المقالات »

الفصل الثاني : غازات الحرب : خواصها – تقسيمها

الفصل الثاني : غازات الحرب : خواصها – تقسيمها
أولاً – تعريف غاز الحرب :
غاز الحرب هو أية مادة كيميائية سواء كانت صلبة أو سائلة أو غازية تستعمل في الحرب ( ما عدا المواد المتفجرة أو الملتهبة ) – لإحداث تسمم أو ضرر بالإنسان أو الحيوان في تركيز خفيف.
وتشمل هذه الغازات :
غازات حقيقية أي غازات بالمعنى الكيماوي المعروف كالكلور والفوسجين
دخان أو سحب تحتوي على جزيئات صلبة كالمركبات الزرنيخية (غازات الأنف)
سوائل تؤثر بالملامسة المباشرة أو الأبخرة التي تتصاعد منها كالغازات الحارقة ومنها غاز الخردل .
غازات أخرى وأن كانت لا تستعمل كغازات حرب غير أنها قد تصادف في أثناء الحرب كأول أكسيد الكربون .
ثانياً _ خواص الغاز المثالي :
لكي يكون الغاز كاملاً كغاز حرب فيجب أن تتوافر فيه الخواص الآتية :
* يجب أن يكون سهل التحضير وبكميات كبيرة وزهيدة الثمن .
* يجب أن يكون صناعته ممكنة من مواد خام تكثر في البلاد التي تصنعه فلا يحتاج في صنعه لمواد من الخارج قد ينقطع ورودها في أثناء الحرب .
* يجب بأن يكون فعالاً في تركيز ضعيف .. فمثلاً تعتبر الغازات المسيلة للدموع مثالية من هذه الوجهة لأنها تؤثر في تركيز واحد على خمسة أو عشرة مليون .
* يجب أن يكون ثابتاً أي أنه لا يتأثر بسرعة من الحرارة اللازمة لتبديده أو الرطوبة التي في بالجو أو أن يتحلل بمضي الزمن مثل الكلور الذي تؤثر فيه الحرارة فيرتفع بسرعة إلى المناطق الجوية التي لا خطر منها على الإنسان ، وكذلك حامض هيدروسيانيك ولو أنه ذو صفات حربية فعالة إلا أنه غير مستقر التركيب ويتحول بالوقت إلى مادة عديمة المفعول ، بينما يفوقه غاز الخردل من وجهة الثبات لبقائه سائلاً فعالاً إلى مدة طويلة .
* سهولة الحفظ والنقل : إن مشكلة النقل في أثناء الحرب ليست سهلة – فالغاز الحربي يجب أن يكون سهل النقل ومأمونه – وأن لا يكون له تأثير في الأوعية التي تحتويه بها خصوصاً الحديد . فمثلاً ( سيانور البروم ) يؤثر في الأوعية التي تحتويه . وفي حالة استعمال سائل أو صلب يجب أن يكون قابلاً للمحافظة على هذه الحالة في درجة الحرارة العادية وأن يكون قابلاً للتبخر إذا ارتعت درجة حرارته
* اكتشافه : كذلك يجب أن يكون الغاز الحربي الكامل صعب الاكتشاف أي أن يكون عديم اللون والرائحة والطعم .. والغاز الوحيد المعروف الآن والمتصف بهذه الصفات هو ( أول أكسيد الكربون ) . لكن ليست له الصفات الأخرى وبالأخص التركيز لسرعة تمدده وعدم سرعة تأكسده . وغاز الخردل يفوقه من هذه الناحية . فغاز الخردل في حالته النقية لا لون له ومع أن رائحة سهلة الاستشعار بها إلا أنه يشل عصب الشم بعد استنشاقه بدقيقة واحدة .
* صعوبة الوقاية منه : كذلك ليكون الغاز مثالياً يلزم أن تكون الوقاية منه صعبة وذلك إما باختراقه لوسائل الوقاية لدى العدو أو إضعاف فعلها على الأقل وإلا فقد قيمته إن لم يطلق على العدو على غرة وهذا بعيد الاحتمال الآن لكثرة الاستعداد لمقاومة حرب الغازات في معظم جيوش العالم وأحسن مثال لذلك الآن هو غاز الخردل الذي لا يكفي ليس القناع للوقاية منه تماماً إذ إنه يخترق الملابس العادية ويهيج الجلد تحتها ومعلوم أنه ليس من السهل على الجندي لبس ملابس واقية من الرأس للقدم مع قيامه بعمله .
والغاز المثالي يجب أن يخترق مرشح القناع دون أن يتفاعل مع محتوياته أو يمتص به فالكلور وهو أشد الغازات فتكاً لا يصلح من هذه الجهة لأنه شديد التفاعل مع غيره من المواد ولذا فمن السهل جداً الوقاية منه فقطعة من القماش المغموسة في محلول كربونات الصوديوم إذا وضعت على الأنف منعت مرور الكلور للرئة بعكس غاز الكلور بكرين إذ إنه من الغازات التي تصعب الوقاية منها .
* أن تكون كثافة أبخرته أثقل من كثافة الهواء حتى يلازم سطح الأرض مدة طويلة .
* أن يكون سريع الذوبان في المواد الدهنية حتى يأتي بالتأثير المطلوب في خلال الجسم .
* أن يتحمل الضغط الذي تخرج به القذائف المدفعية وكذا الحرارة الناشئة من الانفجار بدون أن يتحلل وحتى الآن فإن أي غاز حربي لم يتصف بهذه الصفات والخواص كلها مجتمعة .

ثالثاً : تقسيم الغازات الحربية :
يمكننا تقسيم هذه المواد تقسيماً .
أولا – فسيولوجياً * ثانيا- حربياً * ثالثا – كيميائياً * رابعا – فيزيائياً

أولاً : التقسيم الفسيولوجي :
يمكن القول بأن لكل مادة من مواد الغازات السامة تأثيراً خاصاً على أعضاء مخصوصة من الجسم ولو أن لبعضها تأثيراً مشتركاً وعلى ذلك يمكننا إلى حد ما تقسيم هذه المواد إلى :
أولاً – غاز العيون ( غازات الدمع ) ولعل أهم هذه الغازات هي :
1 = بروم استر حمض الخل 2 = بروم الزايلين ( ت – ستوف )
3 – بروم البنزيل 4 – كلور الأسيتون
5 – بروم الأسيتون ( ب – ستوف ) 6 = بروم ميثيل ايثيل كيتون ( بن- ستوف)
7 – مركبات اليود وأهما : يود ايثيل ميتيل كيتون , ويود الزابلين ، ويود البنزيل ، ويود الأستون
8 – كلور الأستوفينون
ثانياً – غازات الأنف الحلق الرئة :
1. الكلور 2 . الفوسجين – أو كلور الكربونيل
3 . استر كلور حامض الخل (بيرستوف) 4 . أكرولين
5 . كلور البيكرين 6 . إثيل ثنائي كلور الزرنيخ ( ريل )
7. كلور الزرنيخ ثنائي الفنيل (كلاك1) 8 . سيانيد الزرنيخ ثنائي الفينيل ( كلاك 2 )
9 . كلور الزرنيخ ثنائي الفينيل أمين ( آرامسيت ) 10. ميثيل ثنائي كلور الزرنيخ .
ثالثاً – الغازات المختلطة :
ثنائي كلور ثنائي ايثيل الكبريت ( غاز الخردل ) * كلور الفينيل ثنائي كلور الزرنيخ ( غاز اللوزيت ) *
سيانيد برو البنزيل * كبريتات ثنائي الميثيل * برم السيتوفينون
رابعاً- الغازات السامة :
1. حامض السيانيك HCN * 2 . بروم السيانيك * 3 . كلور السيانيك

ثانياً : التقسيم الحربي :
لا يعبأ الجندي بالتقسيم الفسيولوجي ولا بالتقسيم التاريخي بل كل ما يهمه معرفته هو:
1 . في كم من الوقت يصير الغاز نافذ المفعول بعد وصوله إلى العدو؟ .
2 . كم من الوقت يستمر مفعول الغاز؟
3 . بعد كم من الوقت تكون الأراضي الملوثة بالغازات صالحة للمرور عليها ؟
4 . متى يستعمل لكل نوع من القنابل وفي أي الظروف ؟
ولهذه الأغراض وضعت جداول تجريبية وكذلك علامات ملون على القنابل المختلفة لتميزها بسهولة واستعمالها بسرعة في الوقت المناسب لها .
وفي ألمانيا استعملت علامات الصليب الأزرق والصليب الأخضر والصليب الأصفر كل للغرض الدال عليه ولقد قسمت المواد حسب الأسباب السابقة إلى الأقسام الآتية :
* مواد سائلة أو غازية سريعة التبخر وسريعة التأثير لا تصلح الميادين الملوثة بها للسير عليها بعد ساعة أو أثنتين وتستعمل هذه المواد في الهجوم وأطلق علها اسم الصليب الأخضر .
* مواد سائلة بطيئة التبخر ولذلك لا تصلح الميادين الملوثة بها للسير عليها إلا بعد مدة طويلة تقدر بالأسابيع وتستعمل في حالة الدفاع وأطلق عليها اسم الصليب الأصفر .
* مواد صلبة تتحول لغازات وضباب بواسطة حرارة المواد المتفجرة الموضوعة معها داخل القنابل وهي سريعة التأثير وسريعة الزوال لأن ضبابها يتكثف بسرعة ويسقط إلى الأرض في حالة صلبة ولا تتبخر في درجة الحرارة العادية ولذلك يمكن السير على الأراضي الملوثة بهذه المواد بسرعة في حالة الهجوم السريع وأطلق عليها اسم الصليب الأزرق .

ثالثاً : التقسيم الكيميائي :
يكون حسب العناصر المركبة منها المواد فتقسم إلى :
مركبات البروم : بروم استر حمض الخل – بروم الزايلين – بروم البنزيل – بروم استون – بروم ميثيل اثيل الكيتون – بروم الأسيتونون – بروم السيانيك
مركبات اليود : يود الأستون – يود ايثيل ميتيل كيتون – يود البنزيل – يود الزايلين
مركبات الكلور : كلور الأسيتوفون – كلور أسيتون – كلور – فوسجين – استر كلور حامض الخل – كلور بيكرين – كلور السيانيك
مركبات الكبريت : كبريتات ثنائي الميثيل
مركبات الكبريت والكلور: ثنائي كلور ثنائي ايثيل الكبريت
مركبات الزرنيخ مع الكلور أو السيانيد : كلور الزرنيخ ثنائي الفنيل – سيانيد الزرنيخ ثنائي الفينيل – ايثل ثنائي كلور الزرنيخ – كلور الزرنيخ ثنائي الفينيل أمين – ميثيل ثنائي كلور الزرنيخ – كلورالفينيل ثنائي كلور الزرنيخ .
مركبات أخرى : أكرولين – حامض السيانيك – سيانيد بروم البنزيل .

رابعاً : التقسيم الفيزيائي :
يمكن تقسيم الغازات السامة حسب خواصها الفيزيائية ولعل أهم هذه الخواص هي درجة الغليان وسرعة التبخر .
اسم المــادة درجة الغليان
* سريعة التبخر وتستعمل في طريقة النفخ :
كلور 3
فوسجين 8
حامض السيانيك 27
أكرولين 52
برو مسيان 61
* سريعة التبخر وتستعمل في طريق ( القذف ) أو في طريقة ( النفخ ) بعد خلطها بمواد أخرى وكذلك تستعمل للقنابل اليدوية
كلور بيكرين الصليـــب الأخضر111
كلور الأسيتون 116
بروم الأسيتون 126
ميثيل ثنائي كلور الزرنيخ 133
ايثيل ثنائي كلور كلور الزرنيخ 156
بروم استر حمض الخل 168
يود استر حمض الخل 180
* سرعة تبخرها متوسطة وتستعمل غالباً في قنابل المدافع .
كبريتات ثنائي الميثيل 188
بروم البنزيل 190
كلور الفينيل ثنائي كلور الزرنيخ 201
بروم الزايلين 215
ثنائي كلور ثنائي ايثيل الكبريت 216
سيانيد بروم البنزيل 225
يود البنزيل الصليـــب الأصفر 226
* بطيئة التبخر و تستعمل في تلويث الميادين لمدة طويلة
كلور الأسيتوفينون 247
ثنائي فينيل الزرنيخ 360
* أقل المواد تبخراً وعلى ذلك يجب تبخيرها صناعياً
كلور الزرنيخ ثنائي الفينيل أمين الصليـــب الأزرق 410


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

, ,