* نحن الآن في الأسبوع الأول من شهر محرم أحد الأشهر الحرام من السنة الهجرية الجديدة 1442 جعلها الله سنة خير وبركة على الناس اجمعين .
* إن يوم الهجرة يومٌ أغر محجل ، ومرحلة حاسمة في تاريخ الإسلام . فلقد فتحت خطوات محمد ﷺ من مكة إلى المدينة أبواب الخير المطوى في هذا الوجود ، وطمست معالم الكفر والفجور ، فلا وثنية , ولا إباحية ، ولا كسروية , ولا قيصرية , ولا جاهلية , ولا عصبية ولا حمّية ، ولكن أخوة إيمانية ، وسنة محمدية , وعدالة عمرية ، ومودة إنسانية .
* وكانت هجرة محمد ﷺ مفتاحاً لاستكمال الاتحاد بين المسلمين . وهل هناك مظهر للاتحاد أكرم وأعظم وأقوم من المؤاخاة بين المهاجر والأنصاري ، حتى يرث كل منهما يومئذٍ أخاه ، كما يرث الشقيق الشقيق
* هاجر ﷺ من مكة إلى المدينة وهو قائد الدعوة , ورسول الإنسانية , وحيداً في الصحراء ليس معه جند تحميه ، ولا حرس تمنع عنه الأخطار ، وتصفق له على جنبات الطريق . ولكن ملائكة السماء تحميه وترعاه . ونزل بذلك قرآناً يتلى , إذ يقول رب العرش العظيم في كتابه المكنون :
{{ .إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }} سورة التوبة الآية ( 40 ) .
* ونحن الآن أحوج ما نكون إلى هجرة حقه لا نترك فيها أرضنا بل هجرة نترك فيها فرقتنا ، ونترك فيها لهونا , هجرة تتحد فيها الصفوف ، وتتآخى فيها القلوب , ويجتمع فيها الشمل , وتتآزر فيها النفوس . هجرة نترك فيها الضلال إلى الهدى , والغي إلى الرشاد واللامبالاة إلى العمل والجد .
هجرة تبعث فينا من جديد روح الأخوة والوحدة والقوة والمحبة لنكون صفاً واحداً أمام كل من أراد بنا شراً ، أو اغتصب لنا أرضاً ، أو انتهك لنا عرضاً .
المقالات »