أولا – مقدمة
آ / تعد صناعة الصابون والمنظفات من الصناعات الكيميائية الهامة حيث أنها تشكل جزءاً هاماً من:
(1) صناعة المواد الدسمة ( الشحوم والزيوت النباتية والحيوانية ) .
(2) صناعة المواد الكيميائية الأساسية ( الفوسفات – السلفات- الصود الكاوي – البربورات – الكربونات – العطورات …..الخ).
ب/ كما أنها تشكل جزء هاماً من الصناعات البتروكيميائية بصورة مباشرة أو غير مباشرة فهي المستهلك الأكبر لحموض السلفون ومشتقاتها وأملاحها. وللسلفات العضوية وأملاحها، ومركبات البولي أتيلين، والبولي فينيل كلوريد وغيرها من المستحضرات البتروكيميائية.
ج/ كما أنها تعتبر أساساً لصناعات عديدة وكثيرة منها:
صناعة الزيوت والشحوم المعدنية – صناعة الدهان- صناعة اللدائن- صناعة الأدوية – صناعة مواد التجميل- صناعة المواد الرغوية لحفر آبار البترول والمياه – صناعة المواد الرغوية لإطفاء الحرائق- صناعة القنابل الحارقة والملتهبة.
د / كما أنها تعتبر رديفاً مساعداً لصناعات عديدة وكثيرة منها : صناعة الغزل والنسيج وصباغتهما- دباغة الجلود- عمليات التعدين – معالجة سطوح المعادن – مصانع المياه الغازية – مصانع الحليب – وغيرها .
تطور صناعة الصابون والمنظفات
1- اسم الصابون أصلاً مأخوذ من الكلمة اللاتينية ( صابونين ) ، والصابونين مادة تستخرج من جذور نبات ( شرش الصابون أو شرش الحلاوة ) التي من خواصها أنها اذا ما سحقت ونقعت بالماء تكونت منها رغوة كثيفة كرغوة الصابون ، واستعمل نقيعها هذا في غسل وتنظيف الملابس، وكعامل استحلاب وتطرية لكثير من الصناعات.
2- ثم استعملوا المحلول الرائق لرماد الأخشاب والأعشاب . ( من المعروف أن الرماد يحتوي على الكربونات) في عمليات التنظيف والغسيل.
ثم تطور إلى إضافة الجير الحي إلى نقيع الرماد وترك المزيج لليوم التالي كي يأخذوا رائقه الذي امتاز بقوة تنظيف أكبر من رائق الرماد لوحده ( لأن هذا الرائق الجديد يحوي محلول الصود الكاوي ذو القلوية الأعلى من قلوية الكربونات ) ولعل الفكرتين السابقتين في تطور المنظفات تعطياننا فكرة بأن مااستعمله الإنسان الأول من المواد المنظفة هو المنظف السائل لسهولة تحضيره، وبساطة تكلفته وتوفر مواده الأولية التي هي بمتناول الإنسان.
3- أما الأواني فكانت تفرك بالرماد ثم تشطف بالماء ولعل هذا كان أول استعمال للمسحوق المنظف للجلي.
4- ثم تطور الأمر إلى غلي الدهون والزيوت النباتية بالمحلول الرائق السابق الذكر والناتج من تفاعل الكلس الحي مع الكربونات فتنتج بذلك الصابون، ونالت البلاد العربية شهرة واسعة في مجال هذه الصناعة خلال القرون الوسطى، حيث كانت صناعة الصابون وتجارته رائجة من البلاد العربية إلى أوربا. واستعمل هذا الصابون كقطع في عمليات التنظيف المختلفة. ونظراً لأن القوة التنظيفية للصابون أكبر من القوة التنظيفية لمحلول الكربونات ولمحلول الصود الكاوي، فقد تحول الإنسان من استعماله للمحلول السابق إلى قطعة الصابون الصلبة وبقي الصابون هو الوحيد المستعمل في عمليات الجلي والتنظيف على مدى قرون طويلة.
5- في أوائل القرن العشرين عندما درست كيمياء وتكنولوجيا الصابون بشكل واسع وعرفت أسرار كيمياء هذه الصناعة، وجد أن الصابون الصوديومي بطبيعته الفيزيائية صلب في الدرجة العادية من الحرارة (وهو الصابون المعروف) إلا أن الصابون البوتاسيومي بطبيعته الفيزيائية لين ورخو في الدرجة العادية من الحرارة وهو في كثير من الصناعات وعمليات التنظيف أسهل استعمالاً من الصابون الصلب وأسرع ذوباناً لذلك عاد المنظف السائل الى الاستعمال بشكل محلول محدد للصابون البوتاسيومي، وسار جنباً إلى جنب مع الصابون الصوديومي كل منهما ينافس الآخر في الاستعمالات، وإن كانت لهما في عملية غسيل الملابس المنزلية الفعالية نفسها، إلا أن الصابون الصوديومي ومسحوقه بقي المنافس لرخص ثمنه عن الصابون البوتاسيومي.
6- عند اختراع الغسالة الكهربائية العادية , وجد الإنسان أنه يصعب ذوبان واستعمال قطعة الصابون كما يستعملها في الغسيل اليدوي، لذلك لجأ إلى سحق الصابون وهرسه مستعملاً المسحوق في عمليات الغسيل، ولا يزال هذا المسحوق مستعملاً ومطلوباً في العديد من البلاد ومنها سوريا ولبنان والأردن، وهو رخيص الثمن، سهل التحضير، ذو قوة تنظيفية جيدة، وخاصة إذا أضيفت إليه بعض المواد المقوية والداعمة ومواد مزيلة للعسرة.
7- ثم وجد العلماء أن كثيراً من المواد الكيميائية لها خاصية التنظيف التي يمتاز بها الصابون، ودعيت هذه بالمنظفات الصناعية، وأحدثت صناعة هذه المنظفات ثورة صناعية ومنافسة جبارة بينها وبين الصابون .
وبدأت المنافسة بينهما جبارة وبشكل ظاهر وملموس وخاصة أنها رخيصة الثمن إذا ما قورنت بالصابون، وصالحة للاستعمال في جميع ظروف المياه، مالحة كانت أم عسرة أم كبريتية ، باردة أم حارة، كما أنها تستخدم لمختلف الاستعمالات المنزلية والصناعية على العكس تماماً من قطعة الصابون، ويمكن إنتاج هذه المنظفات بشكل سائل أو معجون أو مسحوق .
المقالات »