المقالات »

ثروات جيولوجية 6

6 – الطف البركاني : ( البوزولان أو حجر الخفاف البركاني أو الرمل الأسود )
Volcanic Tuf : ( Bozolan or Volcanic Pumice Stone or Black Sand )
أولا – تقديم :
الطف البركاني : هو عبارة عن اندفاعات بركانية انتقلت من باطن الأرض إلى السطح نتيجة تشكل البراكين وانتقال الصهارة البركانية ” المُهل ” أو الماغما من باطن الأرض عبر القشرة الأرضية نتيجة تصدعها لتشكل فيما الصبّات البازلتية المتعاقبة والمتنوعة , ومن بين هذه الاندفاعات البركانية كان الطف البركاني , وهو عبارة عن نفس الصهارة البازلتية إنما المشبعة بالغازات والتي أعطت أثناء تبردها السريع وانطلاق الغازات مننها الطف البركاني . ليشكل رمالا بركانية شديدة المسامية إسفنجية المظهر لونها أسود أو رمادي أو بني . حيث تزيد نسبة الفقاعات فيها عن 50 % من الحجم الكلي من الصخر , لذلك فهي خفيفة الوزن نتيجة تطاير الغازات والأبخرة البركانية منها ، وهي على شكل حصوات حجمها من1 إلى 3 سم
ثانيا – أنواع الطف المتواجدة :
هناك ثلاثة أنواع من الخبث البركاني : خفيف ومتوسط وثقيل . ويتراوح الوزن الحجمي بين 0.72 إلى 1.57غ / سم3 والمسامية بين 29 – 75 %
ثالثا – التركيب الكيميائي للطف :
تشير النتائج التحليلية إلى أن التركيبة الأساسية للطف تتكون بصورة عامة من حوالي 65 ٪ SiO2 و 18 ٪ Al2O3 و 5 ٪ Fe2O3 و 2 ٪ MgO و 4 ٪ CaO و 4 ٪ Na2O و 0.1 ٪ S . إضافة إلى ثمانية معادن تشمل : Ba ,Co , Cu , Mn , Sr , V , Zn , Zr في تركيز ( 10 – 1000 ميكروغرام / غرام ) . وكذلك الكربون العنصري ( 130 ميكروغرام / غرام ) . أما الفلور والبورون تظهر انخفاض متوسط ( 5 ~ 0.5 g / u g) .
كما تم تحديد وجود أملاح قابلة للذوبان بنسب ( 1500 – 2000 ميكروغرام / غرام ) منها : Na Cl ، Kl Cl ، Ca SO4، و Mg SO4 .
ويتعلق التغيير في التركيب الكيميائي والخصائص الفيزيائية للرماد كدالة للمسافة من البركان .
وباعتبارها غنية بالمغذيات الاساسية للتربة ؛ فهي تقوم على تخصيب التربة وتحسين خواصها وتركيبها إضافة إلى أنها حافظة للرطوبة والحرارة , ذلك مما تسبب التوفير في كميات مياة الري ؛ وفي كميات الاسمدة المضافة , ومنع نمو الاعشاب الضارة ذلك يعني التوفير في الايدي العاملة .
رابعا – تصنيف التف البركاني حسب خصائصة الكيميائية :
التف الحامضي : يحتوي هذا التف على نسبة عالية من السيليكا تصل الى حوالي 66 % وبنفس الوقت يحتوي على نسب غالية من الالمنيوم والبوتاسيوم والصوديوم في حين تكون نسب الكالسيوم والمغنيسيوم والحديد متدنية ؛ ولهذا السبب فان هذه النوعية تحتوي على نسب عالية من المعادن الفاتحة اللون .
التف القاعدي : يحتوي هذا النوع على نسب اقل من السيلكا تصل الى حوالي 45 % وتكون هذه النوعية غنية بالمعادن الداكنة اللون لارتفاع نسب الكالسيوم والمغنيسيوم والحديد .
خامسا – استعمالات التف البركاني :
1- عازل للحرارة : نظرا لمسامات الصخر المليئة بفجوات الهواء , لذا فإن العزل الحراري للطوب عالي المستوى , مما يؤدي الى التوفير في التدفئة والتبريد تصل إلى ( 50 % ) .
2- عازل للصوت : نتيجة الفجوات المتواجدة داخل الطوب البركاني وطبيعة مادة البوزلان المحايدة تؤدي إلى تقليل نسبة الضوضاء الداخلة للمبنى من الخارج والعكس , كما تقلل من ترددات الصدى الصوتي للقاعات الكبرى .
3- مقاوم للحريق : لاحتوائه على نسبة كبيرة من السيلكا المقاومة للحرارة كونها غير قابلة للإحتراق أو للإنصهار بالإضافة إلى أصله البركاني الذي يجعل من مقاومته لدرجات الحرارة العالية مثالية .
4- خفيف الوزن : إن استعمال الطوب الخفيف في البناء يساعد في التقليل من الأحمال , وحديد التسليح ,
5- القوة والمتانة : ذلك عائد إلى طبيعة مادة الطف البركانية ذات الأصل البازلتي المستخدمة في تصنيع الطوب الخفيف , بالإضافة إلى عدم التشقق أو التكسر أثناء عملية تركيب المسامير أو تركيب مفصلات الأبواب .
6- مقاوم للملوحة والتآكل : الطف البركاني يستخدم حالياً كمادة أولية في صناعة الاسمنت المقاوم للملوحة لخواصه الفيزيائية مما يقلل من عملية التأكل في المباني وبالتالي يزيد من العمر الإفتراضي للمنشآت .
7- مقاوم للرطوبة : طبيعة الطف كمادة محايدة تؤدى إلى التقليل من الترشيح المائي مما يؤدي إلى انعدام الرطوبة الداخلية وبذلك تحفظ جدران المباني من الداخل والخارج , ذلك مما يناسب المدن الساحلية بشكل كبير .
سادسا – أهم المناطق التي يتواجد فيها الطف في سورية :
تنتشر مكامن الخبث البركاني في المناطق الجنوبية لسورية حيث تأخذ الأهمية الكبرى من حيث خصائصها الجيدة . وبالتحديد في منطقة شهبا من حيث النوعية والكمية والمواصفات الفيزيائية والميكانيكية وظروف الاستثمار المناسبة .
وتقوم الشركة العامة للرخام والإسمنت باستثمار هذه المادة من مقالع السويداء ودرعا ومن أهم هذه المقالع حسب الترتيب الآبجدي لاسم الموقع ( المكمن ) :
تل الأحمر – تل الأصفر – تل العراضي الشمالي – تل رساس – تل شيحان ( وهو أهمها , وهو أحد المقالع النادرة على مستوى العالم , ويقدر الاحتياطي فيه أكثر من 20 مليون طن ) – الجمل – صميد – غرارة – القلعة – مجادل – ودادة , وهي أماكن محاذية لمدينة شهبا من الغرب وهي أيضاً من الأنواع الجيدة . والعديد من هذه المواقع السابقة يكون الطف فيها مشوباً باللون الأحمر مثل مخاريط مجادل وهي قرية تقع إلى الشمال الغربي من مدينة شهبا .
وفي الوقت الذي يعتبر الكثيرون أن هذه المكامن تشكل ثروة هامة وريعية اقتصادية نظراً لسهولة استخراجها وبتكاليف قليلة بسبب تكشفها على السطح واستخراجها بواسطة مقالع سطحية , فإن البعض الآخر يطالب الجهات الرسمية باستثمار هذه المواقع بطريقة عقلانية بما لا يسيء للوضع البيئي والجمالي للمنطقة .


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

, ,