قصص من ولعي بالالكترونيات
القصة الثالثة وقبل تخرجي من الجامعة
وباعتباري رب أسرة وعلي إلتزامات مالية , فلا بد من إيجاد عمل كمصدر رزق , ونظرا لخبرتي في الأجهزة الكهربائية فافتحت محلا لتصليح أجهزة الراديو والمسجلات والتلفزيون وغيرها من الأجهزة الكهربائية وذلك خلال العطلة الصيفية . حيث استأجرت المحل من السمان السيد نادر شاهين رحمه الله , وهو من أهالي الحي وكان له محلان : محل يبيع فيه البقالة ( سمّان بلغة أهل حمص ) والآخر الذي استأجرته كان مغلقا يستعمله أحيانا كمستودع .
ولكن لما كان المحل بعيدا عن وسط المدينة , ولا أحد يعلم بوجودي , وكان الناس في ذلك الحين يفتحون راديوياتهم على إذاعة صوت العرب المصرية , او إذاعة لندن البريطانية على أعلى صوت بحيث يزعجون جيرانهم .
فصنعت جهاز تشويش على هاتين المحطتين , فاضطر أهل الحارة نظرا لضخامة أجهزة الراديو أن ذاك اللجوء إلي لإصلاح هذا التشويش الذي يسمعونه في أجهزتهم لأن محلي قريب منهم , فأقوم بإيقاف التشويش , وأقوم بتنظيف أجهزتهم من الغبار وحتى الفئران الميتة في داخلها وألمع لهم صناديق أجهزتهم بالكماليكات وأعيدها إليهم وكأنها جديدة – بعد أن أريهم ما كان في داخلها , حيث يعتقدون أنه السبب في التشوبش – لقاء خمس ليرات سورية في ذلك الحين – فاشتهرت ليس في الحي الذي انا فيه فقط بل بمدينة حمص بكاملها . فكانت تأتيني أجهزة الراديو والكهرباء المعطوبة من كافة أحياء حمص , والقادمون من الأحياء الأخرى يجدون أسعار دكان السيد نادر أرخص من دكاكين أحيائهم أو من دكاكين السوق فيشترون منه , ولما كثر ت زبائنه والفضل هو بسببي , لذلك لما أردت في نهاية العطلة الصيفية تسليمه المحل وأعطيه أجرته رفض أخذ الأجرة , وقال لي المحل اعتبره لك وأنا بانتظارك العطلة الصيفية القادمة .
* إضافة لخبرتي في اصلاح الأجهزة الكهربائية , فقد قمت بتجميع العديد من الأجهزة الالكترونية وخاصة مكبرات الصوت المستعملة والضرورية للمساجد والكنائس والمدارس والحفلات العامة , فقد كان ثمن الجهاز الواحد لمكبر صوت ماركة فيليبس بقدرة خمسون واط في ذلك الحين ألف ليرة سورية . وبخبرتي فإن تكلفة تجميع جهاز منها لا يساوي أكثر من ثلث هذه القيمة . فلم هذا الثمن المرتفع ? . فعلمت أن الجمارك العامة في سورية تأخذ ضريبة 150 % على الاجهزة الكهربائية الكاملة الصنع , بينما تأخذ 30 % على قطع الغيار لها . فقمت بتجميع حوالي ثلاثين جهاز , وكل صماماتها ومكثفاتها وترنساتها …. ألخ من ماركة فيلبس فكان الجهاز يكلفني 300 ليرة سورية , وابيعه بكفالة لمدة عام بضعف هذا المبلغ مع تركيبه في جامع أو كنيسة أو مدرسة , حيث أهديت جهازا لجامع التوبة بشارع الذهبي حيث أسكن بحمص , وجهازا لدير مارجرجس , وجهازا لمدرسة منبع العرفان الابتدائية بحمص . وجهازا لاعدادية هاشم الاتاسي بحمص , وجهازا لثانوية دار العلوم الخاصة بحمص ,
القصة الرابعة
* وبعد تخرجي من الجامعة وعملي ككيميائي في شركة سكر حمص , إضافة لعملي هذا افتتت محلا لتصليح الاجهزة الكهربائية والالكترونية – ( التلفزيونات والرديوهات والمسجلات ) – قرب منزلي بشارع آل رجوب في حي الحميدية قرب جامع الدالاتي بحمص , تحت أسم مخبر حمص الالكتروني وكنت أقوم باصلاح مكبرات الصوت للمساجد وللمدارس مجانا مهما كلفني ذلك وبالطبع الكلفة كانت بسيطة لخبرتي في هذا المجال . استمر عملي في هذا المحل حتى بعد تركي العمل في شركة سكر حمص عام 1973 .