المقالات »

ما قيل عن الرضاب في إطفاء لظى القلوب

* إذا كان الرضاب من حلال فهو شهد , وليس له مثيل في إطفاء لظى القلوب . فالله سبحانه وتعالى يقول : (( هو الذي خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )) . إنه سكن الشهوة العارمة والسكن الروحي وسكن المودة والرحمة والعطف والمحبة . والشاعر الفيلسوف الخيام يقول في رباعياته التي تغنيها أم كلثوم : (( أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب )) , لا أعتقد إلا أنه يقصد الرضاب الحلال , فالرضاب إذا كان من الزوج إلى زوجته الحلال انقلب إلى شهد أي عسل .
تروي بعض الأساطير أن حواء حين كانت وآدم في الجنّة، استلقت تحت شجرة ونامت. ربما كانت الشجرة المحرمة. فحطت على شفتيها نحلة كما تحط على زهرة ، فأفاقت حواء، وابتسمت ابتسامة رقيقة لتتيح للنحلة المزيد من المص. وكان آدم يراقبها، فغار من النحلة، وكشّها، وانحنى على حوّاء، وحطّ شفتيه على شفتيها كما فعلت النحلة، فارتاحت حواء لهذه الملامسة الشفاهية. وكانت تلك الملامسة القبلة البريئة الأولى في تاريخ البشرية. وكانت النحلة دليل آدم إلى الفم الحلو .
* أما إذا كان تبادل الرضاب من حرام ومعصية , إنقلب إلى خمر وكحول يزيد لظى القلب إشتعلا ولهيبا , ويتأكد هذا المعنى في القدود الحلبية حيث يقول المنشد على لسان شاعر القصيدة :
ولما طلبت الوصل منها تمنعت = وقالت رضابي مدام والمدام حرام

* ويتأكد هذا المعنى أيضا على لسان الشاعر ابن الرومي حيث يقول :
أعانقها والنفس بعد مشوقة = إليها وهل بعد العناق تدان
والثم فاها كي تزول حرارتي = فيشتد ما ألقى من الهيمان
وما كان مقدار الذي بي من الجوى = ليشفيه ما قد تلثم الشفتان
كأن فؤادي ليس يشفي غليله = سوى أن يرى الروحين تمتزجان”

* معاني القبلة تختلف حسب موضعها :
فهي على الجبين احترام وطهارة. وعلى الخد صداقة ومودّة. وعلى الأنف تقدير وتبجيل. وعلى الأذن وشوشة حب ، وعلى العين حنان. وعلى الشوارب ( شعبياً ) صفح، وعلى الفم حب ورغبة . وعلى العنق دغدغة. وعلى اليد احترام وولاء، وعلى القدم تذلل وخضوع.


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

,