المقالات »

موضوع للمناقشة : هل نحن عرب ؟؟؟

* للشيخ محمد عبده عندما زار أوروبا قولا مشهورا لا يزال إلى يومنا هذا يردده الكثير من المسلمين : ( ذهبت للغرب فوجدت إسلاماً ولم أجد مسلمين, ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولكن لم أجد إسلاماً ) . ومما دعى الشيخ إلى قوله هذا ، هو أنه وجد الأوروبيين الغير مسلمين يتخلقون بأخلاق الإسلام في سلوكهم وأعمالهم ومعاملاتهم وحياتهم ، على حين أن المسلمين بعيدون كل البعد عن أخلاق دينهم .

* أقول أنا على نفس المعنى : لقد وجدت في بلاد الغرب : عروبة ولم أجد عربا , وفي بلادي العربية وجدت أعرابا ولم أجد عروبة .

* بصنف علماء الاجناس العرب إلى أربعة اقوام :
1 – العرب البائدة . وهم قوم عاد وثمود والانباط ولوط وغيرهم من الأقوام العربية الذين لم يبقى لهم سوى آثارهم وقصصهم التي تروى .
2 – العرب العاربة وهم العرب الاقحاح الذين سكنوا الجزيرة العربية , ومنها انطلقوا وسكنوا بلاد الشام , وشمال وشرق إفريقية . وغبرها من البلاد , وخاصة بعد انهيار سد مأرب . وبعد الفتوحات الاسلامية .
3 – العرب المستعربة : وهم الاقوام التي عاشت واختلطت مع العرب وتكلموا لغتهم وساكنوهم وصاهروهم وتكلموا لغتهم وتأثروا بعاداتهم وتقاليدهم .
4 – الاعراب : وهم أقوام من أعراق وأجناس متعددة , سكنوا مع العرب , واشتغلوا بالرعي , ومعظمهم أمييون , وقساة القلوب لشظف معيشتهم ,

* للعرب عادات وتقاليد ومحاسن ومكارم اخلاق عظيمة ، منها :
1- الجُود ، والكَرَم ، والسَّخاء ، والبَذْل : :
* من قصيدة لحاتم الطَّائي المشهور بكرمه هذين البيتين :
يرى البخيل سبيل المال واحدة * إنَّ الـجــَوَاد يـرى فــي مــاله سبــلا
لا تعذليني في مال وصلت به * رحمًا، وخير سبيل المال ما وصلا
* يجود بالنفس ان ضن الجواد بها ** والجود بالنفس اسمى غايه الجود
* فراشي فراش الضيف والبيت بيته *** ولم يلهني عنه غزال مقنع
2 – الصدق , والوفاء بالوعد :
* اذا انا لم اعط المكارم حقها * فلا عزني خال ولا ضمني اب
* وأكذب النفس إذا حدثتها ** إن صدق النفس يزري بالأمل
3 – الفروسية . والنجدة , والشجاعة : خصال امتدحها العرب وكان الفارس الشجاع مفخرة لقبيلته وعشيرته . قال السمؤل :
وما مات منا سيد حتف أنفه * ولا طــل مـنـا حـيـث كـان قـتـيـل
تسيل على حد الظباة نفوسنا * وليست على غير السيوف تسيل
* أشد على الكتيبة لا أبالي ** أحتفي كان فيها أم سواها
4 – الصبر , وقوة التحمل :
* على قدر اهل العزم تأتي العزائم * وتأتي على قدر الكرام المكارم
* ولو أن ما أسعى لأدنى معيشة ** كفاني ولم أطلب قليل من المال
ولـكـنـما أسـعـى لــمجـد مــؤثّــل ** وقد يدرك المجد المؤثل أمثالي
5 – العزة والفخر :
* ونحن أناسٌ لا توسطَ بيننا * لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر
تَهونُ علينا في المعالي نفوسُنا * ومن يَخْطُب الحسناءَ لم يُغْلِها المهر
* سَلي الرّماحَ العَوالي عن معالينا ** واستشهدي البيضَ هل خابَ الرّجا فينا
قومٌ إذا استخصموا كانوا فراعنة ** يوماً، وإن حُكّموا كانوا موازينا
كم من عدوِّ لنَا أمسَى بسطوتِهِ ** يُبدي الخُضوعَ لنا خَتلاً وتَسكينا
* انا البحر في احشائه الدر كامن *** فهل سائلوا الغواص عن صدفاتي
6 – العدل , والحلم , والرزانة , وحفظ السر:
ولست بمبدٍ للرجال سريرتي ** ولا انا عن اسرارهم بسؤول
7 – الغيرة , والعفة , والترفع عن الدنايا ، وحفظ العرض , وغض البصر
:
يـا عَـبـلُ أيــنَ مــن الــمـَنيَّة مَهْـربي * إن كانَ ربي في السَّماءِ قَضاها
وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي * حــتــى يُـــواري جــارتــي مأْواها
إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ماجدٌ * لا أتبعُ النفسَ اللَّجوجَ هواها
* إذ قلّ مالي زاد عرضي كرامةً ** عليَّ ولم أتبع دقيق المطامع

* هذه القيم الرفيعة والخلال الحميدة ، انتشرت بين العرب في الجاهلية انتشاراً واسعا ً، عجت بها أشعارهم ، وسارت فيها أخبارهم . وعندما جاء الإسلام أقر هذه الخلق الكريمة ، بقوله ﷺ :
آ – إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق
ب – خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام
ج – من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه
د – رحم الله الاشعريين كانوا إذا افتقروا أو ارملوا بالغزو جمعوا مالهم وقسموه بينهم

* وشجع الاسلام على البذل والسخاء، وحث على إكرام الضيف ، إلا أنه جعل إخلاص النية لرب العالمين يرتفع بمنزلة العمل الدنيوي البحت فيجعله عبادة متقبلة . قال تعالى : ( إنَّمَا نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزَاءً ولا شُكُوراً ) . سورة الإنسان: 9


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

, ,