المقالات »

عـيد العمـال

تحتفل الطبقة العاملة اليوم الأول من أيار ( مايو ) بعيد العمال العالمي ، هذا اليوم الذي ثارت فيه الطبقة العاملة الكادحة على أثر الظلم الاجتماعي الذي كانت تعانيه في أوربا وأمريكا ضد رجال الأعمال وأرباب المصانع فنالت على أثره شيئا من حقوقها المهضومة ,
وقد جارينا نحن المسلمين الغرب والشرق فأصبحنا نحتفل بهذا العيد , ولكن نسينا وتناسينا مآثر إسلامنا وأنه أعطى الطبقة الكادحة الدرجات العلا .
ولقد قدس الإسلام العمل والعمال حتى أن رسول الله رأى رجلاً عاملاً اخشوشنت يداه من العمل ، فأخذ الرسول يدا العامل وقلبها , وقال هذه يد يحبها الله ورسوله , وقد بين الرسول لأصحاب الأعمال أهمية الرفق بعمالهم ومن يعمل عندهم فقال : ” إخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أيْدِيكُمْ ، فمَن كانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ ، فَلْيُطْعِمْهُ ممَّا يَأْكُلُ ، ولْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ ، ولَا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ ، فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فأعِينُوهُمْ ”
فهل وصلت المَدَنية اليوم في هذا القرن الحادي والعشرين وبعد مئات السنين من عهد رسول الله إلى أن يلبس العامل كما يلبس أرباب العمل ، أو يعيشون في قصور وبيوت وسيارات كما يعيش أرباب العمل كلا وألف كلا . وهل حُفظت حقوق العمال ومكتسباتهم .
جاء عمر رضي الله عنه إلى القدس مع خادم له ، ( آسف مع أخ له ) ، وليس معهما سوى راحلة واحدة فكان يركب قسماً من الطريق والغلام يجر له الناقة ثم يتبادلان .
الله..الله…خليفة رسول الله والقائد الأعلى لجيوش الإسلام في الشام والعراق ومصر يجر الناقة لغلام عنده , فهل وصلت المَدَينة في القرن العشرين إلى مثل هذه العدالة ,
بعد ثورة العمال في أول أيار وضع نظام للتأمينات الاجتماعية لتأمين العامل وأسرته حين عجزه أو وفاته . لكن اسمعوا إلى خالد بن الوليد إلى سيف الله المسلول الذي كان قائداً عسكرياً ولم يكن قانونياً أو شرعياً أو حقوقياً ولكنه كان من تلاميذ محمد . عندما فتح مدينة حمص , أصدر منشوره العسكري المعروف حيث يقول فيه : أيما رجل عجز عن العمل أو أصابته آفة من الآفات , تركت زكاته إن كان مسلماً , وطرحت جزيته إن كان ذمياً , وأعيل هو وعياله من بيت مال المسلمين .
فكم من إنسان اليوم يموت جوعاً في هذا العصر ولا يجد طعاماً ؟
وكم من إنسان يموت مرضاً ولا يجد ثمن الدواء أو أجرة الطبيب ؟.
فنحن المسلمين إن أردنا الاحتفال فلنحتفل بيوم عرفة يوم وقف رسول الله على جبل الرحمة على جبل عرفات في حجة الوداع وهو يقول : ” ألا كلكم لآدم وآدم من تراب , إن أكرمكم عند الله أتقاكم لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى “


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

,