مياه الصرف الصحي وقمامة ومخلفات المدن : أسمدة طبيعية وطاقة حرارية وكهربائية ومواد أولية لا تنفذ
مقدمة :
* كلما ازدادت حضارة ومدنية الإنسان ، كلما ازدادت مشكلة تلوث البيئة بما تطرحه هذه المدنية والحضارة من ملوثات مختلفة من المصانع والمنازل والبيوت .
* وكلما ازدادت مشكلة التلوث هذه كلما سعى الإنسان كذلك لمنعها أو للحد منها على الأقل ، مستفيداً ومسخراً التقنيات والتكنولوجيا الحديثة التي تقدمها هذه الحضارة لحل هذه المشكلة .
* وفي العديد من الدول أصبح أمر تحويل هذه الفضلات والمخلفات إلى أسمدة ومواد أولية وطاقة , أمراً ميسوراً على مستوى تجاري واقتصادي.
* ومن المعلوم أن مخلفات المدن والمصانع الكبيرة تقسم إلى قسمين :
* أولاً : المخلفات السائلة :
وهي الناتجة عن الحمامات والمطابخ وأعمال الغسيل والشطف والنظافة العامة ، وهذه تذهب إلى خارج المدينة بواسطة المجاري الخاصة حيث محطة المعالجة لها ، والتي تتضمن الخطوات التالية :
* تمرر مياه الصرف الصحي خلال مصافي شبكية معدنية لتخليصها مما تجرفه وتحمله معها من قطع صلبة : قماشية أو خشبية …. وغيرها
* ثم تضخ إلى صهاريج ضخمة ( سيلويات ) من الاسمنت المسلح ، وتترك فيها لعدة أيام مع إضافة خمائر مساعدة على التحلل والتخمر اللاهوائي ، وتنطلق كمية لا بأس بها من الغازات نتيجة التخمر والتي من أهمها غاز الميتان الذي يستفاد منه لتوليد الطاقة اللازمة لتشغيل محطة المعالجة هذه .
* ترشح الحمأة المتخمرة في مرشحات دوارة تحت الفراغ لفصل أكبر كمية ممكنة من الماء عنها.
* يضاف إلى ماء الرشيح غاز الكلور للتعقيم , ويطرح بعد ذلك في النهر أو البحر أو يستعمل للري في المزارع القريبة للاستفادة منه للسقاية من جهة وللاستفادة من الأملاح المعدنية الذوابة فيه كسماد
* أما الكتلة العجينية القوام الناتجة عن المرشحات بعد تجفيفها فإنها :
1 – إما أن تطحن وتعبأ مباشرة للبيع أو بعد إضافة مسحوق الكلس أو مسحوق الجص , كسماد عضوي طبيعي للمزارع والبيوت الزراعية المحمية ( الزجاجية أو البلاستيكية ) ويسمى هذا المسحوق : بسماد البودريت Powdered fertilizer .
2 – وإما أن تخضع لعملية استخلاص بالمذيبات لاسترجاع ماتحمله من زيوت ودهون لاعادة استعمالها في صناعة الصابون والمنظفات وشحوم التزليق . وفي تحاليل قمت بها في مركز الأبحاث الصناعية , كانت نسبة الزيوت والدهون بين 11-12 % على الوزن الجاف للحمأة العجينية الناتجة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي في مدينة أضنة بتركيا .
* ثانياً : المخلفات الصلبة :
* وقد سنت الدول المتقدمة قوانين صارمة فرضت بموجبها على أصحاب المنازل والمصانع تصنيف القمامة الصلبة التي يطرحونها إلى أربعة أو خمسة أصناف . وجعلت هناك مكان معين ومحفوظ عن العبث لكل مجموعة منازل أو مصانع لرمي هذه القمامة فيه , وكل صنف منها في براميل أو أماكن تجمع خاصة بها وهذه الأصناف هي :
1 – قمامة الأوراق والصحف والمجلات والكرتون .
2 – القمامة الزجاجية .
3 – القمامة المعدنية .
4 – المخلفات البلاستيكية .
5 – القمامة المنزلية العضوية , كبقايا الخضار والطعام .
* الأنواع الأربعة الأولى يجمع كل صنف منها من كافة مراكز تجميع القمامة في المدينة على حدة حيث يعاد تصنيفها وفرزها وإعادة تصنيعها لتستعمل من جديد .
* أما الصنف الخامس فهناك محطة للاستفادة منه بتخميره وتحلله والاستفادة منه بعد ذلك كسماد عضوي طبيعي .
– الصورة 1 : من زيارتي لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي في برلين
– الصورة 2 : المخطط التكنولوجي لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي في برلين
– الصورة 3 : محطة كهرباء قرب لندن تعتمد على حرق قمامة المدينة
– الصورة 4 : المخطط التكنولوجي لمحطة كهرباء قرب لندن تعتمد على حرق قمامة المدينة
– الصورة 5 : صورة لسماد البودريت قرب مزرعة