المقالات »

الاستفادة من مياه الصرف الصحي للمدن في السقاية والتسميد واسترجاع الزيوت والدهون

* مقدمة :
أصبح جل إهتمام معظم الدول اليوم الحفاظ على نظافة البيئة وعدم تلوثها ، وأصبح أمر الإستفادة من فضلات , ومخلفات , وقمامة , ومياه الصرف الصحي للمدن , ميسوراً على مستوى علمي وتجاري واقتصادي .

* ومن المعلوم أن مخلفات المدن والمصانع الكبيرة تقسم إلى قسمين :
* أولاً : المخلفات الصلبة : والتي تقسم إلى قسمين هي :
1 – مخلفات صلبة قابلة للحرق : كقمامة الأوراق والصحف والمجلات والكرتون والأخشاب . والمخلفات البلاستيكية والمطاطية والكوتشوكية .
2 – مخلفات صلبة غير قابلة للحرق : كالزجاج والعلب المعدنية .
وقد تكلمنا في منشور سابق , عن كيفية الإستفادة منها , إما بتدويرها أو تحويلها لطاقة حرارية وكهربائية .

* ثانياً : المخلفات السائلة : وهي مجال منشورنا وحديثنا اليوم :
* وهي الناتجة عن الحمامات والمطابخ وأعمال الغسيل والشطف والنظافة العامة ، وهذه تذهب إلى خارج المدينة بواسطة المجاري الخاصة حيث محطة المعالجة لها ، والتي تتضمن الخطوات التالية كما شاهدته أواخر القرن الماضي في محطة معالجة مياه الصرف الصحي لمدينة برلين :

* تضخ هذه المياه إلى خزانات ضخمة ( سيلويات ) من الاسمنت المسلح ، وتترك فيها لعدة أيام مع إضافة خمائر مساعدة على التحلل والتخمر اللاهوائي ، وتنطلق كمية لا بأس بها من الغازات نتيجة التخمر والتي من أهمها غاز الميتان, الذي يستفاد منها لتشغيل محركات مولدات الطاقة الكهرباية اللازمة لتشغيل محطة المعالجة هذه .

* أما الحمأة المتخمرة فترشح في مرشحات دوارة تحت الفراغ لفصل أكبر كمية من الماء عنها .

* وماء الرشيح يضاف إليه الكلور للتعقيم ويطرح بعد ذلك في النهر — {{ أو يستعمل للري في المزارع القريبة للاستفادة منه للسقاية من جهة وللاستفادة من الأملاح المعدنية الذوابة فيه كسماد من جهة ثانية }} –- . وخاصة في الأراضي الصحراوية والجافة . حيث نجحت هذه المياه في منطقة الأقصر بجنوب مصر في ري شجر الجاتروفا Jatropha curcas – {{ الذي يسمى : الذهب الأخضر أو ذهب الصحراء }} . ويتمّ الري عقب زراعة الشجيرات بمياه الصرف الصحي المعالجة , وبدون إضافة أي نوع من أنواع التسميد سواء العضوي أو المعدني ويكتفي بمياه الصرف الصحي المعالج .
حيث أن الزيت الناتج من بذور الشجيرة لا يصلح للأكل ولكن يتم خلطه مباشرة بنسبة 20 – 30 % مع زيت الديزل أو تحويله للبيوديزل ، حيث يطلق عليه : الزيت الصديق للبيئة , كما يستخدم للإضاءة وأغراض صناعية أخرى .

* أما الكتلة العجينية القوام الناتجة عن المرشحات فإنها تجفف ثم تطحن وتعبأ للبيع كسماد عضوي للمزارع والبيوت الزراعية المحمية ( الزجاجية أو البلاستيكية ) ويسمى هذا المسحوق : {{ بسماد البودريت }} .

وفي هذا المجال تذكرني نهفتين :
الأولى : هي نهفة عامة
حيث يتم في بعض المدن الكبرى إستخراج الدهون والزيوت من سماد البودريت بواسطة المذيبات بعد تجفيفه وقبل طرحه كسماد , ثم تجرى عليه عمليات تكرير, لإعادة تدويره وإستعماله في الصناعة الكيميائية كالصابون والمنظفات وغيرها , أو إدخاله في علف الدواجن , أو في صناعة زيوت وشحوم التزليق .
وفي بحث أجريناه في أحد مراكز البحوث بأضنة في تركيا كانت نسبة الدهون والزيوت 10 – 12 % في الحمأة الجافة . فانظروا رحمكم الله .

الثانية : هي نهفة حمصية لماذا حي القرابيص بمدينة حمص: Kara bis بهذا الإسم :
في نهاية الحرب العالمية الأولى , وخروج الأتـراك من سورية . نزحت عوائل تركمانية عديدة , من قراها , واستوطنت بساتين شمال غرب مدينة حمص , والممتدة من ضواحي المدينة وحتى نهر عاصي الميماس . وكان مجرى مياه الصرف الصحي للمدينة يخترق هذه المنطقة وهو مكشوف ومياهه سوداء مع رائحة كريهة , ويصب في نهر العاصي قرب طواحين ومنتزة الميماس بدون أية معالجة . وعند سؤالك لأحد القاطنين التركمان : أين سكنتم ؟ يقول في لغته التركمانية سكنت في منطقة القرا بيص Kara bis , وكلمة Kara تعني ( أسود ) , وكلمة bis تعني ( وسخ ) . وعندما امتلأت المنطقة بالقاطنين , وأصبحت أحد أحياء المدينة الكبرى بقي الإسم عليها وسمي الحي بالقرابيص . تأملوا رحمكم الله .


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

, , ,