المقالات »

مسك وعنبر: المسك

مسك وعنبر

القسم الأول : المسك Musk
وما أدراك ما المسك . الذي يقول فيه مجنون ليلى :
عشقتك يا ليلى وأنت صغيرة = وأنـا ابـن سـبع مـا بـلغـت الثمانـيـا
وقـالوا عـنـك ســوداء حـ بشـيـة = ولولا سواد المسك ما انباع غاليا

أولا : مسك الغزال :
مسك الغزال هو الإفراز الجاف من الجريبات القلـفية لأيل المسك الذكر ، وهو من ذوات الحافر ، ويسكن المناطق الجبلية في سلاسل الأطلسي وهيمالايا . وتعرف منه أنواع أخرى تجارية هامة ، منها : مسك كريسوغيتر M.Chrysogater . مسك سيتانيكوس M.Sitanicus . مسك سبريكوس M.Sibiricus . وهذه الحيوانات ذات فرو بني غامق ، وبقع كريمـيّة اللون فوق الحلق .
يوجد المسك في السوق التجارية في أربعة أنواع معروفة تماماً ، وكما يلي :
1- تونكين Tonquin
2- كابردين Cabardine
3- يونان Yunnan
4- آسام ونيبال Assam and Nepaul
ويحتل مسك تونكين المقام الأول ، ويأتي من التيبت وشيشوان ، وجبال الأقاليم المجاورة . ويشكل هذا النوع 85 % من إجمالي الاستيراد .
مسك الجلد الأزرق (( Blue Skin Muskإن الشكل التجاري لهذه المادة العطرية من أكثر الأشكال قيمة ، ولكن يقال بأنه مسك تونكين العادي الذي خضع للتحويل على أيدي الخبراء من السكان المحليين في شانغهاي . وقد تمت بأناقة إزالة الجانب الداخلي للغطاء الجلدي ، فتخلف غشاء أزرق ناصع “فولاذي” . يعرف أحياناً بـ “الزغب الأزرق” .
حب المسك ( Grain Musk) يتألف من الإفراز الجاف مع الأشعار ، الخ ، الذي يزال بعناية من السنفة . والحبوب غير منتظمة وزلقة ، ذات لون بني يميل إلى الحمرة إلى أسود ، وينشر رائحة مميزة نفاذة وثابتة . ويجب ألا تحتوي على أي غشاء ، لأنه ميال إلى الفساد .
مسك الكاباردين ( ( Cabardine Musk يوجد في نوعين : الصيني والروسي ، لكنهما أدنى قيمة من النوعين السابقين . وعبارة “كابارغا Kabarga” ذات مغزى تجاري ، لكونها التسمية المحلية لأيل المسك في جبال الأطلس ، وفي منغوليا الخارجية ، وتخوم سيبيريا الجنوبية .
مسك آسام ونيبال (Assam and Nepal ( Muskيوجد في سنفات صغيرة جداً ، لكن هذه الأنواع ليست ذات قيمة كبيرة .
صيد الأيائل :
مع أن أيل المسك يعيش في منطقة واسعة من آسيا الوسطى ، فإن الحيوانات التي تعطي أفضل أنواع المسك توجد في التيبت ، وخصوصاً في سهول كوكونور . ويتم اصطيادها بإحدى طرق ثلاث ، ولسوء الحظ ، لا يميز الصيادون بين الذكور والإناث ، وبالتالي يكون احتمال انقراض النوع غير بعيد.
الطريقة الأولى : الصيد بالرصاص ، ليست هي الطريقة الأسهل ، لأنها تتطلب من الصياد أن يتسلق بين الأماكن الجبلية المنعزلة ، كصياد الشمواه . يوجد هذا الحيوان صيفاً ، بصورة نادرة فقط تحت مستوى 8000 قدم ، ويخفي نفسه عادة بشكل جيد في أدغال البتولا الكثيفة ، والوردية ، والعرعر . يضاف إلى ذلك أنه حيوان منفرد ، قادر على الاحتمال ، ذو مزاج انعزالي لا ريب فيه ، وقلما يوجد مثنى مثنى ، ولا يظهر في قطعان أبداً . علاوة على ذلك ، يجب على الصياد المحافظة على الهدوء التام عندما يكون قريباً من طريدته ، لأن للأيل حاسة سمع حادة إلى حد كبير . ومن الغريب حقاً أن تستخدم هذه القدرة الواقية أحياناً ، لجر الأيل الهارب الحذر إلى حتفه . فالصياد الذي يختار مكاناً ملائماً له ، يبدأ بعزف لحن مثير بنايه ، ليشدد من دهشة وفضول كافة أيائل المسك في منطقة واسعة . فالأيل الذي لم يألف إيقاعاً رخيماً كهذا ، بين الأجراف القاحلة ، والمعقل الصخرية النائية ، يسمح لإعجابه المتحمس بتهدئة حذره الغريزي ، فيقترب بشكل كاف من مكان الكمين ، متيحاً الفرصة لقتله بسهولة .
الطريقة الثانية : لصيد الأيائل فأقل رومانسية ، ولكنها فعالة أكثر ، وتتضمن تشريك الأيل بالشبـاك والأشراك ، بوضعها في طرق مروره المعتادة . وحتى هذه الطريقة صعبة بسبب الحذر المفرط للطريدة .
الطريقة الثالثة : والتي تتضمن نصب أشراك تساق الأيائل إليها . يجري اختيار ممر عميق ذي شكل مناسب ، فيسد من النهايتين والجانبين بشجيرات كثيفة شائكة ، تبلغ من المتانة ما يكفي لمنع الأيل من اجتازها . ينتشر الصيادون بعد ذلك بشكل مروحة ويتقدمون باتجاه المركز، نحو فتحة في الممر وهم يطلقون صرخات عالية ، في خطة لدفع جميع أيائل المنطقة نحو الشرك المهيأ . وعند نجاح المناورة ، يقوم صيادون آخرون كانوا يترصدون بإكمال المطاردة ، وذلك بسد النهاية المفتوحـة للشرك، بشباك متصلة خضراء من القنب البري لكي يفلتون من رؤية الضحايا المتجهة إليها .
جمع المسك :
لا تعطي الحيوانات الصغيرة إفرازاً كبيراً ، لذلك لا تستحق القتل . والذكور التي يبلغ عمرها عشر سنوات تقريباً ، هي الأكثر قيمة ، إذ يتوقع أن تعطي 0.5 – 2 آونساً من المسك . فبعد قتل الحيوان ، تستأصل الغدة بالكامل ، وتجفف بإحدى طرق ثلاث : التجفيف بأشعة الشمس ، أو التجفيف فوق موقد مسخن ، أو التجفيف بالغمر في الزيت الحار .
وتفتقر الغدة الطازجة ، بشكل كامل تقريباً إلى الرائحة المميزة التي تظهر بعد تجفيفها . فهم يتركون سنفات المسك في حالتها الخام المجففة ، أو شبه المجففة ، مع غطاء خارجي من الشعر والجلد ، لأن الرائحة التي تنتشر من السنفة هي رائحة الجلد غير المعالج . أما اليوم ، فيجري فصل جزء كبير من الجلد والشعر عن السنفات، ويسمح بنقعها في الماء بعض الوقت، لإعادتها إلى حالتها الطبيعية اللينة . فتنشر عطراً سائغاً وممتعاً . تتركز تجارة المسك الصيني بصورة رئيسية في إقليم سيشوان ، وإلى حد ما أيضاً ، في سونغ بان ، وشينغ تو . وينقل للتجارة بحراً عن طريق هونغ كونغ ، أو شنغهاي ، ولكن كمية كبيرة منه تستهلك في الصين ، لأنه يعتبر كدواء مقو للباه .
غش المسك :
يتعرض المسك للغش بالتراب ، أو بالدم المجفف ، الخ . لكن يمكن كشفه بالترميد ( تحويله إلى رماد بالحرق ) ، وبالفحص المجهري . إن نسبة الرماد هي 8 % ويجب ألا تتجاوز درجة الرطوبة 15 % . ولكن يجب أن نتذكر بأن هذا لن يدفع المشتري العادي إلى إجراء الفحص الكامل لكل صفقة يبتاعها . وأفضل ما ننصح به هو ” أن يتم الشراء من شركة ذات سمعة حسنة ، وتقبل تأكيدهم بخصوص النقاوة ” .
يستخدم الصينيون أداة سبر لاستخراج حبة المسك من السنفة من خلال فتحة مركزية . وبهذه الطريقة يمكن فحص الحبة وإعادتها إلى داخل السنفة ، دون تشويه منظرها بأية طريقة .
تخاط السنفات أصولاً ، لحمايتها من تأثير الماء والهواء ، في جلد عجل طازج ، يصبح عند جفافه صلداً كالحجر . فضلاً عن نقل الرزمة تحت أختام الجمارك ، فإنه يتعذر فتحها ، وحتى عند وصولها ، فإن فتحها ليس بالأمر السهل . ويبدو أن تنفيذ العملية يتم من قبل الجمارك ، بعد تسليم البضاعة للتجار .
الرائحة :
تبين بعزل المصدر ذي الرائحة ، الذي يوجد إلى مدى 2 % . إنه كيتون على شكل زيت طيار ، ذو لون بني غامق ، يحمل رائحة المسك الشديدة ، أطلق عليه اسم المسكون .Muskone
يتعب العطر المنتشر من هذا القوام الأعصاب الشمية بسرعة ، ولكن الصفة المميزة للمادة التجارية ، هي أنها تبدو أحياناً ، وكأنها فقدت كامل رائحتها ، وخصوصاً إذا حفظت في وعاء محكم السد فترة طويلة . ولكن الرائحة تعود إلى الظهور من جديد ، عند معالجة السنفات بكميات بسيطة من النشادر أو القلويات الأخرى .
وقد طرحت في الأسواق مادة ذات رائحة قوية ، تضاهي رائحة المسكون ، سميت ” اكزالتون Exaltone ” ، وتباع على شكل محلول كحولي عيار 10 % . ( يشبه المسكون والإكزالتوليد Exaltolide ) .
الذوبانية :
يحل الماء حوالي 50 % من المسك غير المغشوش ، في حين أن نسبة 10- 20 % ذوابة في الكحول المركز .
الاستخدامات :
على الرغم من كثرة أنواع المسك الصناعي ، إلا أنه ، ومن دون شك ، لا يمكن الاستغناء عن المادة الخام الطبيعية في صناعة العطور . فبقدر ما هي مهمة من أجل رهافة رائحتها ، هي مهمة أيضاً من أجل قوتها الانتشارية العجيبة ، والعطور التي لا تحتوي على بعض من مادة المسك تفتقر إلى الحيوية . وتكمن مهارة الاستخدام في القدرة على توظيف القليل جداً من المسك ، لتعزيز الرائحة الأساسية بحيث يبدو العطر وكأنه لم يتبدل أثناء التبخر المعالجة اليدوية : يجب توجيه اهتمام خاص عند معالجة هذه المادة الخام ، لأن إزالة رائحتها عن اليدين ، وعن أدوات المخبر ، عملية صعبة نوعاً ما . والكافور والبنزالدهيد هي أفضل المواد لهذا الغرض ، وقد استخدم المحلول الكحولي لهاتين المادتين
المسكون Muskoneهو كيتون عطر جداً ، يوجد في المسك الحيواني ، والمركب المحضر صناعياً والذي يسوق كما ذكرنا سابقاً تحت اسم ” اكزالتون ” . ويعرف كيميائياً باسم سايكلوبنتاديكانون أو كيتون C15

ثانيا : زيت فأر المسك Musk Rat Oil : هو واحد من أكثر النواتج حداثة ، وهو زيت أصفر فاتح ، يحمل رائحة مسكية . وفأر المسك حيوان قارض ، قريب من حيوان القندس ، يعيش على نطاق واسع في أمريكا الشمالية ، حيث يتم اصطياد الملايين منها سنوياً للحصول على جلودها ، التي يتكون منها فرو الموسكاش الشهير . تحمل فئران المسك ، رائحة شبيهة برائحة مسك الغزال تنشأ من غدد في البطن . وتتم معالجة الغدد بتعريضها قليلاً للدخان ، للحيلولة دون فسادها ،

ثالثا : أنواع المسك الصناعي Musks, artificial
هي ثنائي أو ثلاثي نترو تولوينات ، أو زيلينات البوتيل المشابهة ، أو مركبات نترو أخرى وثيقة الصلة ، والتي لا تربطها بالمسك الطبيعي علاقة كيميائية ، لكنها تقاربه قليلاً في قيمة الرائحة التي منها :
1 – زيلين المسك Musk Xylene C4H9.C6(NO2)3.( CH3 ) ويسمى مسك باور، ينصهر بدرجة 112-113° م ، عندما يكون نقياً . يوجد زيلين المسك بشكل بلوري متغير ، وبالرغم نقاوته التامة ينصهر بدرجة منخفضة 105- 106 ° م . ولو صُهر وسمح له بالتجمد فسوف يتحول إلى حالة “مستقرة” درجة الانصهار الصحيحة . كان فيما مضى يُغش كثيراً بالأسيتانيليد . ولكنه قلما يُغش اليوم نظراً لانخفاض ثمنه . رائحته مسكية ، لكن يعدّلها نوع من شائبة دهنية ، عند مقارنتها بالأنواع الأخرى من المسك الصناعي .
وهو مفيد جداً في عطور الشامبو ، ويمكن أن يذوب في بنزوات البنزيل أو فثالات الإتيل . وربما وجد زيلين المسك ، أوسع استعمالاته في صناعة عطور الصابون ، لأنه يضفي على قطعة الصابون عذوبة لا يمكن تحديدها ، ولا يمكن الحصول عليها بمواد أخرى . ويأتلف بشكل جيد مع جميع المواد الخام تقريباً في صناعة عطور الصابون .
2 – كيتون المسك Musk Ketone هو الناتج الأكثر كلفة ، وهو المشتق الأسيتيلي لـ دي نترو بوتيل زيلين
Di-Netrro-Butyl-Xylene CH3.CO.C6(C4H9)(CH3)2(NO2)) ينصهر بدرجة 135° م ، يحمل رائحة أكثر قرباً من رائحة المادة الطبيعية . ويعرف أيضاً باسم مسك C . وهو مقبول أكثر في صناعة العطور اللطيفة .
3 – حب المسك Musk Amberette قد يكون الناتج الصناعي الأكثر أهمية . يذكر ، بالرغم من أنه ثابت ، بزيت بذور حب المسك أكثر مما يذكر برائحة المسك الطبيعي . وهو مشتق الميتوكسي لمسك باور Baur II ، ويوصف بأنه ثلاثي نيترو بيوتيل ميتا كريزول ميتيل إتير Tri-Nitro-Butyl-Meta-Cresol-Methyl-Ether . ينصهر بدرجة 85° م تقريباً ، وهو ذواب في ثلاثة أضعاف وزنه من بنزوات البنزيل . وصيغته هي: C4H9.C6(NO2)3.CH3.OCH3 تستخدم النواتج الثلاث السابقة ، والتي ذكرناها باختصار على نطاق واسع في صناعة العطور لأنها أقل ثمناً من المسك الطبيعي .
يلقى كيتون المسك استعمالاً واسعاً جداً من قبل صانعي العطور بسبب طلاوة رائحته بالمقارنة مع الكيتونات الأخرى .


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

,