المقالات »

من محاضرة لي في غرفة صناعة حمص حول ضرورة إقامة صناعات كيميائية وغذائية ونسيجية وغيرها – 1 –

السادة الحضور: من رجال أعمال وطلبة جامعة :
قبل كل شيء أشكر لكم أن هيئتم لي هذا اللقاء الجميل معكم في مقر الغرفة الكريمة , وسأحاول قدر الإمكان أن أتحدث عن صناعات كيميائية تهم الصناعيين والكيميائيين وطلبة جامعة البعث من جانب , وضرورية لقطرنا العربي سورية الحبيبة والعزيزة على كل نفس من جانب .
تعلمون سيادتكم أنني سافرت كثيراَ , وعاشرت أوساطاَ صناعية وهيئات علمية وجامعية كثيرة في العديد من البلاد العربية والأجنبية , وعملت في مجال الصناعات الغذائية والكيميائية , وقمت بالتدريس والمحاضرات في معاهد وجامعات القطر السوري وخارجه , وزرت العديد من المصانع الكيميائية والغذائية ضمن القطر العربي السوري وخارجه , وعملت مستشاراَ علمياَ وفنياَ للعديد من الشركات العربية والأجنبية , وقمت باستلام وتشغيل العديد من المصانع ضمن القطر العربي السوري وخارجه , وقمت بتأليف العديد من الكتب العلمية الكيميائية منها والتكنولوجية في شتى الصناعات الكيميائية والغذائية والنسيجية والتعدينية وغيرها.
فخرجت من هذه السياحة الطويلة الأمد ــــــــــــــ وعمري جاوز الثالثة والسبعين ـــــــــــــ والعديدة المراحل , والمختلفة الألوان والاتجاهات . بعقيدة ثابتة لا تتزحزح ولا تتبدل إن شاء الله , وهي ضرورة إقامة صناعات كيميائية وغذائية ونسيجية وغيرها ــــ لندخل بها قصب السباق مع الزمن ومع غيرنا من الأمم ولو أننا تأخرنا بإقامتها , ولا تنقص علماءنا الخبرة والشجاعة , ولا تنقص صناعيي بلدنا الهمة والجرأة , ولا تنقصنا الإمكانيات المادية والعلمية , مع توفر العديد من المواد الخام والطبيعية في بلدنا , ونحن بعد ذلك بحاجة إلي هذه الصناعات بحد ذاتها قبل الحاجة لتصدير منتجاتها , ولتشغيل اليد العاملة وتخفيض نسبة البطالة , بل وعودة المهاجرين منا , بل وربما نحتاج لجلب اليد العاملة كما هي دول الخليج اليوم , وكما هي الدول الأجنبية بالأمس واليوم التي تستقطب وتغري العقول والخبراء والعلماء واليد العاملة من الدول الأخرى .
اعذروني على هذه الإطالة في المقدمة فقد أردت بها الترويح عن نفسي , وفي نفسي شجون وشجون . وأريد الآن أن أضع بين أيديكم ي هذا اللقاء , موجزا عن بعض الصناعات الكيميائية منها والغذائية والتعدينية وغيرها .

أولا – الصناعات القائمة على الزيوت والدهون :Oilo – Chemicals
تعلمون سيادتكم أن الزيوت والدهون لم تعد اليوم فقط كمصدر للغذاء , بل هي مصدر للعديد من المواد الكيميائية ــــ حتى أن بعضها أصلاَ لا يصلح للغذاء كزيت الشلجم العالي المحتوى من حمض السيانيد السام , وكزيت الجتروفا الذي يستعمل اليوم في أمريكا اللاتينية والهند كبديل لزيت الديزل ( بيو ديزل ) , وكزيت الجوبا جوبا الذي يعتبر اليوم كزيت دايت ( منخفض الطاقة الحرارية في الجسم البشري لأنه استر لكحول دسم وليس استر للجليسرين كبقية الزيوت النباتية منها والحيوانية ) , وهو كذلك من أفضل الزيوت لصناعة كريمات التجميل ــــ

وسنذكر بعض هذه على سبيل المثال وليس الحصر :

1 – تقطير الحموض الدسمة : واستعمالاتها في صناعة الصابون والأدوية والمنظفات الصناعية . خذ مثالاَ على ذلك :
آ – الصابون المعروف : بأنواعه وأشكاله المختلفة .
ب – أميدات الحموض الدسمة : وهي مادة مستحلبة ومنظفة صناعية منخفضة الرغوة ولطيفة الأثر , وتدخل في صناعة الأدوية وكريمات التجميل , ويشكل إنتاجها اليوم حوالي ثلث الإنتاج العالمي للمنظفات الصناعية.
ج – هدرجة الحموض الدسمة لإنتاج الكحولات الدسمة وهي المادة الأولية لصناعة :
1 – مضادات الرغوة في صناعة السكر والخميرة والتقطير والأسمدة وخاصة في صناعة حمض الفسفور .
2 – إيثو اكسيلات الكحولات الدسمة : وهي مادة مستحلبة ومنظفة متوسطة الرغوة ولطيفة الأثر , وهي مادة رئيسية في صناعة الشامبو والمنظفات الصناعية ويشكل إنتاجها اليوم حوالي ربع الإنتاج العالمي أيضاَ للمنظفات الصناعية.
3 – أملاح الصوديوم والبوتاسيوم والمغنزيوم لسلفات الكحولات الدسمة . وهي مادة مستحلبة ومنظفة شديدة وعظيمة الرغوة ولطيفة الأثر , وهي مادة رئيسية أيضاَ في صناعة الشامبو والمنظفات الصناعية ويشكل إنتاجها اليوم أكثر من ربع الإنتاج العالمي أيضاَ للمنظفات الصناعية .
د – أسترة الحموض الدسمة : وذلك بغية إنتاج :
1 – استر الميتيل , أو استر الإيتيل للحموض الدسمة ( البيو ديزل ) .
2 – استر الحموض الدسمة مع الجليسيرين وإنتاج أحادي وثنائي الجلسيريد المسموح استعمالهما كمادة مستحلبة غذائية , وكمادة غذائية مضادة للرغوة .
3 – استيرات الحموض الدسمة مع الكحولات المتعددة الهيدروكسيل كالإريثريتول Erythritol والسوربيتول Sorbitol المستعملة في صناعة الألكيدات
2 – أكسدة الزيوت غير المشبعة ( كزيت الكتان ) لإنتاج زيوت الدهان .
3 – استعمال الزيوت والدهون في صناعة مواد التجميل والكريمات : كزيت اللوز و دهن الصوف ( اللانولين ) .
4 – استعمال الزيوت والدهون أو أحماضها في صناعة الأدوية : كحمض الستياريك ( للكريمات والتحاميل ) , وزيت الخروع ( كمسهل ) .
5 – ولا ننسى أخيراَ في هذا المجال الزيوت العطرية منها والطبية : كزيت الكزبرة والينسون والنعناع و البرجموت والورد وزهر الليمون …. إلخ .
والصناعات الأليو كيميائية أصبحت ضرورية اليوم أكثر من يوم مضى , وخاصة لتوفر موادها الأولية في سورية بدءاَ من زيت الزيتون إلى زيت القطن وزيت الصويا وزيت الغار والشحوم و اللوزيات , مع التوسع في زراعة النباتات ذات البذور والثمار الزيتية .
وللمحاضرة بقية إن شاء الله


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

, ,