الولادة الأولى
كانت في مثل هذا اليوم السابع عشر من هذا الشهر حزيران لعام 1938 أي لثلاث وثمانين عاما مضت في شارع الإمام الذهبي من حي باب هود , وفي الحديث : (( خيركم من طال عمره وصلح عمله )) , أرجو الله أن أكون منهم .
الولادة الثانية :
كانت أيضاً في السابع عشر من حزيران ولكن لعام 1959م . أي لإثنتي وستين عاما مضت وكنت وقتها طالبا مترفعاً للسنة الثانية في كلية علوم جامعة عين شمس فرع : رياضيات فيزياء كيمياء ( ر , ف , ك ) .
* حيث أذن الله لي بقضاء فريضة الحج مع بعثة جامعة عين شمس إلى الحج وأنا في الحادي والعشرين من عمري , وفي الحديث : (( من حج ولم يرفث ولم يفسق عاد كمن ولدته أمه )) .
* وفي يوم عرفة , وعلى جبل الرحمة جبل عرفات إلتقيت بالشيخ سعيد الكحيل الذي كان يدرس في الازهر الشريف , وتآخينا في الله في أشرف مكان , وتعاهدنا أن لا تفرقنا الأيام عن بعض . فكان يناديني فيما بعد بأخي طارق , وكنت أناديه بأخي الشيخ سعيد .
* وفي طواف الإفاضة حول الكعبة , بغية الذهاب بعدها إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي الشريف , إاتقيت بجار الرضا في حمص الحاج عبد المجيد أبو عداب ( أبو محمد ناصر ) الرجل العلم الفذّ المشهور من أعلام رجال حمص . قائلا لي أهلاً بولدي طارق , ما شاء الله عنك , الحج فعلاً للشباب , وأطلب منك أن تزورني كلما جئت حمص فأنت الآن بمنزلة إبني ناصر , —- (( وهذا ماكان , فكنت كلما قدمت حمص أزوره في دكانه ( التي كانت بمثابة منتدى ) بشارع باب هود نهاراً وأسلّم عليه وعلى إبنه أخي محمد ناصر , وازورهما ليلاً في مضافته ببيته ( قناق ) في شارع الذهبي قرب بيتنا . وكلما دخلت دكانه أو مضافته يعرف من فيهما من أحبائه وزائريه عليّ بقوله : هذا طارق جار الرضا , تآخيت معه ونحن نطوف حول الكعبة )) .
* وإلتقينا بعد الإفاضة بشيخ حمص : الشيخ عبد العزيز عيون السود حيث كان يجلس في الركن الشمالي للكعبة في ساحة مزراب الرحمة , فجلسنا معه , وقلت للشيخ عبد العزيز عيون السود ادعو لي ياشيخنا . فدعى لي : بطول العمر والصحة والعافية وصلاح العمل والعلم اللدنّي وأن يرزقني ببنت الحلال لأكمل ديني . وانا والله أعيش اليوم ببركة هذا الدعاء في اشرف مكان .