المقالات »

علم الأحجار الكريمة أو علم الجواهر

1 – تقديم :
هو علم التعامل مع الأحجار الكريمة الطبيعية والاصطناعية , و يمكن اعتباره ضمن الجيولوجيا و فرع من علم المعادن والفلزات. بعض تجار المجوهرات هم متخصصون أكاديمياً في علم الأحجار الكريمة وتم تدريبهم وتأهيلهم لتحديد وتقييم الأحجار الكريمة .
والأحجار الكريمة ( بالإنجليزية : Gemstone) هي أنواع مختلفة من الفلزات المتبلمرة مركبة من عنصرين أو أكثر، وتتكون أساساً من مادة السليكا silica مع وجود بعض الشوائب المعدنية , ويختلف نوع الحجر الكريم باختلاف المادة المكونة بالإضافة إلى السليكا, وتتواجد عادة في مناطق الطمي البركانية , كالحصى البركاني، وبخاصة في مناطق جريان الأنهار البركانية .
تركيب كل حجر كريم يختلف عن الأخر من حيث الظروف والعناصر المكونة ونوع الشوائب المتداخلة خلال عمليات التركيب الأساسية ، فالنظام الشبكي الكريستالي المكون لمعظم الأحجار الكريمة الرئيسية هي متشابه فيما بين تلك الأحجار والذي يميز حجرا عن الأخر هو عناصر التداخل خلال الانبثاق والتكوين الكريستالي السريع والذي يكرر العادة والنسق والأسلوب للمركز المتنوي عند بداية عملية البلمرة , وتتفاوت درجة ألوانها باختلاف درجة الشفافية الناتجة عن عدة عوامل منها نوع المعادن التي تدخل كشوائب على السليكون وبالتالي فإن عدد كبير ومتنوع من الأحجار الكريمة يتكون نتيجة لذلك ويجب الملاحظة إن جميع أنواع الأحجار الكريمة متكونة من عنصرين فأكثر إلا الألماس فهو أحادي التكوين من عنصر واحد هو الكربون.
وبعض الأحجار الكريمة تتكون في باطن الأرض على أعماق مختلفة ، وقد تتحد مع عناصر أخرى أو تكون في صورة حرة ، مثل الياقوت والزمرد والألماس الذي يوجد في بعض الأحيان على عمق 160 متراً أو أكثر ، ويخرج ضمن الحمم البركانية وناتج الزلازل الأرضية . وأما البعض الآخر فتتكون في المملكة الحيوانية حيث تستخرج من قاع البحر ، مثل المرجان واللؤلؤ الذي كان يعد من أجمل وأغلى الأحجار الكريمة في الماضي ولا سيما لؤلؤ الخليج الذي اكتسب سمعة عالمية كبيرة . كما تمنحنا المملكة النباتية الكهرمان الأصفر الجميل .

2 – الأحجار الكريمة في اللغة :
إن مصطلح ” Gemstones بالانكليزية مؤلف من كلمتين :Gem و Stones ومرادفها في اللغة العربية الكلمتين ” الأحجار- الكريمة ” أو ما يقابلها في اللغات الأخرى وتعني الأحجار الطبيعية التي تتكون في باطن الأرض لا دخل للإنسان في تكوينها إطلاقا ً، ويقوم باستخراجها من الأرض، كالألماس والياقوت والزفير والزمرد. وقد استخدمها الإنسان للزينة أو للعبادة أو قام بعبادتها لأسباب سنتناولها .

3 – الأحجار الكريمة في أساطير القدماء
أسرت الأحجار الكريمة عقل الإنسان وقلبه منذ عشرة ألاف عام يميزها قوى طبيعية خارقه ارتبطت بهاجس الإنسان الاجتماعي بشكل رئيسي وموضوعاتها التي كانت لا تكاد تقتصر على مسائل العلاقات الاجتماعية في البداية، كانت الاكتشاف الكثيرة للأحجار الكريمة المعروفة في يومنا هذا مثل الزمرد والياقوت والزفير وألماس هي الشرارة التي أطلقت العنان لتفكيره ليكون أكثر بعدا عن الواقعية ويخلو إلى التأملات الفلسفية والميتافيزيقية, بل على العكس فقد سيطرت خصائصها الفيزيائية على عقله وتفكيره, وبسبب عدم قدرته على تفسير تلك الظواهر فاستخدم العناصر الخيالية – في بعض الأحيان – يهدف إلى خلق عنصر التشويق والإثارة في نسج الأسطورة والتي كانت تمتاز أحيانا بالبساطة، وكانت تسير في اتجاه خطي واحد وتحافظ على تسلسل منطقي، ينساب في زمان ومكان حقيقي ، ولها رسالة تعليمية ، تهذيبية لذلك عبدها وقدسها مثلما قدس الشمس والقمر والرياح والمطر والرعد وأية ظواهر طبيعية أخرى أحاطت به ولم يفهمها , ومن المؤكد أن هذه الأساطير قد ألفت في مرحلة فكرية أكثر نضجًا ورقيًا فجعلها مرادفا لمفاهيم إنسانية وقيم عليا مثل جزاء الخيانة، فضل الإحسان، مضار الحسد، التي تتضمن رموزًا تتطلب التفسير ومن ثم أطلق عليها أسماء وصفات إلى درجة الادعاء بأنها الآلهة , فأنشأ المعابد وعين الكهنة والخدم لتلك الصروح الوهـمية .
عرف البشر الجواهر والأحجار الكريمة منذ نحو 40 ألف عام ، وأيامها كان الإنسان البدائي يستخدمها في صناعة العقود والتمائم والحلي، كما يصنع منها لصلابتها رؤوساً لسهام الصيد !. ويقول الدكتور زكريا هميمي في كتابه ( موسوعة الأحجار الكريمة ) : إن الإنسان بدأ شيئاً فشيئاً في استخدام أنواع عديدة من الأحجار الكريمة وبدأت عمليات التهذيب والتقطيع والصقل والتلميع والتشكيل في صورة قلائد تحاكي بعض مفردات الطبيعة وهو ما كشفت عنه بعض القلائد والعقود البابلية التي عُثر عليها على ضفاف نهر الفرات والتي تعود إلى عام 5000 قبل الميلاد وهي مصنوعة من ( الاوبسيديان ) ( صخر بركاني يشبه الزجاج ) ومن بعض الصخور الطبيعية وبعض الأصداف والمحار.

4 – الأحجار الكريمة في المعتقدات والديانات :
جاء ذكر الأحجار الكريمة في جميع ديانات الأرض ومعتقداتها بلا استثناء فمن أقدم المعتقدات التي عرفها الإنسان “البوذية” وصولاً إلى آخر الديانات السماوية “الإسلام”، فقد ذكرت تلك الديانات الأحجار الكريمة بمنتهى الدقة والتقديس أو التكريم وهذه الطقوس والرموز تكمن حكمة كونية ملهمة. أفكارها المركزية تعبر عنها بوضوح استثنائي الثيو صوفية ظهرت أفكارهم التي ارتبطت ارتباطا روحيا وعضويا بهذه الأحجار الطبيعية التي تتكون في باطن الأرض ولا دخل للإنسان في تكوينها إطلاقاً، ويقوم باستخراجها من الأرض، كالألماس والياقوت والزفير والزمرد. جاء ذكر ووصف بعض الأحجار الكريمة في القرآن الكريم قال سبحانه وتعالى: ( يخرُجُ مِنهُما اللؤلؤ والمرجان ), سورة الرحمن ويصف سبحانه الحور العين في الجنة ( كأنهن الياقوت والمرجان ) , وقال سبحانه : ( وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون ) .

5 – الخصائص الفيزيائية في الأحجار الكريمة :
الأحجار الكريمة المتكونة من المعادن الطبيعية خلال عمليات جيولوجية يطلق عليها ( أحجار كريمة ) أما الأحجار الصناعية الناتجة عن سلسلة عمليات كيميائية مخبرية صناعية فيطلق عليها الأحجار المقلدة أو الزائفة أو الصناعية . ولا تعود الكلمة على المركب الكيميائي فقط ، ولكن على البناء البلوري أيضا. تتغاير الفلزات في التركيب من عناصر نقية ، وأملاح بسيطة ، إلى سيليكات غاية في التعقيد بآلاف التكوينات المعروفة . وتعرف تلك العمليات بالتركيب الكيمائي ( chemical composition) والتي تعرف باسم الصيغة الكيميائية formula ولا تكون الشوائب من ضمن تلك الصيغة حتى لو كانت تلك الشوائب هي المسبب للون لذلك الحجر الكريم .

6 – ترتيب الأحجار الكريمة حسب القساوة :
إن ما يميز الأحجار الكريمة عن الأحجار الأخرى بعض الصفات الفيزيائية ومنها المتانة ، الندرة ، اللون ، الصلابة أو القساوة ، وهذه المقاييس والاعتبارات هي تأكيدات علمية لجودة الحجر ، ويحتل ألماس بصلابته المرتبة الأولى ثم الياقوت ، الزمرد ، الزفير واللؤلؤ على أخر سلم القساوة وتختلف ألوان اللؤلؤ باختلاف البيئة المحيطة به ، ويقاس بدرجة نقائه وكبر حجمه والاستدارة المنتظمة ، ويعتبر الأسود منه أغلى من الأبيض لندرته .
الرقم / الحجر الكريم – شبة كريم / درجة القساوة
1 ألماس 10
2 كورندوم \ الياقوت الاحمر \ الزفير 9
3 زركونيوم \ الكسندرايت 8.5
4 سبينل \ توباز8
5 أكوامارين \ بريل \ الزمرد 7.5 – 8
6 الصفرين sapphirine\ الاكلاز Eucluse \ الأندلسي Andulusite 7.5
7 تورمالين Tourmaline\ الجمشت Amethyst 7 – 7.5
8 سترين citrine \ صخر كرستال rock crystal \ كوارتز quartz \ كوارتز دخاني smoke quartz 9 \ كوارتز وردي rose quartz 7
10 جرانت garnet \ زركونيوم \ المندايت Almandite 6.5 – 7
11 – العقيق Agate \ اليشب Jasper \ الزبرجد Peridot \ عين النمر Tiger eye 6.5
12 – حجر القمر \ Petalite \ pyrite \ Amazonite 6
13 حجر الدم Hematite \ أوبال opal \ المغنتيت Magnetite 5.5 – 6
14 حجر اللازورد lapis \ الفيروز Turquoise 5
15 فلوريت Fluorite \ المرجان Coral 3-4
16 لؤلؤ Pearl \ تالك Talc 3-1

7 – الوزن في الأحجار الكريمة
ان وحدة قياس الوزن في الأحجار الكريمة الأساسية هي القيراط ويساوي خمس الغرام 1 \ 5 ويجب عدم الخلط ما بين قيراط الوزن هذا , وبين قيراط وحدة قياس الجودة في الذهب , فالقيراط في الوزن هي وحدة قياس فعلية مصدرها من حبوب أو بذور الخروب حيث اعتمد التجار العرب ومن قبلهم تجار الصين والهند الوزن بالحبوب كطريقة مثلى في ذلك الوقت لوزن المعادن والأحجار الثمينة بينما القيراط في الذهب هي وحدة قياس مجازية للجودة المعدن ، بينما تقاس الأحجار الكريمة الأخرى الطبيعية أو النصف كريمة مثل الفيروز والعقيق والجمشت والألكسندريت ، بوحدة الغرام في الكثير من الأحيان حيث انه لا توجد ندرة في تلك الأحجار وتواجدها بكميات تجارية ضخمة إلا أن النفيس منها يقاس بالقيراط , وللتنويه فقد سميت نصف كريمة بهذا الاسم نظراً لأنها أقل سعراً وجمالاً من الأحجار الكريمة الأساسية النادرة.


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

, ,