يُعَدُّ السّارين والذي يُستخدم لأغراض عسكرية من المواد الكيميائية المحرّمة دوليّاً ، ويعود استخدامه إلى ثلاثنيّات القرن الماضي ، حيث كان يُستعمل كمبيد حشري ، لكنّه أصبح فيما بعد سلاحا عسكريا .
وقد اكتشف ” السارين ” علماء كيمياء ألمان في شركة ” أي جي فاربن ” ، وذلك عن طريق الصدفة عام 1938 ، بينما كانوا يعملون على تحضير مبيدات حشرية جديدة ، وهو يستمدّ اسمه من الأحرف الأولى من أسماء مخترعيه : سرادر، أمبروس ، روديغر , يان ليند .
المحاولات الأولى لاستخدام هذا الغاز في الحروب تعود إلى الحقبة النازيّة في ألمانيا ، إذ وُضعت مخطّطات لإنتاجه على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الثانية ، ولكنّها لم تكتمل .
ويُعتقد أنّ غازات الأعصاب عموماً استُخدمت أيضاً أثناء الحرب بين إيران والعراق في الثمانينيات ، وقد استعملت طائفة أوم شنركيو اليابانية ” السارين” في هجومين ، أوّلهما عام 1994 وقُتل فيه ثمانية أشخاص، فيما قُتل 12 في الهجوم الثاني عام 1995.
تركيبته
“السارين هو غاز سامّ وخطِر ، لا لون أو رائحة له ، ويؤثّر في حياة الإنسان والحيوان . ويكون تأثيره عادة عند ملامسة السائل للجلد أو عندما يطلق على شكل غاز .
“السّارين يشبه مبيدات الحشرات الاخرى ، المسمّاة بمركّبات الفوسفات العضوية ( organo phosphore ) ، في طريقة عملها والآثار الضارّة التي تتسبّب بها ، إلّا أنّ عوامل الأعصاب أكثر فعاليّة بكثير من مبيدات الحشرات الفوسفاتية العضوية” . وتأثيره على الإنسان يكون من خلال الأعصاب ، إذ يمكن للسّارين دخول الجسم من خلال الاستنشاق أو عبر المسامّ الجلدية ، وقد يترك آثاره المدمّرة على الجهاز العصبي لفترة طويلة ، حتى في حال الحصول على العلاج المناسب”.
كيف يعمل السارين ؟ :
“السارين الذي يتحوّل إلى غاز عند انفجاره ، هو قاتلٌ فوريّ للإنسان إذا ما دخل جسمه عبر التنشّق إلى الرئة “ولو بمقدار نصف ملليغرام واحد . أمّا قطرة صغيرة من “السارين” على الجلد فتسبّب التعرّق ونفضاً منفلتاً بالعضلات”، كما أنّ “تعرّض الإنسان لجرعات من هذا الغاز يُحدِث غشاوة بالبصر وتقلُّصاً في حدقة العين وصعوبةً في التنفّس وسيلاناً في الأنف ، مع تعرّق شديد وتقيُّؤ وإسهال وغيبوبة ، فضلاً عن اختلاجات عضلية، ليفقد المصاب بعد ذلك القدرة على التحكّم بعضلاته وردود فعل جسده ، مع نوبات من القيء والتبوّل غير الإرادي ، ليتبع ذلك الوفاة بعد تقلّصات شديدة بالعضلات تؤدّي إلى الاختناق”.
يُصاب الإنسان بالشلل بعد التعرّض لغاز السارين السام ، “وذلك نتيجة توقّف عمل acetyl cholin esterase ، وهو أنزيم يعمل على تدهور الـacetyl choline “.
لتجنّب الإصابة :
* يمكن تجنب الاصابة الخطرة منه وهي دخوله إلى الرئة بوضع قطعة قماش على الأنف والفم مبللة بمحلول ماء جافيل ( هيبو كلوريت الصوديوم ) . وباعتقادي لا يخلو بيت أومنزل من هذا المحلول الذي يستعمل للتبييض والتعقيم في الاعمال المنزلية .
* كما يمكن تجنّب الإصابة بالشلل أو الوفاة إذا عولج المصاب بسرعة بعد تعرّضه للغاز السّام . وعن طرُق الوقاية ، بتزويد الأفراد الموجودين في منطقة التعرّض بحقنٍ مضادّة كالتي يستعملها عادة طبيب الإنعاش ، وهي تحتوي على أدوية مثل الـ Atropine والـ Pralidoxime والـ Valium للتدخّل الفوري وإلغاء مفعول وآثار هذا الغاز السّام ومنع الاختلاجات العضلية ، وبالتالي إنقاذ المصاب خلال فترة لا تتعدّى الساعة من الوقت” .
* ويجب على الأفراد المصابين ، الخروج فورا الى منطقة آمنة وخلع ملابسهم أوّلاً لأنّها تحمل أثار الغاز ، ومن ثم غسل أجسامهم بالكامل بالماء والصابون بكمّيات كبيرة لعدم ثبوت هذا الغاز على الجلد الذي يؤدّي إلى الإصابة بتشنّجات في الأعصاب ، وطلب الرعاية الطبّية في أسرع وقت ممكن”.