صفات المرأة الجميلة عند العرب
روى أن المنذر الأكبر أهدى إلى أنُو شِرْوانَ جاريةً فكتب إليه بوصفها، فقال:
إني قد وجَّهتُ إلى الملك جاريةً معتدلةَ الخَلْق، نقيَّةَ اللون والثَّغر، بيضاءَ قمراء، وَطْفَاء كَحلاء ، دَعْجاء , حَوْراء عَيْناء ، قَنواء شماء، بَرجاء زَجَّاء ، أسِيلة الخدّ، شَهِيَّة المُقَبَّل، جَثْلَة الشعر، عظيمة الهامة، بعيدة مَهْوى القُرْط ، عَيْطَاء عريضة الصدر، كاعِبَ الثَّدْى، ضخْمَة مُشَاشِ المَنكِب والعَضُد، حَسَنَة المِعْصَم، لطيفةَ الكفِّ، سَبِطة البَنان، ضامرةَ البطنِ، خَمِيصة الخَصْر، غَرْثَى الوشاح، رَدَاحَ الأَقبَال، رابيةَ الكَفَل، لَفَّاءَ الفَخِذين، رَيَّا الرَّوادِف، ضخمة المأكَمَتْين، عظيمة الركبة، مُفْعَمة الساق، مُشْبعَة الخَلْخال، لطيفة الكَعْبِ والقَدَم، قَطُوفَ المشي، مِكْسال الضُّحى، بَضَّة المُتجرَّدِ، سَمُوعاً للسَّيِّد، ليست بخَنْساءَ ولا سَعفْاء، رقيقة الأنف، عزيزة النفس، لم تُغْذَ في بؤس، حَيِية حَصينة رَزينة ، حليمة رَكِينة، كريمة الخال، تقتصر على نسب أبيها دون فَصِيلتها، وتستغني بفصيلتها دون جماع قبيلتها، قد أحكمَتْها الأمورُ في الأدبِ، فرأيُها رَأْىُ أهلُ الشرفِ، وعَمَلُها عَمَلُ أهل الحاجة، صنَاع الكفَّين، قطيعة اللسان ، رَهوَة الصوت ساكِنتَهَه ، تَزِين الوَلِىَّ، وتَشِين العدوَّ، إن أردْتَها أشتَهَتْ، وإن تركتَها انتهت، تُحَمْلِق عيناها، وتحمَرُّ وجْنَتاها، وتّذّبذَبُ شفتاها، وتبادِرُك الوَثْبةَ إذا قمتَ، ولا تجلس بأمرك إذا جلست .
ويلاحظ أن تلك الجارية وفق الوصف أعلاه قد جمعت بين ثلاث صفات رئيسية : الأولى: حسنة الخلق، الثانية: ما أكرمها الله تعالى من حُسن وجمال غير اعتياديين ، والثالثة: أن رأيها رأي أهل الشرف ،
المقالات »