المقالات »

رجال من بلدي حمص العدية : عبد الغفار عُيُون السُّود الشيباني الحمصي

رجال من بلدي حمص العدية
الشيخ عبد الغفار عُيُون السُّود الشيباني الحمصي – العلامة الفقيه المفسِّر المحدِّث

* وُلد في مدينة حمص في سورية عام 1292هـ الموافق 1875م . في عائلة معروفة بالتدين ، برز فيها علماء أجلاء وأدباء وساسةٌ .
* كان رحمه الله تعالى حاذق الذهن ، كريم الفطرة غزير العلم ، يتَّقد ذكاء، لا يكادُ يسمع أو يقرأ شيئاً إلا حفظه ، وكان في طليعة العلماء الكبار الغيورين على الإسلام ، وكان أثره الكبير في طلبة العلم خاصَّة ، ثمَّ في الناس عامة .
* كان رحمه الله محلاً لثناء كبار عُلماء حمص، الذين عرفوا فضلَهُ وصلاحه وخُلُقه وما امتاز به من مكانة علمية وقدرٍ راسخ في العلم ، وكانوا يذكرونه دائماً بالفضل ، ويصفونه بالتقى والوقار والصَّلاح ، وأنَّه صاحب الدرجة العالية في التحقيق والتدقيق ، ويلقبونه بالأستاذ الكبير، والمحدِّث الشَّهير، والفقيه اللوذعيِّ الأريب . والعالم الثَّبت الذي انتهت إله رئاسة المذهب الحنفي في عصره ، بعد الجهبذ النحرير الشيخ محمد خالد الأتاسي ، شارح مجلة الأحكام العدليَّة ، أحد الذين أخذ عنهم الشيخ عبد الغفار الحديث والفقه .
* ومن شيوخه العلامة الشيخ بكري العطار الدمشقي بسنده إلى الفقيه الشهير المعروف بابن عابدين ، صاحب الحاشية .
* تلاميذه :
أمَّا تلاميذُه فكثيرون ، وكان من أبرزهم أخواه : المفسر الفقيه الشيخ محمد علي ، والفقيه الفرضي النحوي الشيخ عبد الله ، ثمَّ العلامة الفقيه المتقن الشيخ عبد القادر الخوجة ـ، والعلامة المحدث المرشد الشيخ أبو النصر بن الشيخ سليم خلف ، والعلامة المقرئ الشيخ عبد العزيز بن الشيخ محمد علي عُيُون السُّود ، والشيخ عبد الجليل بن الشيخ عبد الرحمن مراد , رحمهم الله تعالى جميعاً.
* وأما أولاده الذكور فهم : الشيخ عبد الرزاق ، من شهد القاصي والدَّاني في حمص بعلمه وورعه وأمانته وتقواه ، والأستاذ عبد البر، قضى حياته مُعانياً في سبيل المبادئ والقيم التي كان يتمثلها ، والأستاذ فوزي رئيس الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش ، الذي عُرف برجاحة العقل ، وكرم الخلق، والنزاهة وسعة العلم ، والتضلع في اللغة والآداب .
* أهم آثاره العلمية : التي تركها المؤلف فأشهرها : ” الرياض النَّضرة في تفسير سورتي الفاتحة والبقرة ” وهي سلسلة دروس ألقاها مع ما يقتضيه المقام من أحاديث شريفة ومواعظ وأحكام ، ويعدُّ هذا الكتاب من الكتب النفيسة الزاخرة بالفوائد ، الحافلة بالأحكام الفقهية ، مع الاهتمام الواضح بتخريج وبيان درجة الأحاديث التي يذكرها ، ويتميز بأسلوبه السهل وبالوعظ من خلال التفسير. وقد طبع الكتاب في حياة مؤلفه ــ وقد أهداني شيخي عبد العزيز نسخة منها .
* وله أيضاً : “شرح سنن أبي داود” ، في تسعة أجزاء بخط يده على ورق كبير .

ورسالة” دفع الأوهام عن مسألة القراءة خلف الإمام” بسط فيها المسألة في المذهب الحنفي، وبرهن عليها .
* توفِّي رحمه الله في مدينة حمص عام 1930 م عن عمر 55 عاماً ميلادياً ، ودفن في ( الكثيب ) ـ

ماتوا وغُيِّب في التُّراب شُخُوصهم = فالنَّشْرُ مِسك والعظامُ رميمُ .

باختصار وتصرف من مقدمة الطبعة الجديدة لكتاب ” الرياض النَّضرة ” بقلم الشيخ : محمد عبد الرحمن بن الشيخ عبد العزيز عيون السود .


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

,