المقالات »

صفات العالم الرباني

* الابتسامة وبشاشة الوجه تملأ محياه وتأنس القلوب بلقياه وتغرف من صفائه وتواضعه الجمّ وحياءه ونبل خلقه ودماثة أخلاقه , تكتحل العيون بمرآه وتبكي من رقته وحنانه وتألق روحه وسماحة نفسه . وتعجب النفوس من جلده وصبره وشدة ورعه .
* ذو قلب رحيم ، حريص على تخفيف آلام المتألمين ، ومواساة المحزونين ، يتفقد اليتامى والأيامى والأرامل والمحرومين والمساكين . يصلح بين المتخاصمين، وينقّي قلوبهم من الأكدار والأحزان . ويعطف على المحتاجين . والوفي لأهل الوفاء .
* الجرأة في قول كلمة الحق ، مع صلابة في الدين . ومعادات أهل الأهواء والبدع .
* يُعظِّم السُّنَّة والسلف الصالح ويُوقِّرهم ويُجلِّهم ويُثني عليهم بما هم أهله . ويماثلهم في إخلاصهم وزهدهم وتجردهم وصفائهم وإنصياعهم للحق .
* رقيقا محباً , يمتلأ قلبه بحب الله ورسوله وحب صحابته ، متخلقاً بالأخلاق المحمدية ، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لا يَخاف في الله لومة لائم . يحترق لوعة وغيرة على الإسلام والمسلمين
* لا تهمه السمعة بين الناس . ولا رفعة الدنيا وعلوّ المنزلة , لين الجانب في بشر يعلو محياه .
* يهمه العلم , كثير المطالعة , شديد الحرص في طلب العلوم المفيدة كلها . يعلم الجاهل , وينشر العلم بعمله وسلوكه , مبدأه : لئن تموت وأنت تطلب العلم خير لك من أن تموت راضيا بالجهل تاركا للعلم .
* هو الأب والأخ والصديق والمعلم والمربي والموجّه والحضن الدافيء والدمعة السخية والإبتسامة الدافئة
هو حي في النفوس ولو مات . وهو الدائم الحضور ولو غاب , وهو القريب ولو بعُد . يفتقده الناس كما يفتقد البدر في الليلة الظلماء .
* وقّافاً في تألّهه وتزهّده عند حدود الكتاب والسنة ، بعيداً عن كل ما يخالفهما ، يُجاهد في سبيل الله باللِّسان والسِّنان .
ماأحوج الأمة اليوم للعلماء الربانيين الصادقين الأمناء الذي يحيون بكلامهم القلوب كما يحيي الأرض وابلُ المطر . روى الإمام احمد في كتاب الزهد من كلام لقمان أنه قال لابنه (( يابني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل المطر)) وروى أبو الدرداء رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ليلة البدر . العلماء هم ورثة الأنبياء . إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ، وإنما ورثوا العلم ، فمن أخذ به ؛ فقد أخذ بحظ وافر )). البخاري
الناس من جهة التـمــثال أكفـاء ****** أبوهمُ آدم والأم حواء
فإن يكن لهم في أصلهـم نسـب ****** يفاخرون به فالطين والــماء
ما الفضــل إلا لأهل العلـم إنهـمُ ****** على الهدى لمن استهدى أذلاء
وفي كل يومٍ يُقبل تشتد حاجة الأمَّة إلى العلماء الربانيين الذي وصفهم الله بقوله : { إنَّما يَخشى اللهَ من عباده العلماءُ } . ووصفهم بقوله : { ولكن كونوا ربَّانيِّين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تَدرُسون } .
ذلك أنَّ العلماء ورثة الأنبياء يهدون الناس إلى الحق ويُرشدونهم إليه ، فهم منارات الهدى ومصابيح الدجى ؛ فلولا العلماء لكانَّ الناس كالأنعام لا يعرفون معروفاً ولا يُنكرونَ منكراً , ففضل العلماء على الأمَّة عظيم ، والإمامة في الدين إنَّما تُنال بالصبر واليقين ، بقوله تعالى : { وجعلنا منهم أئمة يهدونَ بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يُوقنون } , وما كل من أشير إليه بالبنان عالمٌ ؟!!
والعالم الرباني عزَّ وجوده في هذا الزمان إلا من رحم الله وقليل ما هم ، مصداقاً لقول رسول الله : « إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعاً من صدور العلماء، وإنَّما بموت العلماء حتى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا » البخاري

المقالة منقولة بتصرف من محاضرة للشيخ محمود دالاتي أطال الله عمره , في سيرة الشيخ المرحوم عبد الوكيل صافي العالم العامل المربي الكريم الرباني


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

, ,