طاقة الرياح
تعرف طاقة الرياح بأنهاعملية تحويل حركة ( طاقة ) الرياح إلى شكل آخر من أشكال الطاقة سهلة الاستخدام ، ميكانيكية أو كهربائية . وذلك باستخدام أشرعة قماشية كما في القوارب والسفن وطواحين الهواء , أو عنفات ( زعانف ) لضخ المياه ( كما في دواليب الهواء المعروفة ) أو توليد الكهرباء ( كما في المراوح الهوائية الكهربائية المعروفة ) . وقد تضاغف الإنتاج العالمي للطاقة الكهربائية المحولة من الرياح إلى أكثر 10 مرات خلال الفترة الواقعة بين عام 2000 وعام 2016 .
بدأ استخدام طاقة الرياح مع بدايات التاريخ ، فقد استخدمها الفراعنة في تسيير المراكب في نهر النيل ولا تزال حتى الان . لنقل الركاب والبضائع من جنوب مصر إلى شمالها وبالعكس . كما استخدمها الصينيون عن طريق دواليب الهواء لضخ المياه الجوفية وطحن الحبوب .
تستخدم طاقة الرياح على شكل حقول لعنفات الرياح لصالح شبكات الكهرباء المحلية . وعلى شكل العنفات الصغيرة لتوفير الكهرباء للمنازل الريفية أو شبكات المناطق النائية .
تعتبر طاقة الرياح آمنة فضلا عن أنها مستديمة ، وهي طاقة بيئية لا يصدر منها ملوثات مضرة بالبيئة ، ويتجه العالم الآن بعد ظاهرة الاحتباس الحراري فضلا عن التلوث ، لاعتماد مصادر الطاقة المستديمة كمصادر طاقة بديلة وللتخفيف من استخدام الوقود الاحفوري . ولهذه الأسباب يسعى التقدم التكنولوجي إلى خفض تكلفة الطاقة المتجددة لتوسيع انتشارها.
عمل الزعانف الريحية :
المكونات الرئيسية لعنفة الرياح هي شفرات دوًّارة تحمل على عمود ومولد يعمل على تحويل الطاقة الحركية للرياح إلى طاقة كهربية ، فعندما تمر الرياح على الشفرات تتسبب في دورانها ، وهذا الدوران يشغل المولد فينتج طاقة كهربية ، كما جهزت تلك التوربينات بجهاز تحكم في دوران الشفرات ( فرامل ) لتنظيم معدلات دورانها ووقف حركتها إذا لزم الأمر. تعتمد كمية الطاقة المنتجة من توربين الرياح على سرعة الرياح وقطر الشفرات ؛ لذلك توضع التوربينات التي تستخدم لتشغيل المصانع أو للإنارة فوق أبراج ؛ لأن سرعة الرياح تزداد مع الارتفاع عن سطح الأرض ، ويتم وضع تلك التوربينات بأعداد كبيرة على مساحات واسعة من الأرض لإنتاج أكبر كمية من الكهرباء ، تعتبر الولايات المتحدة أكبر دولة منتجة للكهرباء من طاقة الرياح ، وذلك من حقول المراوح الهوائية الكهربائية الموجود معظمها في كاليفورنيا ( ولقد زرت هذه الحقول عام 1993 ) ، عادة يتم تخزين الكهرباء الزائدة عن الاستخدام في بطاريات ، لأن هناك بعض الأوقات التي تقل فيها سرعة الرياح ، مما يصعب معه إنتاج الطاقة الكهربية . المكان الأفضل لوضع التوربينات يكون في حقل رياح لا يقل متوسط سرعة الرياح فيه عن 12 ميل في الساعة .
مميزاتها وعيوبها :
طاقة الرياح طاقة محلية متجددة وتأثيرها الضار بالبيئة طفيف . 95 % من الأراضي المستخدمة للمراوح الهوائية الكهربائية يمكن استخدامها في أغراض أخرى مثل الزراعة أو الرعي ،
لكن التأثير البصري لدوران التوربينات والضوضاء الصادرة عنها قد تزعج الأشخاص القاطنين بجوار تلك الحقول ، ولتقليل هذه التأثيرات يفضل إنشاء حقول الرياح في مناطق بعيدة عن المناطق السكنية .
تتسبب التوربينات العملاقة أحيانًا في قتل بعض الطيور خاصة أثناء فترات هجرتهم ، ويتم حاليًا دراسة تأثيرها على انقراض بعض أنواع الطيور ، ولكن النتائج المبدئية تشير إلى أن التوربينات ليس لها هذا التأثير الشديد .
وأخيرًا يمكن القول : إن طاقة الرياح من الطاقات التي يمكن تطبيق استخدامها بسهولة في عالمنا العربي لتقليل نسب التلوث التي بدأت تتزايد ، ورغم أن الفكرة بدأ تطبيقها فعلاً في بعض الدول العربية إلا أن المطلوب نشر التجربة في باقي الدول .
تعتبر الدانمرك أكثر البلاد استغلالا للطاقة الريحية ، فحاليا تنتج نحو 20 % من الطاقة الكهربائية بواسطة الأبراج الريحية ولها مساهمة وخبرة عظيمة في هذا المجال ( ولقد زرت خلال إقامتي في السويد 1993- 1996 العديد من حقول هذه الأبراج ) . وتتلو الدانمارك من ناحية نسبة إنتاج الطاقة من الرياح إسبانيا والبرتغال حيث تنتج كل منها نحو 10 % من الطاقة . وتقوم ألمانيا اليوم ببرنامج ضخم لإنتاج الطاقة الكهربائية مستغلة طاقة الرياح
المقالات »