المقالات »

موضوع للمناقشة : لماذا هناك حيطة من تكوّن أي قوة علمية في البلدان العربية

في البلاد العربية أربعة عشر جمعية كيميائية . في سورية والأردن ولبنان والعراق وفلسطين والسعودية والكويت واليمن ومصر وتونس والجزائر …. , يجمعها إتحاد واحد هو : إتحاد الكيميائيين العرب , ولا نشاط لهم سوى إجتماع سنوي دوري في إحدى الدول العربية يتفوق فيه كرم الضيافة العربي على ما يلقى فيه من أبحاث .
وحاولت هذه الجمعيات منذ قيامها من عشرات السنين , جاهدة كل في بلده لأخذ ترخيص قيام نقابة للكيميائيين أسوة ببقية المهن العلمية كالطب البشري والبيطري والهندسة المعمارية والمدنية والزراعية والمحاماه والصيدلة …. إلخ , ولكن المحاولات باءت حتى حينه بالفشل .
ونحن في سورية الأطباء البيطريون يعدون على الأصابع ولهم نقابة . والكيميائيون ينوفون عن أربعون ألف , لا نقابة لهم تجمعهم وتضمن مستقبلهم . وأذكر عندما راجعنا السيد عبد القادر قدورة , رئيس مجلس الشعب في سبعينيات القرن المنصرم , وهو كيميائي , قال لنا بالحرف الواحد : كيف يكون للفنانين والراقصات نقابة , والكيميائيون لا . ووعدنا خيراً . ونحن الآن في العقد الثالث من القرن 2021 أي خمسون سنة مضت ولكن لم يتحقق الوعد رغم متابعتنا المستمرة له .
ولكن باعتقادي على امتداد السنوات والعقود الأخيرة أن هناك خطاً أحمر أمام تشكل حركة علمية قوية في البلدان العربية ، ولا شك في أن الصراع العربي الإسرائيلي يقف وراء هذا الخط الأحمر . ذلك أن توطيد علاقة العالم العربي بالعلم كفعل وعمل ممنوع ، لأن العلم سيقوي العالم العربي، وقوته تمثل تهديداً ، والمصلحة تقتضي أن تظل صلة العرب والمسلمون بالعلم مقطوعة ومعطوبة .
والدليل على ذلك اغتيال قائمتي العلماء العرب من نساء ورجال الذين اغتيلوا في ظروف غامضة . القائمة الأولى : نساء عالمات عربيات . القائمة الثانية : رجال علماء عرب :
لا أعتقد أن أحدا يعلمهم أو سمع باسمهم ليس في العالم العربي ككل بل حتى في مدنهم التي ولدوا وعاشوا فيها , عاشوا في بلادهم مغمورين , رغم أن شهرتهم قد ملأت الافاق . وضحوا بحياتهم في سبيل بلادهم , قتلتهم المخابرات الإسرائيلية والدولية والفئة الباغية , ولم تحرك الحكومات العربية ساكنا تجاه من قتلهم , أو على الأقل تكرمهم بعد موتهم بتسمية ميدان أو شارع أو مدرسة أو مدرج باسمهم . ويسعدني ويشرفني هنا أن أذكر لمحة صغيرة عن سيرتهم الذاتية , كي يعلمهم الذي لا يعلم
1 – الدكتورة الطبيبة السعودية سامية عبد الرحيم ميمني : وجدت مقتولة في منطقة Palm Peac بالولايات المتحدة ، وهي في مقتبل عمرها .
2 – الدكتورة المصرية سميرة موسى : هي أول عالمة مصرية من ضمن العلماء الذرة العرب ولقبت باسم ميس كوري الشرق ، سافرت إلى الولايات المتحدة ولقت حتفها في ظروف غامضة ، ولكن المراقبون يرجحون احتمال اغتيالها على يد الموساد الإسرائيلي ، لمحاولتها نقل تكنولوجيا الذرة من أمريكا إلى مصر والعالم العربي .
3 – الدكتورة الطبيبة اللبنانية عبير أحمد عياش : تم العثور على جثتها إثر تعرضها لحادث مرور ، دون إعطاء أية تفاصيل بعد أسبوع على وفاتها .
4 – الدكتورة السعودية حياة سندي من مواليد مكة ، وهي أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراه في التقنية الحيوية من جامعة كامبردج ، وإن “إسرائيل دعتها أربع مرات للمشاركة في مركز “وايزمان انستتيوت” في تل أبيب، غير أنها رفضت ذلك لإدراكها “خطورة تطبيع البحث العلمي”. دعتها جامعة بركلي بمدينة كاليفورنيا الأمريكية لتكون واحدة ضمن أبرز ثلاث عالمات ، هن : كارل دار، رئيسة بحوث السرطان ، والثانية كاثي سيلفر، أول رائدة فضاء ، وكانت هي الثالثة .
5 – الدكتورة السورية أحلام خالد عماد من مواليد الحصن – سورية , حصلت على اجازة في الهندسة الكيميائية من جامعة البعث في حمص عام 1984 ومن ثم حصلت على الدكتوراه في “هندسة تكرير البترول” من أكاديمية النفط والغاز في موسكو عام 1991″ ، لها عدة بحوث في هندسة تكرير البترول وعمليات الاستخلاص وإنتاج زيوت التزليق وتحسين خواصها – عضوة في المجلس الإنتاجي الأعلى لمصفاة حمص- ومديرة مركز المرأة للدراسات والتنمية . قامت مجموعة إرهابية مسلحة 28/6/2012 باقتحام منزل الدكتورة أحلام عماد في بلدة الحصن بريف حمص واطلاق النار عليها وعلى أفراد عائلتها وولديها وثلاثة من أبناء اختها مما أدى الى استشهادهم جميعا على الفور.
1 – الدكتور المصري : إسماعيل أحمد أدهم : المولود عام 1911 والذي حاز عام 1931 وهو في العشرين من عمره الدكتوراه في الفيزياء الذرية من موسكو وقام بالتدريس في جامعاتها وكان عضوا في مجمع علومها ثم مدرسا في جامعة أتاتورك التركية قبل أن يستقر في مصر منتصف الثلاثينيات . دعاه الجنرال رومل حال وصوله مصر أن ينتقل إلى برلين للمشاركة في المشروع النووي النازي . لم يمر عليه إلا أيام قليلة حتى أعلن عن وفاته غرقا بالاسكندرية وهو لم يبلغ 29 عاما، وقد أعلن شقيقه أن جميع أوراقه وكتبه وأبحاثه ومنها 3 كتب في الفيزياء الذرية قد اختفت في ظروف غامضة ولا يعرف مكانها أحد.
2 – العالم اللبناني حسن كامل الصباح : من نوابغ المخترعين وكبار المكتشفين ، أول من صنع جهاز يحول طاقة أشعة الشمس ﺇلى تيار كهربائي ، لذلك لقب بـ” أديسون الشرق ”، اغتيل حسن الصباح في الولايات المتحدة ، وأحاط حادث اغتياله الغموض إلى يومنا هذا .
3 – الدكتور اللبناني : رمال حسن رمال : أحد أهم علماء العصر في مجال فيزياء المواد كما وصفته مجلة لوبوان ، التي قالت أيضا إنه مفخرة لفرنسا كما تعتبره دوائر البحث العلمي في باريس السابع من بين مائة شخصية تصنع في فرنسا الملامح العلمية للقرن الحادي والعشرين، في عام 1989م تمكن من التوصل إلى اكتشافات علمية مبهرة في مجال الطاقة البديلة باستخدام الطاقة الشمسية والكهرباء الجوية . توفي في فرنسا عام 1991 م في ظروف مريبة . ولم يستبعد وجود أصابع خفيه وراء وفاته
4 – الدكتور سعيد السيد بدير أبرز علماء الاتصالات الفضائية والصواريخ : من مواليد روض الفرج بالقاهرة 1949 , عمل في أبحاث الأقمار الصناعية في جامعة ليزيزع الألمانية الغربية وتعاقد معها لأجراء أبحاثه طوال عامين , جاء إلى مصر لزيارة أسرته , وعندما قرر العودة إلى ألمانيا لاستكمال فترة تعاقده . عثر عليه مقتولا في شقته بالاسكندرية عام 1988م .

5 – الدكتور سمير نجيب اشهر علماء الذرة المصريين : من طليعة الجيل الشاب من علماء الذرة العرب ، تم ترشيحه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة ، وأظهر نبوغاً مميزاً وعبقرية كبيرة خلال بحثه الذي أعده في أواسط الستينات . بعد حرب يونيو 1967 شعر أن بلده ووطنه في حاجه إليه . وصمم على العودة إلى مصر وحجز مقعداً على الطائرة المتجهة إلى القاهرة يوم 13/8/1967 . وفي الليلة المحددة لعودته , وجد مقتولا في سيارته المحطمة ، وقُيّد الحادث ضد مجهول .
6 – الدكتور حميد خلف العكيلي : عالم الذرة العراقي . رفض هذا الرجل العظيم العمل فى وكالة ناسا ، وفضل أن يخدم وطنه ويرتقى به ، فكوفأ من نظام بائد بأن اعتقل وزج به فى السجن وعُذب , فقد عقله من شدة التعذيب الجسدي والنفسي الذى تم على يدِ زبانية النظام ، وظهر بعد خروجه من المعتقل ، فى حالة يذرف لها القلب ؛ حيث الملابس المتسخة والممزقة ، والشعر الطويل المليء بالأتربة . ليخرج منه هائما على وجهه , ينتقل من موقع لآخر فى شوارع بغداد .
7 – الدكتور المصري علي مصطفى مشرفة عالم الذرة الفريد , أينشتاين العرب : وصف بأنه واحد من سبعة علماء على مستوى العالم يعرفون أسرار الذرة . التحق بالكلية الملكية ببريطانيا ، وحصل منها عام 1923 على الدكتوراة في فلسفة العلوم بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلز توماس ويلسون، الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 1927 . توفي علي مصطفى مشرفة في 15 يناير/ كانون الأول 1950 إثر أزمة قلبية، وهناك شك في كيفية وفاته؛ فيعتقد أنه مات مسموماً ، ويعتقد أيضا بأنها إحدى عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي . كتكريم له أنشأت حكومة المملكة المتحدة منحة تعليمية لدراسة الدكتوراه تحت اسم “منحة نيوتن- مشرفة “. فماذا كرمناه نحن ؟؟؟؟
8 – يحيى المشد.. أحد أبرز علماء الذرة في العالم : هو واحد من أهم عشرة علماء على مستوى العالم في مجال التصميم والتحكم في المفاعلات النووية , بعد حرب يونيه 1967 تم تجميد البرنامج النووي المصري ، مما أدى الى إيقاف الأبحاث في المجال النووي .
كان لتوقيع صدام حسين في 18 نوفمبر 1975 إتفاقية التعاون النووي مع فرنسا أثره في جذب العلماء المصرين الى العراق حيث أنتقل للعمل هنالك .
قام برفض بعض شحنات اليورانيوم الفرنسية للعراق حيث إعتبرها مخالفة للمواصفات ، أصرت بعدها فرنسا على حضوره شخصيا الى فرنسا لتنسيق إستلام اليورانيوم . أغتيل في الثالث 13 يونيو عام 1980م ,في حجرة رقم 941 بفندق الميريديان بباريس. و ذلك بتهشيم جمجمته ، قيدت السلطات الفرنسية القضية ضد مجهول . وبشكل عام تجاهلت معظم وسائل الإعلام العربية الرسمية نبأ مقتله
كما أن الحرب ضد العراق قد استهدفت الكثير من العلماء العراقيين ، الذين ينتمون إلى اختصاصات النووي والكيمياء والهندسة والصناعة والطب . منذ اليوم الثاني لسقوط بغداد .
ويمكننا أن نستنتج أن البلدان القوية المتحكمة في العالم تريد لاختصاصات معينة أن تكون حكراً عليها، ويمنع دخول العرب والمسلمين إلا إذا تحولوا إلى ملك خاص لهم وقطعوا روابطهم ببلدانهم.
إذن العلم سلاح خطير بيد العرب والمسلمين : هذه قاعدة يمتثل لها حكام العالم القوي


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

,