1 – الكيمياء في عهد بني أمية :
رغم أن الدولة الأموية كانت مشغولة بالفتوحات , ومهتمة بالتوسع في الغرب ( شمال إفريقية والأندلس ) والشرق ( فتح بلاد ما وراء النهرين ) , ولكن كان هناك من إهتم بنقل العلوم اليونانية والسريانية والاستفادة منها وتطويرها . وكان أول من أقدم على ذلك خالد بن يزيد بن معاوية . الذي لُقِّب بالحكيم أو الفيلسوف . ويقال إن خالداً هذا تناذل عن الخلافة لإبن عمه : مروان بن الحكم , وترك مدينة دمشق مقر الخلافة , وإتخذ من مدينة حمص داراً جعلها مقراً لسكنه ومخبره , وتفرغ لعلم الصنعة ( الكيمياء القديمة ) التي تعلمها من راهب يوناني اسمه : ماراينوس . ولم يقتصر خالد على تشجيع العلماء وحثهم على ترجمة الكتب المؤلفة باليونانية إلى العربية ، بل كان هو نفسه أيضاً عالماً أصيلاً .
2 – الكيمياء في عهد الدولة العباسية :
آ – دستور البحث العلمي عند كيميائيي العرب في هذه الفترة :
اتبع كيميائيوا العرب دستوراً محكماً يدل على الاتجاه العلمي الذي كانوا يسيرون عليه في بحوثهم وكتاباتهم . هذا الدستور ينحصر في تسعة بنود أو أحكام أو أسئلة , وهو كما جاء في الرسالة السابعة من رسائل إخوان الصفاء التي تبحث في الصنائع العلمية :
السؤال الأول : هل هو ؟ يبحث عن وجدان شيء أو عدمه .
السؤال الثاني : ما هو ؟ يبحث عن حقيقة الشيء .
السؤال الثالث : كم هو ؟ يبحث في مقدار الشيء .
السؤال الرابع : كيف هو؟ يبحث عن صفة الشيء .
السؤال الخامس : أي شيء هو ؟ يبحث عن بعض من الكل .
السؤال السادس : أين هو ؟ يبحث عن مكان الشيء أو عن رتبته .
السؤال السابع: متى هو؟ يبحث عن زمان كون الشيء .
السؤال الثامن: لم هو؟ يبحث عن الشيء المعلول .
السؤال التاسع: من هو؟ يبحث في التعريف للشيء .
ب – تقسيم كيميائيي العرب في هذه الفترة المواد الكيماوية المعروفة في زمنهم :
* قسموا المواد الكيميائية إلى أربعة أقسام أساسية : المواد المعدنية ، والمواد النباتية ، والمواد الحيوانية ، والمواد المشتقة .
* وكذلك قسموا المعدنيات لكثرتها وتباين خواصها إلى ست طوائف .
ولا يخفى ما ينطوي عليه عمل كهذا من بحث وتجربة وإلمام بخواص هذه المواد وتفاعلاتها بعضها مع بعض .
* وعلم الكيمياء هذا دخل أوروبا مع أسماء عربية لا تزال باقية في مختلف اللغات الإفرنجية ، كالقلي والبورق والطلق والأنبيق والأكسير والكحول والقصدير والتنور والزرنيخ والدانق والخميرة .
وأخيرا :
لكي نعدد مآثر العرب في علم الكيمياء فلا بدَّ أن نقدم دراسات لمآثر عدد من أعلام العرب الأقدمين في الكيمياء , ونتاجهم الفكري , ومؤلفاتهم , وأثرها في تقدم علم الكيمياء .