رحم الله الامام البوصيري القائل في قصيدته البردة :
محمد سيد الكونيين والثقلين والفريقين من عرب ومن عجم
في مثل هذا الشهر المبارك شهر ربيع الأول لعام خمسمائة وسبعين ميلادية أذن الله عز وجل بولادة سيد البشر ، سيدنا محمد بن عبد الله ﷺ فكان مولده بدءاً لتغيير مجرى التاريخ ، وإصلاح الحياة ، وإيذاناً بهداية الإنسانية ، وإخراج العباد من الظلمات إلى النور . ومن الجهل إلى العلم
ولد ﷺ نبي الهداية والحق ، بعد أن عم الضلال وساد الجهل وخيم على البشرية جو رهيب من الكفر والوثنية والطغيان والعبودية وتخبط الناس في ظلمات الشرك والأوهام والرذائل والآثام . ولقد منّ الله سبحانه وتعالى على المؤمنين لتفضله ببعثه سيد المرسلين ﷺ في قوله تعالى : لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب الحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين سورة آل عمران الآية 164 .
الإسلام ليس هو مظهر لا روح فيه . الإسلام ما جاء ليقعد في المحاريب ويعتزل ركب الحياة غير متدخل في تنظيمها ولا توجيهها . بل الإسلام دين روحي وعلمي واجتماعي وإصلاحي . يريد للمسلم أن يكون أنموذجاً طيباً في هذه الحياة . طيباً في نفسه وفكره . طيباً مع من حوله من أفراد أسرته وعشيرته وأهل بلده , طيباً في معاملته للناس والبشرية أجمعين . {{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }} سورة الحجرات 13 .
من خطبة جمعة لي في مسجد مدينة هلسنجبورغ في السويد