التسبيح في الإسلام
1 – التسبيح لغة واصلاحا :
كلمة تسبيح : جنس من العبادة ، وهو تنزيه الله – جل ثناؤه – من كل سوء ، والتنزيه التبعيد , والعرب تقول : سبحان من كذا ، أي ما أبعده ، وكلمة سبحان الله : معناها تنزيها لله من الصاحبة والولد ، وعما لا يليق به من كل نقص ، وعن كل ما لا ينبغي له أن يوصف به .
فالتسبيح : هو تنزيه الخالق المتعالى ذاتاً وصفاتا وأفعالاً من كل ما ينافي وجوب وجوده وتوحيده في الذات والصفات والأفعال .
لذا اهتم الشارع بجعل التسبيح في الصلوات فيقول المصلي في ركوعه : سبحان ربي العظيم ؛ وفي سجوده : سبحان ربي الأعلى ؛ كل ذلك لتوجيه المسلمين والمؤمنين إلى توحيد الله تعالى وتنزيهه عن سائر صفات النقص والإمكان والحدوث .
2 – التسبيح في القرآن الكريم
ورد التسبيح في القرآن على نحو من خمسة أوجه ، منها للملائكة ، ومنها لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومنها لغيره من الأنبياء ، ومنها للحيوانات والجمادات ، ومنها للمؤمنين خاصة ،
2 – 1 – أما التي للملائكة :
* ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك (البقرة/ 30) .
* يسبحون الليل والنهار لا يفترون (الأنبياء/ 20) .
* ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته (الرعد/ 13) .
* الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا (غافر/ 7) ، * وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم (الزمر/ 75) .
2 – 2 – وأما من التي لمحمد صلى الله عليه وسلم :
* فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين* واعبد ربك حتى يأتيك اليقين (الحجر/ 98، 99) .
* واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار (غافر/ 55) .
* ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا (الإنسان/ 26) .
* وسبح بحمد ربك حين تقوم* ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم (الطور/ 48، 49) .
* وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها (طه/ 130) ، ومن الليل فسبحه وأدبار السجود (ق/ 40) .
2 – 3 – أما من التي للأنبياء عليهم الصلاة والسلام :
منها لزكريا عليه السلام : قال رب اجعل لي آية إلى قوله : وسبح بالعشي والإبكار (آل عمران/ 41)
فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا (مريم/ 11)
ومنها لداود عليه السلام : في موافقة الجبال ، والحيتان ، والطيور لداود في التسبيح : يسبحن بالعشي والإشراق (سص/ 18) .
ومنها ليونس عليه السلام لنجاته من ظلمات البحر وبطن الحوت ببركة التسبيح : فلولا أنه كان من المسبحين (الصافات/ 143) .
2 – 4 – وأما من التي لخواص المؤمنين :
* اذكروا الله ذكرا كثيرا* وسبحوه بكرة وأصيلا (الأحزاب/ 41، 42) .
* في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال* رجال … (النور/ 36، 37) . في أناس يتخذون في المساجد مجالس ويواظبون على التسبيح والذكر:
2 – 5 – أما من التي للحيوانات ، والجمادات :
* وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم (الإسراء/ 44) .
* والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه (النور/ 41) .
3 – بعض الآيات الواردة في « التسبيح » :
3- 1 – آيات فيها أمر بالتسبيح مطلقا :
1- ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون (97) فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين (98) واعبد ربك حتى يأتيك اليقين (99) «1»
2- فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى (130) «2»
3- وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا (58) «3»
4- فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون (17) وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون (18) «5»
5- يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا (41) وسبحوه بكرة وأصيلا (42) «6»
6- فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار (55) «7»
7- فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب (39) ومن الليل فسبحه وأدبار السجود (40) »
8- واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم (48) ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم (49) «9»
9- إن هذا لهو حق اليقين (95) فسبح باسم ربك العظيم (96) «11»
10- واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا (25) ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا (26) «2»
11- سبح اسم ربك الأعلى (1) الذي خلق فسوى (2) والذي قدر فهدى (3) والذي أخرج المرعى (4) فجعله غثاء أحوى (5) «3»
12- إذا جاء نصر الله والفتح (1) ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا (2) فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا (3) «4»
3 – 2 – آيات التسبيح من صفات المؤمنين :
1- قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين (108) «5»
2- قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا (107) ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا (108) «6»
3- في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال (36) رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار (37) «7»
4- إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون (15) «8»
3 – 3 – من آيات تسبيح الملائكة فيها من مظاهر العظمة :
1- وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين (75) «10»
2 – الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم (7) «1»
3 – 4 – من آيات تسبيح الملائكة فيها من علامات العبودية
1 – واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين (205) إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون (206) «2»
2 – ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال (13) «3»
3 – وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون (19) يسبحون الليل والنهار لا يفترون (20) «4»
4 – تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم (5) «6»
3 – 5 – من آيات التسبيح التي فيها تنزيه الله عن الشريك والولد :
1- وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون (116) «7»
2- سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا (171) «8»
3- وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون (100) «9»
4- قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون (68) «3»
5- قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا (42) سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا (43) تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا (44) «6»
6- ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (35) «7»
7- لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون (22) «8»
8- ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون (91) 1»
9- الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء سبحانه وتعالى عما يشركون (40) «1»
10- لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار (4) «4»
3 – 6 – من آيات التسبيح التي فيها تبرؤ من أمر مزعوم :
1- ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم (16) «10»
2- ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل (17) قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا (18) «1»
3- ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون (40) قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون (41) «2»
3 – 7 – من آيات التسبيح التي فيها علامة تحقيق المطلوب :
1- هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء (38) فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين (39) قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء (40) قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار (41) «3»
3 – 8 – من آيات التسبيح التي فيها دلائل القدرة والتملك :
1- إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب (190) الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار (191) «3»
2- سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون (36) «4»
3- إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون (82) فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون (83) «5»
3 – 9 – من آيات التسبيح التي فيها علامة شكر :
1- إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم (9) دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين (10) «6»
3 – 10 – من آيات التسبيح التي فيها استعظام أمر :
1- سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير (1) «2»
2- وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا (90) أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا (91) أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا (92) أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا (93) «3»
4 – بعض الأحاديث الواردة في ( التسبيح ) :
1 – عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ، وَحَمِدَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ، وَكَبَّرَ اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ، وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِى: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْر».
2 – (عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: « أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ » فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال :
« يسبح مائة تسبيحة ، فيكتب له ألف حسنة ، أو يحط عنه ألف خطيئة » .
3- (عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان ، وسبحان الله والحمد لله تملان ما بين السماوات والأرض ، والصلاة نور ، والصدقة برهان , والصبر ضياء ، والقرآن حجة لك أو عليك, كل الناس يغدو , فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها» ) .
4- (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن . سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم » .
5 – صلاة التسابيح :
هي صلاة تطوّعية تتكوّن من أربع ركعات يقول فيها المصلِّي بعد قراءة الفاتحة وسورة قصيرة ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر ) 75 مرة في كل ركعة .
المقالات »