المقالات »

شهر رمضان 1441

بعد أيام سيهل علينا شهر رمضان المبارك للسنة الهجرية 1441 , إن شاء الله تعالى , وهو أحد الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام بقوله ﷺ :
« بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ : شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ , وَحَجِّ البِيْتِ لمن استطاع إليه سبيلا” » .
وروى الشيخان أن رسول الله ﷺ قال لما حضر رمضان : « أيها الناس قدْ جاءَكمْ شهرُ رمضانَ ، شهرٌ مباركٌ افترضَ اللهُ عليكُمْ صيامَهُ ، يفتحُ فيهِ أبوابُ الجنةِ ، ويغلقُ فيهِ أبوابُ الجحيمِ ، وتغلُّ فيهِ الشياطينُ ، فيهِ ليلةٌ خيرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ ، مَنْ حُرِمَ خيرَها فقدْ حرِمَ » .
وجاء قوله جلّ وعلى في سورة البقرة : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ » . الآيات ( 183 – 185 )
في هذه الآيات الكريمة يذكر الله تعالى أن الصيام عبادة قديمة ، كتبها الله علينا وعلى الأمم الذين من قبلنا , فكان ركناً من كل دين .
وللصيام عند الله منزلة كبيرة بين سائر العبادات والأعمال وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي : « كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ , والصيامُ جُنَّةٌ ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ ، فإنْ سابَّه أحدٌ أو قاتَلَهُ فلْيقلْ : إنِّي امْرُؤٌ صائمٌ » رواه البخاري .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : « مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ » . رواه البخاري ، ومسلم .
وقد فُرض صيام رمضان يوم الاثنين , الثاني من شهر شعبان للسنة الثانية من الهجرة . ويثبت أول رمضان برؤية هلاله , ويثبت آخره برؤية هلال شوال . وفي ذلك يقول ﷺ « صوموا لرؤيته . وأفطروا لرؤيته وانسكوا لها , فإن أغم عليكم فأكملوا ثلاثين » رواه النسائي .
وفي حديث فأقدروا له « أي استدلوا عليه بمنازله وقدروا إتمام الشهر بالحساب والفلك » .
يقول ابن شريح : إن قوله ﷺ : أكملوا العدة ثلاثين , هو خطاب للعامة حين الغيم وليس لهم دراية بعلم المنازل . أما من أوتوا هذا العلم فخاطبهم ﷺ بقوله : فأقدروا له , أي قدروا له منازل القمر فإنها تدلكم وتبين لكم أن الشهر تسع وعشرون أو ثلاثون .
وإذا رؤي الهلال في بلد من البلاد , وجب على كل بلد تقع على نفس خط طول واحد أن يصوموا بصومهم .
ويشترط في الصيام النية . والنية عمل من أعمال القلب ولا يشترط فيها النطق باللسان على مذهب أبي حنيفة ويكفي حضور العزم بها في السريرة بقوله ﷺ : إنما الأعمال بالنيات . أما عند الشافعي فلا بد من النطق بها باللسان .
أسأل الله عز وجل أن يعيده بالخير والبركة والسلام والسعادة على جميع خلقه وعباده .


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

, , ,