المقالات »

العلم اللدني

متابعة لمقال الأخ Alaa Nshewata التي نشرها على الفيس بوك منذ يومين حيث يقول : الخضر هل هو القدر ؟ . هل توقفت يوما لتتساءل عن سيدنا الخضر عليه السلام ؟ . هل هو نبي أو ولي أو عالم أم ماذا ؟ . هل انتابتك الدهشة لهذا الذي جعله الله أكثر علما و حكمة ورحمة من نبي مرسل ؟ .
هنا حق لنا أن نتساءل : ما هو العلم اللدني ؟
يقول علماء التفسير : العلم اللدني هو كل علم موهوب من الله سبحانه على سبيل الخصوصية ، ومنه قوله تعالى في سورة آل عمران آية 8 : ( هب لنا من لدنك رحمة ) , أي خصنا برحمة منك .
وقوله في سورة النساء آية 40 : ( يؤت من لدنه أجراً عظيماً ) ، دليل على الخصوصية في الأجر والمكافأة..
والعلم اللدني علم ثابت ولا يصح إنكاره، لقوله تعالى في سورة الكهف آية 65 : (آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ) .
ورد في الحديث : ( اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك ، سمّيت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) ، مسند الإمام أحمد ، رقم 3712 فهذا دليل على خصوصية التعليم الإلهي لآحاد وخواص من الخلق .
وقوله صلى الله عليه وسلم : (من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم) .
وقد دعا صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس عليهما السلام فقال: ( اللهم علمه التأويل ) . والتأويل هو فهم باطن الكتاب كما أنّ التفسير هو فهم ظاهره .
فهذه كلها أدلّة على وجود علم خفي خاص يكاشف به الله من شاء من عباده ، وقد اصطلح على تسميته بالعلم اللدنيّ أي العلم الخفيّ الباطن الذي اختصّ الله به الخواصّ من خلقه .

..وكلّ من ألمّ بعلم الحقائق عن طريق الدراسة أو القراءة أو التفكير والاستنباط فليس من العلم اللدني في شيء..
وأماّ ما يكاشف به أو يطالع به أو يلقى إليه من ربه فهو من لدن الله ربّ العالمين..
وهناك ملحوظة هامة جداً، فإن أي علم يخالف شريعة الله فهو باطل..


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

,