من مذكّراتي :
مقتطفات من أقوال وآراء بعض رجال أعمال اليهود ومفكريهم
* السيد ( ماتاكي ) يهودي ومفكر ورجل أعمال وصاحب شركات ومصانع كيميائية ضخمة في مدينة ( مالمو ) في السويد Mataki Kemi AB – Malmö , Sweden , جرت بيني وبينه مساجلة أواخر القرن الماضي , لا تزال بذاكرتي عند لقائي وزيارتي له في مكتبه بمالمو , وسبب معرفتي به تعود , أنني كنت في سورية أستورد لمصنعي ( شركة كيماويات حمص ) بعض المواد الكيميائية الأولية اللازمة لصناعة المنظفات من شركة هنكل الألمانية , وعندما قدمت السويد وأنشأت شركة لتجارة وصناعة المواد الكيميائية في مدينة هلسنجبورج Helsingborg تحت اسم : ( شركة كاخيا السويدية للكيماويات ) Sweden Kakhia Chemical Company , فطلبت من شركة هنكل الألمانية أن يقدموا لي عرضا لبعض المواد الكيميائية الاولية , فأرسلوا لي ” فاكس ” يقولون فيه : لنا وكيل وموزع في السويد يمكنك الرجوع إليه , ونحن قد أرسلنا له عنوانك وهاتفك في السويد مع تزكية وتوصية وتعريف بك من قبلنا , كما ارسلوا لي عنوانه ورقم هاتفه , لم أتصل به لأن طلبي من شركة هنكل كان لمجرد استفسار واستمرار صلة , ولكن السيد ( متاكي ) إتصل بي , ورحب بلقائي وتواعدنا على اللقاء , وعندما إلتقينا , هو قد علم من شركة هنكل الألمانية أنني عربي سوري , وأنا ماكنت أعلم أنه يهودي , بادرني بقوله أهلا بإبن العم , نحن اليهود من نسل يعقوب بن إبراهيم , وأنتم العرب من نسل إسماعيل بن إبراهيم .
* وبعد الحديث عن الكيمياء والصناعة والتجارة , تحول الحديث إلى مساجلة عقائدية سياسية , حيث قال : لقد زرت إسرائيل عدة مرات , وكم أتمنى أن أقضي بقية عمري هناك .
قلت له : وما الذي يمنعك عن ذلك 0000 وبرأي أليس تجمع اليهود من أنحاء العالم في فلسطين . هو تأكيد لحديث رسولنا محمد ؟ : ” لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود , فيختبئ اليهود خلف الشجر أو الحجر ” , فتجمع اليهود في فلسطين الآن أليس هو قرب نهايتهم ؟ .
قال لي :
* هذا صحيح على المدى البعيد , والبعيد جداَ , وسيحدث عندما يبتعد اليهود عن دينهم 000 ويعود المسلمون إلى دينهم الصحيح وتوحدهم والإستفادة من ثرواتهم وخبرائهم وعلمائهم 000 ألست أنت معي : بأن مفكري وعلماء العرب والمسلمين هجروا بلادهم لأوربا وأمريكا , لأن من يريد منهم أن يقدم خدمة أو علما أو خبرة في بلده , يضرس بأنياب ويوطئ بمنسم , وإلا فلماذا أنت قدمت السويد لتنشأ مصنعاً كيميائيا لتصدر إنتاجه لبلدكم التي لم تسمح لك بإنشاءه هناك0
* وتابع كلامه قائلاً : لكن على المدى القريب والمنظور … هذا لن يحدث ولن يكون , لأننا نحن يهود أوربا الغربية ويهود أمريكا لنا الحق بزيارة إسرائيل متى شئنا , ولكن ليس لنا الحق بالهجرة والاقامة فيها , لأن حاخاماتنا ورؤساؤنا هناك يردون بقائنا هنا , لاستمرار بصماتنا وتأثيرنا هنا , فرجال الاعمال , والرؤساء , والنواب , ووسائل الإعلام , ومن بيده الامر هنا هم منا ولنا , ومعظم البنوك لنا , والأموال التي فيها وبين أيدينا هي أموالكم 000 ولتبقى لليهود السيطرة , والمجتمع الأوربي الغربي والأمريكي معنا , فنحن لا نتجمع في إسرائيل , إسرائيل هي ملاذ يهود العالم المضطهدين فقط في الشرق الاوسط وأفريقية وأوربا الشرقية , لا كل يهود العالم .
* قلت له : لماذا أقمت مصنعك في السويد ولم تقيمه في فلسطين لتشغيل اليد العاملة المهاجرة , وتساعد على إمتصاص البطالة هناك .
أجابني :
* ومن قال لك إن هناك بطالة في إسرائيل , ومصنعي أنشأته هنا في السويد نموذجاَ عن مصنع أقامه اليهود في فلسطين عام 1935 م أي قبل قيام دولة إسرائيل بثلاثة عشر سنة , هذا المصنع هناك طبعا توسع الآن جدا و60-70 % من إنتاجه لصالح وزارة الحرب الإسرائيلية .
* ومن مصنعي هنا في السويد أصدر إلى جميع أنحاء العالم , وموادي مطلوبة ومفضلة أكثر من غيرها , لجودتها ومنافستها لأسعار مثيلتها إضافة أنه مكتوب عليها : صنعت بالسويد .
* كما أن نسبة لا بأس بها من الأرباح , أرسلها لإسرائيل , فتخفض من ضرائبنا , لأن القانون المالي السويدي يسمح بإعطاء نسبة من الارباح للجمعيات والمنظمات الخيرية في أي مكان في العالم .
* ثم ليس وحدي أنا فحسب . بل كل المصانع والشركات والبنوك التي تعود ملكيتها لليهود هنا , يرسلون فائض أرباحهم بل ربما كلها لإسرائيل .
* خذ مثلا شركة تترا باك Tetra pak , المصنعة لآلات تعبأة عصير الفاكهة والحليب والكرتون اللآزم للتعبئة 000 وليس هناك مصنعا لتعبئة العصير والحليب في العالم كله , ومنه العالمين العربي والإسلامي , إلا وآلات التعبئة والكرتون من شركة تترا باك , في مدينة ( لوند سكرونا ) هنا في جنوب السويد , فأنت وأي نسان في العالم عندما تشتري علبة عصير أو حليب , فأنت تساهم بمعونة مالية لإسرائيل . وإذا أردت فإنني أرتب زيارة لك لشركة تترا باك , فقلت لا مانع وزرت شركة تترا باك , ورحبوا بي أيضاً قائلين أيضا : أهلاً بإبن العم . وللعلم فإن شركة تترا باك ملك لثلاث إخوة أشقاء يهود كبار في السن , أختان وأخ , وهم غير متزوجين , وكامل أرباح الشركة الذي يجمع كل عام , من البلاد العربية والإسلامية وغيرها يذهب شهرياً لإسرائيل . وأعطوني مخطط برج تجفيف صغير بطاقة 50 كغ / ساعة , اللازم لإنتاج السماد الورقي ( شيلات الحديد ) .
* اتصلت بالسيد ( ماتاكي ) بعد زيارتي لشركة ( تترا باك ) في مدينة ( لوند سكرونا ) لأشكره , فقال لي أتمنى منك أن تزور محطة كهرباء مدينة هلسنجبورج التي تقيم فيها , ويمكنني أن أهيأ لك سبيل هذه الزيارة .
* زرت المحطة التي تمّون المدينة ليس بالكهرباء فقط , بل بالماء الساخن أيضا — اللازم للمشعات الحرارية والمطابخ والحمامات والغسيل — الذي يدخل ويأتي كل بيت , لذا لاحاجة لمراجل أو مدافئ في البيوت أو الأبنية . وعندما زرتها علمت لم عرض علي السيد متاكي ذلك 0
* في المحطة ثلاث مراجل بخارية ضخمة , كل مرجل ينتج بخارا بضغط 35 كغ / سم2 اللازم لتدوير عنفة مولد كهربائي متصلة به , وعندما يتحول هذا البخار بعد خروجه من العنفات إلى بخار بضغط منخفض 1-2 كغ / سم2 ويتحول لماء ساخن 00 يضخ هذا الماء إلى بيوت المدينة بكاملها للغسيل والتدفئة مجاناً , التي ينوف عدد سكانها عن مائة ألف نسمة 000
* عادة المصدر الحراري للمراجل البخارية هو إما الوقود الصلب ( فحم الكوك عادة ) ..أو الوقود السائل ( الفيول عادة ) , مرجلين من هذه المراجل الثلاث هما من صنع إسرائيلي (( مكتوب ذلك على لوحة معلقة على كل واحد من المرجلين )) ويعملان على الوقود شبه المعجون (( مزيج نشارة الخشب والفحم الحجري المتوفرين في السويد مع الفيول المستورد )) , وهي طريقة إسرائيلية من جانب , وهدية من يهود مدينة هلسنجبورج — اللذين هاجروا من ألمانيا إليها في الحرب العالمية الثانية — والذين لا يتجاوز عددهم الألف , إلى أهل مدينة هلسنجبورج من جانب آخر 000 والغاز الناتج عن الحرق ( وهو يحوي نسبة كبيرة من غاز الكبريتي SO2 السام ) يغسل ويعالج بمحلول كربونات الصوديوم , أو معلق الكلس , حيث يتحول غاز الكبريتي إلى مادة بيسلفيت الصوديوم أو الكالسيوم , هاتين المادتين اللازمتين لصناعة عجينة الورق , هذه الصناعة المشهورة في السويد .
* ساءلت نفسي بعد الزيارة للمحطة , ماذا قدم المهاجرون العرب والمسلمون في مدينة هلسنجبورح , للمدينة , ( وعددهم كان يبلغ في ذلك العام 1993 م 6,300 نسمة ) 000لا شيء سوى البطالة 000 ودخان الأراكيل 000 والتسول بقبض الإعانة الشهرية التي تمنها عليهم الأمم المتحدة عن طريقة حكومة السويد .
* أسألكم الله يا عرب و يا مسلمين 000 أما آن لهذا الليل أن ينبلج 00أما آن لنا أن نفيق من غفلتنا 00أما آن لنا أن نفهم ما يجري من حولنا 00أما آن لنا أن نستوعب ماذا يحيكه الغرب والشرق ومن ورائهم الصهيونية لنا 000 أما آن لنا نسلك سبيل العلم 0000 أما آن لنا أن ندخل عصر التكنولوجيا الحديثة بعد أن فاتنا عصر البخار وعصر الكهرباء وعصر الذرة .
الصورة الأولى : شركة تتراباك في مدينة { لوند سكرونا } في جنوب السويد .