المقالات »

قصة كتاب 1

1 – كتاب الصابون والشامبو والمنظفات الصناعية :

في تبادل علمي وتجاري بيني وبين شركة هنكل في مدينة ديزلدورف في ألمانيا عن طريق وكيل الشركة في سورية السيد ريشارد بيتنجانة . سافرت إلى ألمانيا في نهاية العقد السابع من القرن العشرين السابق . دفعت ثمن التذكرة دمشق – دبزلدورف – دمشق في ذلك الوقت 3.500 ليرة سورية أي مايعادل تقريبا 900 دولار في ذلك الوقت .
وبعد اسقرار الطائرة في طيرانها . سمح لنا بفك الاحزمة , فأخرجت من حقيبتي دفتر وقلم , دونت وسحلت فيه المواضيع التي سابحثها مع كيميائي وموظفي شركة هنكل .
وبما أن الرحلة من دمشق إلى مطار فرانكفورت بألمانيا تستغرق حوالي ثلاث ساعات ونصف . وعندي متسع من الوقت , وضعت أيضا الهيكل العظمي ( الفهرس _ المحتويات ) لموضوع كتاب في اللغة العربية يبحث في : صناعة الصابون والشامبو والمنظفات الصناعية ,
وصلت الطائرة مطار فرانكفورت , فنزلت إلى طابق تحت الارض حيث يوجد قطار سريع أقلني بنفس التذكرة إلى ديزلدورف . وتسغرق الرحلة في القطار حوالي ثلاث ساعات , أكملت خلالها وأضفت بعض المعطيات والمعلومات التي يجب أن أضعها في الكتاب .
استقبلني في محطة قطار ديزلدورف أحد موظفي شركة هنكل , وكان قد زارني في حمص في سوريا عدة مرات مع وكيل الشركة السيد ريشارد بيتنجانة , فاقلني إلى فندق قريب من شركة هنكل كان قد تم الحجز لي فيه . قضيت ليلتي في الفندق , وبعد تناول طعام الفطور في اليوم التالي جاء صديقي الالماني وأقلني إلى الشركة , حيث تم لقاء مع بعض فنيي وتجاريي الشركة باحثنا خلاله وناقشنا الامور العلمية والفنية والتجارية التي جئت من أجلها شركة هنكل .
في نهاية اللقاء في اليوم الاول . وتناول طعام الغداء . طلبت منهم تأمين زيارة لي لمكتبة الشركة شارحا لهم غايتي من هذه الزيارة . بأنني أرغب بمراجع بالانكليزية عن صناعة الصابون والشامبو والمنظفات الصناعية , وهي لديهم كثيرة . وكان لي ما أريد .
وساعدتني أمينة المكتبة في الحصول , على ما أريد وتصوير ما أريد من صفحات بعض المراجع , وأعارتني أيضا بعض المراجع أخذتها معي إلى الفندق أقرأها ليلا , وأترجم للعربية مايهمني منها , وما ما أخذته من تصور فوتوكوبي , وما نقلته بخطي في المكتبة ,
بقيت في ديزلدورف ثلاثة أيام , صباحا لقاءات مع فنيي وتجاريي الشركة أبحث معهم منتجاتهم الداخلة في صناعة الصابون والشامبو والكريم والمنظفات الصناعية , وبعد الغداء في مكتبة الشركة .
ولم تمضي الايام الثلاث إلا ومضمون الكتاب قد تم تقريبا .
سافرت بعدها بالقطار إلى مدينة هامبرج بألمانيا لزيارة شركة عطور للصابون والشامبو والمنظفات أتعامل معها , وبقيت في هامبورج ثلاثة أيام , أراجع ماكتبت .
عدت إلى سورية , وبقيت أيضا عدة أيام أراجع مسودة كتابي .
طلبت في حمص من السيد محمود طليمات مدير معهد الثقافة الشعبية , وهو معهد تابع لوزارة الثقافة السورية , موضوع إدخال دورة في المعهد عن صناعة الصابون والشامبو والمنظفات الصناعية , والدراسة في المعهد مسائية , وتم أخذ موافقة الوزارة للقيام بهذه الدورة التي تستغرق ستة أشهر تقريبا . يتعلم المنتسب للدورة كل شيء عن هذه الصناعة . وعينت مدرسا لهذه المادة . أدرسّ موضوع كتابي الذي وضعته أثناء سفري لألمانيا {{ إضافة أنني كنت مدرسا في المعهد لدورة تصليح وصيانة الأجهزة الكهربائية : الراديو والمسجلات والتلفزيون }} وتمت طباعة نسخ من الكتاب آنذاك على الالة الكاتبة- آلة الطباعة في حينها , ووزعت على المنتسبين للدورة .
طلبت من الاستاذ محمود مدير المعهد أن يقدم كتابي هذا إلى الوزارة لتبني طباعته , ليوزع على كافة المعاهد الثقافية في جميع أنحاء سورية , وهذا ماتم وكان . طبعت الوزارة الكتاب على نفقتها , وأعطتني مكافأة مقدارها خمسة آلاف ليرة سورية على تأليفه . على أن تأخذ الوزارة حق نشره لمدة خمس سنوات , وافقت على ذلك لأمرين إثنين :
الأمر الاول : أن هذا المبلغ أكبر من ثمن تذكرة الطائرة إلى ألمانيا .
الامر الثاني : سمعة أدبية وعلمية لي , بأن وزارة الثقافة قد تبنت طبع ونشر كتاب لطارق كاخيا
وبالمقابل كانت إبنة صديق لي . صاحبة { دار نشر جفرا } بدمشق , قد تبنت طباعة ونشر كتاب لي عن الاثر الكيميائي للتيار الكهربائي – ( طلي المعادن بالكهرباء ) – على أن تعطيني حقا لي ليس نقدا بل 10% من نسخ كل طبعة للكتاب , طلبت مني أيضا تبني طباعة ونشر كتاب : صناعة الصابون والشامبو والمنظفات الصناعية , وخاصة أن حق الوزارة قد انتهى فأذنت لها حق طبع ونشر الكتاب لمدة خمس سنوات أيضا إنتهت في عام 1995 م . على أن تعطيني حقي أيضا 10% من نسخ كل طبعة للكتاب ,
في عام 2003 م وكانت { دار جفرا } قد توقفت أعطيت حق طباعة ونشر الكتاب لـ { دار علاء } بدمشق , على نفس شروط { دار جفرا } . وتم طبع ونشر الكتاب بعد تعديله من قبلي على ما جد واستجد في علم صناعة الصابون والشامبو والمنظفات الصناعية . وما زال يطبع ويوزع حتى الان في كافة أرجاء العالم العربي .
ختاما الذي دفعني لكتابة قصة هذا الكتاب , هي عسى أن أبعث الحماس في علمائنا وكتّابنا على شتى إختصاصاتهم , ليفيقوا من رقودهم , ولينفضوا عنهم ثوب الكسل والتخاذل والتكاسل , بغية إغناء المكتبة العربية بمؤلفاتهم وترجماتهم . المردود المادي موجود والحمد لله كما فرأتم , والأهم منه السمعة الطيبة والأثر المبارك . بفوز قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : {{ إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية , وعلم ينتفع به , وولد صالح يدعو له }} ,
ولمن يعترض ويبرر كسله قائلا : أنا مشغول وليس لدي وقت . أقول : لو أن أحدنا قرأ أو كتب أو ترجم صفحة واحدة فقط في اليوم . نتيجة ذلك كتابا من 365 صفحة في العام , أنا عمري الان 80 عاما , فإذا حزفنا السنوات الثلاثين الاولى من العمر . معنى ذلك أنه يجب أن يكون لي 50 كتابا من تأليفي أو ترجمتي . , فكيف إذا كتبنا صفحتين أو أكثر , فلي من تأليفي وترجماتي والحمد لله 100 كتاب ونيف في اللغة العربية , و 54 كتابا في اللغة الانكليزية . في مواضيع شتى : قواميس , وكتب كيميائية وعلمية وأدبية وفقهية وتاريخية .
وإلى اللقاء مع قصة كتاب آخر .


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

, ,