المقالات »

ظاهرة هجرة العقول العربية , ونزيف الادمغة والقوة العاملة الخبيرة

موضوع للمناقشة
ظاهرة هجرة العقول العربية , ونزيف الادمغة والقوة العاملة الخبيرة ,
الظاهرة الخطيرة في الوطن العربي ….. من المسؤول ؟؟؟؟ :

* ليس الدم وحده هو الذي ينزف في الوطن العربي ، بل إننا نعاني نزيفا أعمق وأخطر وأشد إيلاما ، إنه نزيف الادمغة والقوة العاملة الخبيرة . ومكمن الخطورة في هذا النزيف القاتل انه يتم بهدوء من دون ضجيج كالذي يثيره نزيف الدماء مع ان آثاره اشد وطأة على مستقبل الوطن العربي ، وتصيب اضراره كل مواطن عربي ولعدة اجيال .
* يعتبر الرأسمال البشري من اهم الثروات الطبيعية لأي بلد ، والبلدان التي تطورت سياسيا واقتصاديا وعلميا واجتماعيا وتفوقت حضاريا على الاخرين ، هي البلدان التي نجحت في استثمار مواردها البشرية ، بل حتى استقطبت الكفاءات البشرية من دول العالم الأخرى . بينما فشلت الثروات الطبيعية الاخرى كالنفط والغاز والفوسفات في كثير من البلدان ، التي من ضمنها البلدان العربية ، في تحويل البشر الى قوة منتجة إذ لم يتم استغلالها وتأهيلها من اجل ذلك الهدف . بل على العكس لم تمنعهم بلدانهم عن الهجرة بل اجبرتهم عليها
* تعني الهجرة من الناحية اللغوية : الخروج من بلد لاخر ويسمى الشخص مهاجراَ عندما يهاجر ليعيش في ارض أخرى بفعل ظلم ظالم ، أو المغادرة الى ارض ثانية طلباً للأمن والعدل والعيش . أما عبارة ( هجرة العقول أو الأدمغة ) الآن أصبحت تطلق على نزوح حملة الشهادات الجامعية العلمية والتقنية والفنية : كالأطباء ، والعلماء ، والمهندسين , والتكنولوجيين , والباحثين ، وكذلك الاختصاصيين في علوم الاقتصاد والرياضيات والاجتماع وعلم النفس والتربية والتعليم والآداب والفنون والزراعة والكيمياء والجيولوجيا والشعراء والكتاب والمؤرخين والسياسيين والمحامين واصحاب المهارات والمواهب والمخترعين وشتى الميادين الأخرى .
* لقد مني العالم العربي منذ القرن الحادي عشر الميلادي وما يليه بسلسلة من الفتن الداخلية والحروب الخارجية بدءاً من الحروب الصليبية وغزو التتر إلى الحروب الاستعمارية الحديثة في القرنين العشرين والحادي والعشرين مما أدى إلى تضعضع الكيان السياسي وتشرذم الأمة العربية إلى دويلات , وأصاب المحيط العلمي أثر من هذا التضعضع ، فتراجعت الأمة العربية عن دورها العلمي والسياسي ليس في قيادة البشرية جمعاء فقط بل حتى في المحيط الداخلي حتى أن عقولها المفكرة لم تجد مناخاً في موطنها وأصبحت غريبة في دارها , وما كان عليها إلا أن تهاجر إلى بلاد من استعبد أمتهم واحتل بلادهم.
* إلا من رحم ربك وهم قلة ، الذين لم تغرهم مغريات الغرب بل كانوا يسافرون إلى هناك ليعطوهم ويأخذوا منهم المفيد والصالح فكان وجودهم هنا وهناك فسحة من فسحات الرجاء تهب إلى قلوب اليائسين وعزمة من عزمات الإيمان تنبعث في أوساط المتخاذلين وومضة نور تضيء الطريق للمدلجين .
* بدأت ظاهرة هجرة العقول العربية بشكل محدد منذ بداية القرن العشرين ، لاسيما خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية , وبخاصة من سوريا ولبنان ومصر وتونس والجزائر ، حيث اتجهت هجرة الكفاءات العلمية السورية واللبنانية الى فرنسا ودول أميركا اللاتينية ، فيما اتجهت الهجرة من تونس والجزائر الى فرنسا , ومن مصر إلى الولايات الأمريكية . وفي السنوات الخمسين الأخيرة هاجر من الوطن العربي ما بين 25 – 50 % من حجم الكفاءات العربية .
ولإدراك جانباً من أبعاد هذه الظاهرة ، وتلمس بعضاً من تأثيراتها على واقع الدول العربية ، ومستقبل عملية التنمية فيها لابد من أيراد بعض من المعطيات الإحصائية المتاحة عنها طبقاً لإحصاءات جامعة الدول العربية وبعض المنظمات العربية والدولية المهتمة بهذه الظاهرة ، وكما يأتي :
1 – يهاجر حوالي مائة ألف من أرباب المهن وعلى رأسهم : العلماء ، والمهندسين والأطباء والخبراء كل عام من ثمانية أقطار عربية هي لبنان ، سوريا ، العراق ، الأردن ، مصر، تونس , المغرب , والجزائر . كما إن 70 % من العلماء الذين يسافرون للدول الرأسمالية للتخصص لا يعودون الى بلدانهم .
2 – منذ عام 1977 م ولتاريخه هاجر اكثر من سبعمائة وخمسون ألف عالم عربي للولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وكندا . 50 % منهم أطباء ، و23 % مهندسين ، و15 % علماء و12 % مهن أخرى .
3 – يساهم الوطن العربي في ثلث هجرة الكفاءات من البلدان النامية خاصة وان 54 % من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج لا يعودون الى بلدانهم .
4 – تجتذب أربعة دول غربية غنية هي : الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا وفرنسا نحو 75 % من العقول العربية المهاجرة .

منقول بتصرف من ثلاث مقالات تلخص هذه الظاهرة الخطيرة :
1 – مقالة لي , كنت قد نشرتها سابقاً في الفيسبوك .
2 – مقالة للكاتب المفكر : خضير عباس النداوي .
2 – مقالة للكاتب المفكر : نايف كريم .


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

,