في رثاء الأخ الفاضل : [[ عبد المنعم بن عبد الحفيظ السباعي ]] رحمه الله الذي اختاره الله إلى جواره الأحد 24 شعبان 1443 هجري موافق 27 آذار 2022 ميلادي
عـلـم هـوى فـلـتـبكه الأيـام = ولـيـنـعه الجود والأقـلام
أخـي في الله أبـا زياد = لـك مــنـي تـحية وسلام
وعليك من آل حمص كرامة = إذ حقك التبجيل والإكرام
إن لله عبادا قطعوا علائق الشهوات ، واتجهوا إلى الله عز وجل ، وتزودوا إليه بصالح العمل ، والصدقات التي ليس لها حدود , ومساعدة الناس , مع إخلاص النية ، وصفاء القلب ، وصدق الطوية .. وكذلك كان أبا زياد .
وتأتي هذه الكلمات بعد معذرة , وعلى استحياء ، شعوراً بمسؤولية الوفاء بمتابعة الطريق ، طريق أحد رجال أبدال حمص الشام , المؤمن الصابر ، طريق الغني عن كل تعريف ، أخي ورفيق دربي وشريكي وسميّ , الأخ الفاضل أبو زياد .
لقد علمتنا عقيدتنا أن الخلود لله عز وجل . وإن كل من عليها فان ، وإن فقد أعلام الأمة امتحان لأبنائها ، فكل واحد من هؤلاء الأعلام بشر من البشر ، ولكنه تعالى عن حطام الدنيا ، وارتفع فوق ترابها وشهواتها وأهوائها ، فكان المنار الهادي ، والقدوة الأمين . وما أبا زياد طيب الله ثراه ، إلا واحد من هؤلاء الأفذاذ . فقد حمل راية الدين الحق الصحيح ، جواداً وكريماً , صادقا مخلصا , حتى اختاره الله إلى جواره ، وقبضه إلى رحمته .
فاللهم أمطر فقيدنا وابل رحمتك ورضوانك ، وأنزل السكينة في قلوب أهله وأحبائه ، وهبنا من فضلك وعنايتك قوة تساعدنا على حمل الأمانة من بعده .
وفي الحديث الشريف الذي يرويه مسلم : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له . فبارك الله في صدقاتك وإحسانك وكرمك وجودك , وبارك الله ببناتك الصالحات المؤمنات العابدات , وأنا شهيد على ذلك .
سئل النبي محمد صلى الله عليه وسلم : أي جلسائنا خير يا رسول الله . فقال صلى الله عليه وسلم : من ذكرتكم بالله رؤيته ، وزاد في علمكم منطقه ، وذكّركم بالآخرة عمله . وكذلك كان ابو زياد رحمه الله .
يا آل الفقيد وقرابته وأصدقائه لستم أنتم الذين فقدموه فحسب ، وإنما فقدته العديد من عائلات حمص في أفراحهم وأحزانهم , يصلح ما بين الناس ويكرمهم ويواسيهم ويشجعهم على الصبر , وأنا اشهد أنه وأنتم يازوجته وبناته أنكم من الصابرين , وعلى خطاه سالكين سائرين .
رحمه الله واسكنه فسيح جناته . وأسأل الله أن يجمعنا وإياه تحت ظل عرشه , مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم . اللهم آمين , اللهم آمين .
كتبه : أبو زياد طارق إسماعيل كاخيا
المقالات »