غداً اليوم الأول من السنة الهجرية الجديدة جعلها الله سنة خير وبركة على الناس اجمعين .
* إن يوم هجرة محمد ﷺ يومٌ أغر محجل ، وفاتحة عهد جديد في تاريخ البشرية جمعاء .
لقد كانت هجرة محمد ﷺ ثورة على الفساد ، والضلال ، والطغيان , والكفر , والفجور , والوثنية . ومفتاحاً لاستكمال الاتحاد بين المسلمين . وهل هناك مظهر للاتحاد أكرم وأعظم وأقوم من المؤاخاة بين المهاجر والأنصاري .
{ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ * قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ } سورة سبأ الآيتين ( 48 – 49 ) .
* هاجر ﷺ من مكة إلى المدينة وهو رسول الإنسانية , وحيداً في الصحراء ليس معه جند تحميه ، ولا حرس تمنع عنه الأخطار . ولكن ملائكة السماء تحميه وترعاه . ونزل بذلك قرآناً يتلى :
{{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }} سورة التوبة الآية ( 40 ) .
* ونحن الآن أحوج ما نكون إلى هجرة حقه لا نترك فيها أرضنا بل هجرة نترك فيها فرقتنا ، ونترك فيها لهونا , هجرة تتحد فيها الصفوف ، وتتآخى فيها القلوب , ويجتمع فيها الشمل , وتتآزر فيها النفوس . هجرة نترك فيها الضلال إلى الهدى , والغي إلى الرشاد واللامبالاة إلى العمل والجد . هجرة تبعث فينا من جديد روح الأخوة والوحدة والقوة والمحبة .
المقالات »