2 – قصب السكر
مقدمة
يعتبر السكر من السلع الإستراتيجية الهامة بالنسبة لجميع بلدان العالم حيث يأتي السكر بعد القمح والأرز في الأهمية الاستراتيجية .
وتعتمد صناعة السكر في المقام الأول على محصول قصب السكر فهو مصدر هام من مصادر إنتاج السكر كما يستعمل في أغراض المص واستهلاك العصير الطازج وصناعة العسل الأسود بالإضافة إلي العديد من الصناعات القائمة على مخلفات قصب السكر مثل : الخل وكحول الإيثانول والبوتانول والأسيتون وخميرة العجين وغاز الكربون من المولاس , ولب الورق والخشب الحبيبي من الباجاس . بالإضافة إلي الصناعات الثانوية كالشمع , وكذلك بالإضافة إلي الاستفادة من مخلفات الحقل في موسم الحصاد باستعمال القالوح ( الزعازيع ) والأوراق الخضراء في تغذية المواشي . وبحرق السفير يمكن التخلص من غالبية الحشرات والأمراض الضارة المختبئة بالتربة أو المتطفلة على الحشائش كما يساهم الرماد المتخلف عن الحريق في زيادة خصوبة التربة ، ويمكن تحويل جزء من الأوراق إلي سماد عضوي.
ويساهم قصب السكر بنحو 70 % من الإنتاج الكلي للسكر في العالم وتعتبر البرازيل وكوبا والهند أهم الدول المنتجة . وفي البلاد العربية تعتمد كل من مصر والمغرب العربي والعراق في إنتاج السكر على قصب السكر والبنجر بأن واحد حيث يساعد مناخ ومساحة هذه الدول العربية الثلاث على زراعة المحصولين , كما تعتبر السودان من البلاد العربية التي تعتمد بانتاج السكر على محصول قصب السكر فقط . وفي لبنان كان هناك مصنعا للسكر قرب مدينة طرابلس يعتمد على قصب السكر ولكنه توقف عن العمل في بداية النصف الثاني من القرن العشرين الماضي لعدم الجدوى الاقتصادية للمصنع والمزارع .
وفي كافة البلاد العربية المنتجة للسكر , تعتبر كمية السكر المنتجة أقل من كمية السكر المستهلكة لذلك يغطى هذا العجز إما بتكرير السكر الخامي المستورد , أو باستيراد السكر الابيض الجاهز للاستهلاك مباشرة
الأرض المناسبة
القصب من المحاصيل النجيلية المجهدة للأرض الزراعية ويمكث في الأرض فترة طويلة ويعطي محصولاً كبيراً من العيدان والأوراق مما يجعله يمتص من الأرض كثيراً من العناصر الغذائية بها والعناصر الغذائية المضافة في صورة أسمدة كما أن القصب من المحاصيل التي تستهلك حوالي كميات كبيرة من مياه الري بطريقة الري بالغمر .
ويجب أن يتوفر في الأرض التي يزرع فيها القصب الشروط الآتية :
* أن تكون خصبة من أراضي الدرجة الأولى أو الثانية على الأقل حتى يمكن الحصول منها على محصول مجزي يعوض ارتفاع تكاليف الزراعة ويحقق ربحاً للمزارعين .
*أن تكون سهلة الري مع توفير المياه وانتظامها طول فترة الزراعة حتى لا يتأثر المحصول بنقص المياه.
* أن تتوفر فيها شبكة صرف جيدة للتخلص من المياه الزائدة وما تحمله من أملاح .
* أن تكون الأراضي المختارة لزراعة القصب سهلة المواصلات لتقليل تكلفة نقل القصب إلى المصانع وتقليل إمكانية حدوث تدهور أو نقص في صفات الجودة الناتجة عن تأخير التوريد .
الدورة الزراعية وتوحيد الأعمار
يزرع القصب في تجميعات ذات مساحات كبيرة بحيث يمكن الحصول علي الغرس والخلفة الأولى والثانية والثالثة فقط مما يؤدي إلي مزايا عديدة منها :
أ- القضاء علي الخلف المسنة ضعيفة الإنتاج.
ب – توحيد العمليات الزراعية في كل تجميعة.
ج – سهولة استخدام الميكنة الزراعية في العمليات الزراعية المختلفة .
د – تنظم عمليات الكسر والتوريد إلي المصانع.
هـ – عدم تكرار زراعة الأرض بالقصب وتعميم التقاوي المنتقاة والمعالجة ضد الأمراض.
ز – سهولة مقاومة الآفات .
ميعاد الزراعة
أنسب ميعاد لزراعة القصب الربيعي تكون خلال شهري فبراير ( شباط ) ومارس ( آذار ) . وأنسب ميعاد لزراعة القصب الخريفي خلال شهري سبتمبر ( أيلول ) وأكتوبر ( تشرين أول ) .
وميعاد الزراعة من العوامل المؤثرة على جودة المحصول ومحتوياته السكرية.
إعداد الأرض لزراعة القصب
تتلخص خطوات إعداد الأرض للزراعة في العمليات التالية :
1- الحرث السطحي
عقب كسر الخلفة الأخيرة وحرق السفير الخاص بالمحصول السابق والتخلص من بقايا الخلف السابقة وذلك بفرم أرض القصب بواسطة المفرمة الآلية .
2- الحرث العميق ( تحت التربة ) بعمق 60- 80 سم في اتجاه واحد بهدف تحسين الصرف وتكسير الطبقة الصماء الموجودة تحت الطبقة الطينية وإعداد مهد جيد للجذور حيث تمتد 90 % من جذور القصب في هذا الحيز .
3- تنعيم التربة
يتم تنعيم التربة بعد الحرث العميق آليا أو بالوسائل البلدية وذلك بهدف تقليل الإعاقة الميكانيكية للجذور وتيسير اختراقها وتغلغلها بالتربة .
5- نثر الجبس الزراعي ( كبريتات الكالسيوم المائية ) :
الذي يعمل على خفض درجة القلوية . ويزيد من التهوية علاوة على تحسين خواص التربة لوجود عنصر الكالسيوم وتتم إضافة الجبس الزراعي علي سطح التربة .
زراعة القصب
تتم زراعة القصب بوضع عقل التقاوي ( تحتوي كل عقلة علي 3-4 عيون ) ثم يتم تغطية التقاوي بالتراب على ألا يزيد سمك الغطاء عن 5 سم حتى لا يتأخر الإنبات وظهور الحشائش فوق سطح التربة .
يحتاج الهكتار إلي 9 – 12 طن من التقاوي حسب طريقة الزراعة ومعدل التخطيط
اختيار التقاوي
يفضل تسميد الحقل الذي سيتم استخدام القصب منه كتقاوي تسميداً جيداً خاصة السماد النيتروجيني , ويفضل اختيار التقاوي من حقول غرس ( بكر) أو خلفة أولى علي الأكثر ومن حقول جيدة ذات قصب قوي النمو سليمة خالية من الإصابات المرضية والحشرية مع تجنب اختيار التقاوي من القصب الراقد أو المصاب بالثاقبات أو الحشرة القشرية الرخوة أو الفيران.
العزيق
تعتبر عملية العزيق من العمليات الهامة التي تهدف إلى :
1- التخلص من الحشائش التي تعتبر منافسة للمحصول في استهلاك مياه الري والعناصر الغذائية. ومن العوائل البديلة للحشرات والأمراض.
2- تكويم ( ترديم ) الأتربة حول قواعد النباتات يساعد على نمو البراعم السفلي وهذه تزيد من كمية المحصول , كما أن زيادة الترديم حول النباتات يساعد على انتشار المجموع الجذري وتثبيت النباتات وتقليل الرقاد وعدم ظهور علامات العطش.
3- زيادة التهوية مما يساهم في تحسين أداء الجذور لمهمتها في امتصاص المياه والعناصر الغذائية.
التسميد
نبات قصب السكر ذو مجموع خضري كبير وساق ذات عقل ومجموع جذري قوي، النبات الذي يكون نموه ضعيف تظهر عليه علامات التقزم ونقص العناصر السمادية ويكون تخليقه ضعيف .
امتصاص الأسمدة
يزيد نشاط امتصاص القصب في عمر من 3-6 شهور ومن الممكن استمرار امتصاص الأسمدة حتى 12 شهر وأصناف القصب تختلف في درجة امتصاصها للسماد وزيادة إضافة السماد في التربة حسب التوصيات الفنية تزيد من امتصاص النبات لها.
علاقات المناخ ومياه الري بالسماد
– يظهر نقص السماد في أوراق النباتات التي تتعرض للعطش.
– درجة الحرارة العالية تؤدي إلي ظهور نقص السماد، وذبول النباتات وإذا زادت مدة العطش تؤدي إلي :
أ – جفاف سطح التربة وقلة الاستفادة من الأسمدة المضافة.
ب – قلة تعمق الجذور وقلة امتصاصها للأسمدة.
ج – قلة النتروجين المخزن في الجذور والأوراق.
د – جزء من النتروجين يتحول إلي نتريت غير مفيد للنباتات.
هـ – وزيادة مياه الري تؤدي إلي فقد جزء بالغسيل في ماء الري لذلك يجب التحكم وضبط مياه الري حتى لا يفقد السماد.
إضافة الأسمدة لحقول القصب
تضاف الأسمدة الآزوتية فقط في حقول القصب علي دفعات ويضاف سرسبة بجوار نباتات القصب في الغرس وبين الخطوط في الدفعات الثانية والثالثة والخلف.
ويضاف السماد البلدي عند خدمة الأرض قبل الزراعة ويحرث بها.
أولاً : العناصر الكبرى
1- التسميد النيتروجين
* أعراض نقص النيتروجين
– اصفرار الأوراق (لأن النيتروجين يدخل في تركيب الكلوروفيل ).
– ضعف النمو (قلة السمك وقصر طول العيدان ).
– انخفاض محصول العيدان ونسبة السكر.
* أضرار زيادة النيتروجين
– استمرار النمو الخضري وتأخير عملية انتقال وتخزين السكر.
– زيادة نسبة السكريات الأحادية (الجلوكوز والفركتوز) مما يؤثر سلباً علي تبلور السكروز (سكر ثنائي) وزيادة فقده في المولاس.
2 – الفوسفور والبوتاسيوم : الاهتمام بإضافة أسمدة هذين العنصرين لما لهما من أثر كبير في زيادة مردود الحقل ونسبة السكر في القصب