للعناصر الصغرى يبقى العنصر الغذائي مرتبطاً بالحامل الكلابي ولا يفقد بالتبادل مع أيونات التربة – كما يحدث مع العناصر الغذائية التي على شكل أملاح غير عضوية – وبذلك يبقى متوفراً للنبات ، ويصل إلى سطح الجذور حيث يمتصه النبات بسرعة . ولذا يتم علاج النبات التي تظهر عليه أعراض النقص بسرعة أيضاً عن طريق الامتصاص بواسطة الجذور أو الأوراق .
سبب استعمال مركبات كلابية مختلفة :
تتميز المركبات الكلابية الجيدة بما لا يقل عن خاصتين هامتين هما :
1- يجب أن تكون هذه المركبات صامدة أمام البكتيريا .
2- يجب أن تشكل مركبات مستقرة مع العناصر الصغرى .
وأكثر المركبات الكلابية الشائعة للحديد هو المركب المعروف باسم EDTA وهو أفضل مركب مناسب كسماد مناسب ورقي Ethylene Diamine Tetra Acetic ) ) ، ولكنه يعتبر عاملاً كلابياً ضعيفاً إذا استعمل كسماد عادي للتربة القلوية والغنية بالجير ( الكلس ).
ولهذا السبب استبدل هذا المركب بمركبين آخرين هما : EDDHMA و TMHBED والذين نطلق عليهما اسم المركبات الكلابية العالية الأداء HBIC نظراً لأنها تعتبر أفضل منبع للحديد بالنسبة للتربة الكلسية . ويمكن التعامل أيضاً مع المركبات الكلابية الأخرى للحديد مثل مجموعة المركبات العضوية DTBA و HEEDTA . ولذا يتم تحديد نوع المركب الشيلاتي على نوع المحصول وحالة التربة وطريقة استعماله رشاً أو إضافة للتربة . ونظراً لأن المركبات الكلابية ذوّابة بالماء تماماً ، ولا تأثير سلبي لها أو عليها لذا فإنه يمكن خلطها مع العوامل الأخرى مثل مبيدات الأعشاب والحشرات والفطور والأسمدة المعدنية الأخرى .
المقالات »