المقالات »

رجال من بلدي حمص العدية : إسماعيل بن خليل كاخيا

رجال من بلدي حمص العدية
المجاهد ضد المستعمر البريطاني في فلسطين , والمستعمر الفرنسي في سورية , والتاجر الصادق الصدوق , والعاطف على الفقراء والمساكين : إسماعيل بن خليل كاخيا التركماني
1900 م – 1972 م
* تقديم : معظم سكان حمص الأصليين من التركمان , حيث سكنوا فيها بعد حروبهم بقيادة صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبين , ومع السلطانين : قطز وبيبرس ضد التتر حتى أن هناك حياً من أحياء حمص يدعى بحي التركمان , وأحد أبواب سور حمص القديم يدعى بباب التركمان .
* شارك في الحرب العالمية الأولى ( السفر برلك ) رغم صغر سنه في بير السبع في فلسطين . وكان إسماعيل رحمه الله ضخم الجثة طويل القامة , ولد عام 1900 م في مدينة حمص حي باب السباع وعندما اشتعلت الحرب العالمية الأولى عام 1916 شاهده الجنود الأتراك فحسبوه إنساناً قابلاً للعسكرية وهارباً منها وأن عمره يجاوز العشرين عاماً فأركبوه القطار وساقوه لمدينة حلب حيث تجمّع الرديف ( الاحتياط ) , فمن حسن أو سوء حظه لا ندري , لأنه عندما أدخل المعسكر بحلب كان خاله نقيباً معاوناً للباشا القائد التركي هناك حيث كان يتقن العربية والتركية حديثاً وكتابةً , وفي ذلك الوقت لا أحد يتقن ذلك فذهب إسماعيل إلى خاله وقال له أخذوني إلى العسكرية وظنوا أنني كبير السن , وكان قد اعتقد أنَّ خاله سينتشله من هذا المأزق , ولكن خاله صفعه على خده وقال له : أنا فرح بالتحاقك بالعسكرية , وسعيد أن أرى ابن أختي أصبح شابا وجندياً يجاهد فيجب أن لا تهرب من الجهاد , فأمضى أسبوعين تقريباً ورجع إلى خاله كي يتوسط له ليبقى بجانب الباشا ولكن خاله صفعه ثانية وقال له : ” أنا لا أرضى لابن أختي أن يكون خوزمدجي ( حاجب ) للباشا , أنت يجب أن تذهب للجهاد
* وبعد ذلك بُعثوا رديفاً للجيش التركي الذي كان يحارب الإنكليز في القناة ( قناة السويس ) والذين كانوا يريدون دخول فلسطين , وعندما وصل الرديف إلى بلدة بئر السبع في فلسطين , قالوا لهم بأنَّ الجيش الإنكليزي عبر القناة من مصر , والجيش التركي انكسر وتراجع , والجيش الإنكليزي يلاحقه وعليكم الفرار , وكان الجندي في الجيش التركي يدع سلاحه وثيابه وكل شيء يدل عليه أنه جندي في الجيش التركي حتى لا يُعرف ويقتل من قبل الأعراب , وكان الجنود المهزومون يسيرون الليل , وينامون ويختبئون في النهار ومنهم إسماعيل حتى وصل إلى دمشق بعد أسبوعين أو ثلاثة يأكل من حشائش الأرض .
* وفي عام 1920 إلتحق هو ووالده في الحرب مع المجاهدين الأبطال ضد الجيش الفرنسي الذي دخل سورية عن طريق مدينة تل تلخ بما يعرف بثورة الدنادشة , تحت قيادة لجنة دفاع وطني تألفت من السادة عبد الله الكنج الدندشي ، خالد الرستم ، أحمد البرازي ، سعد الدين الجندلي .
* كان عصامياً إمتلك بجهده وجده أراضي وبساتين ودور مع شقيقه أحمد ( أبو فوزي ) . حيث قاما بأعمال تجارية كبيرة وضخمة بين بدو البادية وفلاحي القرى , وبين أهالي المدينة . من تجارة الأغنام واللبن والقريش والسمن والحبوب وخاصة حبوب الحُمص من قرى طلف والبرج وغيرها .
* كان الزوج الصالح ورب أسرة بكل معنى الكلمة , أحب زوجته أية محبة , وربى أولاده ذكوراً وإناثاً تربية نموذجية , علمهم السباحة والرماية وركوب الخيل فكانت إبنته الكبرى ( طرفة ) لا ينافسها أي خيال في سباق وركوب الخيل , وهي المتبرعة ببناء جناح في مشفى جمعية البر بحمص , وشجع أبناءه على عمل الخير والصبر والشجاعة والإقدام وحب الاخرين وطلب العلم المفيد . وعلمهم عزة النفس وأنَّ الحياة ليست لها أية قيمة إذا لم يضحي الإنسان في سبيل وطنه وأمته وخدمة الناس , ذلك مما كان له أثره فيهم فيما بعد .
* رحمكم الله ياوالدي ووالدتي وإخوتي وأخواتي , وجعل مثواكم الجنة , وجمعني وإياكم في مستقر رحمته .


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

, ,