رجل من بلدي حمص العدية
الأستاذ المربي الشيخ راغب بن الشيخ نجيب الجمالي ـ رحمهما الله تعالى ـ
1884 – 1965
من أوائل المعلمين والمربين في مدينة حمص خلال فترة الحكم العثماني ثم الفيصلي ثم الإنتداب ثم عهد الإستقلال , وهو أحد رواد الوحدة العربية , وربى أجيالاً عديدة , وأسس مدارس عديدة . وكان مثالاً يُحتذى به في نكران الذات ومحبة الناس ومساعدتهم في إتمام تعليمهم , ومساعدتهم في حياتهم الإجتماعية , وهو أحد رواد إستعمال الوسائل التعليمية من مواد رخيصة . وهو نموذج المربي والمواطن المجاهد المخلص .
ولد ـ رحمه الله تعالى ـ في حمص سنة 1884م ، ونشأ راغباً في العبادة ، زاهداً فيما يرغب فيه الأطفال ، تلقى العلم على والده وأعمامه ، وكان مرجعاً في العلوم الدينية والعربية ، وكان مدرساً لطلاب المرحلة الإبتدائية لأنه في إعتقاده أنهم جيل أمل المستقبل ، في المدارس الرسمية والخاصة , كمدرسة الاتحاد الوطني والوليدية وغيرهما .
كان معلماً بارعاً ، وأخاً وفياً ، ورجلاً محبوباً من كل الناس لأن مبدأه أن يقوم المجتمع على المحبة ، وكان يصل أرحامه وإن قطعوه ، وكان شعلة نشاط في كل حياته ، ممتلئاً حماسة ووطنية يبثها في الطلاب بشتى الأساليب .
لم يترك التدريس ـ رحمه الله تعالى ـ بعد التقاعد فدرّس الأميين ، ودرس العربية في بعض الثانويات الأهلية ، ثم تخلى عنها ، وظل يدرس في بيته إلى أن وافاه الأجل المحتوم ، وقد نيف على السبعين ، ذلك هو الشيخ المعلم المناضل الذي أسهم في بناء الاستقلال ومحاربة الاستعمار ، وعمل على نشر العلم والإصلاح ـ رحمه الله تعالى ـ .
ولما استولت عليه العلة كان يقول : اللهم إني صابر على الآلام لأنها ابتلاء وإمتحان منك ، اللهم اغفر لي وللمسلمين .
ولقد أكرمته ميرية التربية فسمت مدرسة في حمص بإسمه . كما أكرمته بلدية حمص فسمت شارع في حي الإنشاءات باسمه أيضاً .
ولما كنت لآ أستطيع أن أوفيه حقه في سطور , فأرجو من جميع طلابه ومدريديه ومحبيه الرجوع إلى الكتاب الذي كتبه عنه عاشق حمص الأستاذ : محمد فيصل شيخاني رحمه الله تحت عنوان : { راغب نجيب الجمالي : رجل من بلدي }
المقالات »