المقالات »

قصص من ذكرياتي في مركز البحوث الصناعية بجامعة مدينة أضنة في تركيا – 2

قصص من ذكرياتي في مركز البحوث الصناعية بجامعة مدينة أضنة في تركيا
2005- 2015 لحل المشاكل التكنولوجية في بعض المصانع
القصة الثانية : النحل في مصنع الراحة ( راحة الحلقوم ) بأضنة
طلب مني السيد مدير مركز البحوث الصناعية السيد ( علي بيك تالتاي ) . والوقت بعد الظيرة . ضروة الذهاب فورا إلى مصنع الراحة لأخيه الشقيق السيد ( خلوق بيك تالتاي ) , لحل مشكلة كبيرة هناك , حيث أصيب معظم العمال , إضافة إلى نقل من إصابته أكبر إلى المشفى .
فقلت له : ماذا حدث ؟ .
أجابني لا وقت للشرح , عليك الذهاب فورا , والسائق بانتظارك , والمصنع على طريق أضنة – مرسين على بعد 15 كم عن أضنة .
وصلت المصنع , فوجدت العمال , قد أغلقوا صالة المصنع , وهم في باحة المصنع . هذا يده متورمة , وهذا وجهه , وهذا رقبته …. ألخ .
لم يكن خلوق بيك هناك , ربما نقل من إصابته أكبر إلى المشفى . فسألتهم ماذا حدث , قالوا ونحن في داخل الصالة , منا من يطبخ الراحة , ومنا من يقطعها , ومنا من يغلفها . فوجئنا بملايين النحل البري المتوحش يدخل الصالة , ولم ينفذ منا أحد بلسعة من مكان ما من جسده أم أكثر . فخرجنا من صالة العمل وأغلقنا بابها , ولجأنا لمحل بيع مواد زراعية قريب منا نسأله ماذا نفعل , فقال : لو أعطيتكم مبيد حشري لقتل أو طرد النحل , فلديكم داخل الصالة مادة غذائية ستلوث بالمبيد .
فتحت باب الصالة , فصدقا لم أرى ما في داخلها من كثرة النحل الذي يطير داخلها .
تذكرت عملي في مصنع النشاء والجلوكوز في شركة سكر حمص عام 1964 حيث كنا نحرق الكبريت وننقع الذرة بمحلول غاز الكبريتي الناتج عن الحرق , ومن المعروف أن هذا الغاز يستعمل للتعقيم وقتل الحشرات في الحبوب الفواكه المجففة كالتمر والمشمش وغيرها , ويقصرها لونها .
ذهبت إلى محل بيع المواد زراعية , وقلت له هل عندك كبريت بودرة , قال نعم وهي معبأة بأكياس كيلو كيلو . فأخذت منه خمسة أكياس وعدت للمصنع , فطلبت من العمال إحضار برميل معدني , ووضعنا بعض الأخشاب فيه للحرق , وكذلك أكياس الكبريت الخمسة , أشعلنا الخشب وفتحنا باب الصالة ودفعنا البرميل المشتعل لداخل الصالة وأغلقناه ثانية .
وبعد ساعة فتحنا باب الصالة , لم نرى أية نحلة تطير بل الكل قد قتل , ولكننا لم نرى برصلان أرض الصالة الذي كان مغطى بسماكة 10 سم من أجساد النحل الميت , الذي جمعناه وكان وزنه 65 كغ , عدا النحل الساقط في حلل الطبخ أو على طاولات سكب الراحة وتقطيعها وتجهيزها . مع ملاحظة أن لون الراحة المطبوخ أو المسكوب قد أصبح بلون أفتح من السابق المعتاد , وهذه صفحة حسنة وجيدة .
في اليوم التالي قال لي السيد علي بيك تالتاي : إن إخي خلوق بيك يشكرك . وقد تبرع للمركز بمبلغ ضخم من المال ( 10,000) ليرة تركية على ما أذكر .
قلت له : هذا مبلغ كبير , قال : هذا من وجهة نظرك , ولكن من وجهة نظر ( خلوق بيك ) لقد انقذناه , لأن لديه عقد تصدير كبير لراحة الحلقوم بأنواعها إلى ألمانيا , كما أن المبلغ المتبرع سيخفض من ضرائبه حسب القانون المالي في تركيا .
هذه المشكلة حدثت قبل سنوات , وحتى تاريخه , فإن السيد خلوق بيك , يرسل لي مع سائقه في كل رمضان وكل عيد طردا معبأ بأنواع الراحة مع قنينتي عطر فاخر واحدة لي والأخرى لزوجتي .
صباحكم ومسائكم حلو وعطر وفل وياسمين, وإلى اللقاء في قصة أخرى إن شاء الله


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

,