الملح ما له وما عليه
ـ ـ كلور الصوديوم في الأمثال الشعبية
ـ كلور الصوديوم في القصص الشعبية
. كلور الصوديوم في الطعام والغذاء .
ـ كلور الصوديوم في الشراب
ـ كلور الصوديوم في الطب الشعبي
ـ كلور الصوديوم في الطب
ـ كلور الصوديوم في الكيمياء .
ـ كلور الصوديوم في حفظ المواد
ـ في القصص الشعبية :
أحب شيخ أحد القبائل امرأة من قبيلته وراودها عن نفسه أكثر من مرة ولكنها امتنعت عليه . فبيّت خطة للوصول إليها ولو عنوة .
ففي أحد الأيام أرسل شباب ورجال قبيلته إلى الغزو , ولم يبقى في مضارب القبيلة من رجل سواه , فخلى له الجو وأتى المرأة , حيث لا رجل يحميها إن صرخت أو استغاثت , وعندما علمت أنه واصل إليها لا محالة , قالت له :
أنا أعلم محبتك لي , وأعلم أنك تريدني , فأنا هيت لك بشرط إن أجبتني على سؤال لي .
قال : هات ما عندك .
قالت : نحن معاشر النساء نضع الملح على اللحم كي لا يفسد اللحم , فماذا نصنع كي لا يفسد الملح .
هنا علم أنها تقصد : عن وقع أمر جلل أو خلاف في القبيلة يعودون إليه فهو كبيرهم وملحهم , ويصلح ذلك الأمر أو ذاك الخلاف , فلمن يرجعون إذا فسد كبير القبيلة .
هنا قال : أنت علي حرام وتركها , وأنقذت بذلك نفسها .
ـ في الطب الشعبي :
آ ـ لمنع نزيف الدم من الأنف أو من جرح , يوضع الملح أو محلوله على مكان النزيف, فيقف النزيف لتخثر الدم .
ب ـ والغرغرة بمحلول الملح تشفي من التهاب اللوزتين , والتهاب الحلق , ووجع الأسنان .
ج ـ قال الرازي : ولا شئ أفضل في علاج الأسنان من الملح والخل , فإنهما يشدان اللثة الزائدة ويسكنان الوجع .
د ـ وفي الطب أيضاً , يقول الأطباء وخاصة لكبار السن : إياكم والدهون والسكر والملح , فكلها ضرورية للجسم إذا استعملت بمقدار معين , وتصبح سمّ زعاف إذا زاد استعمالها عن هذا المقدار . وخاصة لدى مرضى السكر , والمصابين بارتفاع ضغط الدم . ويصبح الإنسان عرضة للعديد من الأمراض والأوجاع إذا قلت عن هذا المقدار .
ـ كان الرومان يعطون جنودهم كمية من الملح تتناسب مع رتبة كل منهم بدلاً عن النقد , حيث كانت الدولة هي التي تحتكر الملح , فيبيعه الجنود إلى الأهالي , ومن هنا جاءت كلمة الراتب بالغة الإنكليزية Salary مشتفة من كلمة ملح Salt .
ـ مصانع تعبئة المياه الغازية في أمريكا وأوربا تدفع رشوات وأتوات لمصانع المواد الغذائية لزيادة نسبة الملح في الطعام والمعلبات .
ـ يستعمل الملح :
1 ـ لإنتاج هيبو كلوريت الصوديوم , المستعمل في التطهير والتعقيم والتبيض .
2ـ لإنتاج كربونات الصوديوم .
3 ـ لإنتاج الكلور , وحمض كلور الماء , والصودا الكاوية , وكلورات الصوديوم .
4 ـ في الصناعات الكيميائية , وفي حفظ الأغذية , وفي صناعة الأدوية.
منجم التبني قرب مدينة دير الزور في سورية , تبلغ مساحته 16 كيلو متر مربع , تتوضع فيه طبقة ملحية أفقية سماكتها من 3 – 6 م .
ـ ملح الطعام والذي يسمى الهاليت , ويوجد بكميات ضخمة في كافة مياه البحار , وفي البحر الميت , وفي المياه المعدنية , وفي البحيرات المالحة
ـ يستحضر الصوديوم بالتحليل الكهربائي لمصهور كلور الصوديوم عند درجة 900 مO.
ـ بالتحليل الكهربائي لمحلول كلور الصوديوم ينتج الهيدروجين والصود الكاوي والكلور بالتحليل الكهربائي في الخلايا الزئبقية وباستعمال التيار المستمر .
وينتج الهيدروجين ومحلول هيبو كلوريت الصوديوم باستعمال التيار الكهربائي المتناوب في خلايا التحليل .
ـ أحد الخلفاء العباسيين بعد أن أعطى الأمان لعمه , أهداه بيتاً بنيت أساساته على الملح .
فلما جاء المطر ذاب الملح وتهدم البيت على عمه فمات وتخلص منه .
ـ إنتاج الكلور من التحليل الكهربائي لمحلول كلور الصوديوم والذي يستعمل لصناعة :
ـ هيبو كلوريت ( الكالسيوم ـ الصوديوم )
ـ الغازات السامة
ـ تعقيم المياه
ـ في صناعة المبيدات الحشرية
ـ في صناعة حمض كلور الماء
ـ في صناعة الكلورات والبيركلورات .
* ـ من كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية لابن البيطار :
ملح : أقوى ما يكون منه المعدني , وزعم بعض الناس أن المعدني هو الأندراني , وأقوى المعدني ما كان متحجراً صافي اللون كثيفاً متساوي الأجزاء , وكان يتشقق , وكانت عروقه متساوية . وأما الملح البحري فيستعمل منه ما كان أبيض متساوياً , ويختار منه ما كان موجوداً في مواضع المياه القائمة .
وقال الملح المتحفر والملح البحري قوتهما قوة واحدة , يعينهما اتفاقهما في الجنس , وإنما يختلفان في أن جوهر الملح المأخوذ من الأرض أشد اكتنازاً , ولذلك صار الغلظ والقبض أكثر . وقوة الملح قابضة , يجلو وينقي ويحلل اللحم الزائد في القروح, ويكوي . وقد تختلف هذه الأفعال فيه بالشدة والضعف , على قدر اختلاف قوة أصنافه .وقد يمنع القروح الخبيثة من الانتشار , ويقع في أخلاط أدوية الجرب ,وقد يقلع اللحم الزائد , ويذيب الظفرة , ويصلح للحقن , وإذا خلط بالزيت وتمسح به أذهب الإعياء والحكة ,.
والملح حار يابس , إذا خلط بالأغذية الباردة كالجبن والسمك والكوامخ أحالها عن طباعها , حتى تصير حارة يابسة , ويعين على الإسهال والقيء , يحلل الأدوية , ويقلع البلغم اللزج من المعدة والصدر , ويغسل المعي , ويهيج القيء ويكثره , ويعين الأدوية التي تقلع السوداء على قلعها من أقاصي البدن .
والملح يذهب بوخامة الطبخ , ويهيج الشهوة ويستحدّها , والإكثار منه يحرق الدم , ويضعف البصر , ويقلل المني , ويورث الحكة والجرب , وهو يعين على هضم الطعام , ويمنع من سريان العفونة إلى الدم , ويذهب بوخامة الدسم , وهو موافق لأصحاب الأبدان الكثيرة الرطوبة , وأما النحفاء فضار لهم .
والملح أنواع : فمنه ملح العجين , ومنه نوع آخر محتفر من معدنه , وهو الأندراني الشبيه بالبلّور , ومنه أسود نفطي , سواده من جهة نفطية فيه , وإذا دخن حتى تطير عنه النفطية صار كالأندراني , ومنه أسود سواده من جهة ليس لأجل نفطية فيه , ومنه الأحمر اللون الهندي .
فملح العجين حار في الدرجة الثالثة , وأما الملح الأسود الذي سواده ليس بشديد ولا له رائحة النفط فحار في الثانية , يسهل البلغم والسوداء , وأما النفطي فيسهل الماء والسوداء والبلغم العفن , وأما الأندراني فحار يابس في الدرجة الثانية , مسهل للكيموسات المختلفة. وقال : الملح الهندي يسهل الماء الأصفر , ويطرد الرياح , ويلين البطن , ويذهب البلغم, ويحدّ الفؤاد , وينفع من وجعه , ويشهي الطعام , ويذهب بالصفرة من الوجه . والملح الأندراني يحدّ الذهن , والملح المرّ يسحق بشئ من صمغ الزيتون , وتحشى به الجراح من ساعتها فيلحمها .
وإذا حلّ الملح بالخل وتمضمض به قطع الدم المنبعث من اللسان , والمنبعث من قلع الضرس , وإذا سخنا وأمسكا في الفم نفعا من وجع الضرس , وإذا غمست فيه صوفة ووضعت على الجراحات الطرية قطع دمها المنبعث . وإذا خلط الصافي القوام وهو الأندراني في أدوية العين أحدّ البصر , وأضعف الظفرة , ورقق البياض الحادث على العين , ونفع من السّبل . وإذا خلط بالصبر ووضع على الدماغ نفع من النزلات . وإذا سحق وسخن ووضع على الفسخ والوثي والرضّ في أول حدوثها, بعد أن يدهن الموضع بزيت أو عسل ويعصب عليه , سكن وجعها . وإذا حلّ بشراب السكنجبين أو شرب في الماء وحده , فتح السدة حيث كانت , وقلع البلغم اللزج . ويأخذ منه لذلك : من درهمين إلى نحوهما .
*ـ من كتاب المنهاج لابن جزلة :
في الملح مرارة وقبض , والمرّ منه قريب من البورق , ومنه هش , ومنه أندراني أبيض رقيق . وهو حار يابس في الدرجة الثانية , وهو جلاّء محلل قابض , يكسر الرياح , ويمنع من العفونة , ويمنع من الأخلاط ويذيبها , واستعمال الملح بالعدل يحسن اللون , ومع العسل والزيت يضمد به الدماميل لينضجها , والأندراني يحدّ الذهن , ويشد الثة المسترخية , ويسهل الثفل وانحدار الطعام , وينفع من أوجاع المعدة الباردة , ويسهل البلغم العفن والخام والسوداء . وقدر شربته نصف درهم , والملح المحرق يجلو الأسنان , والمر منه يسهل السوداء بقوة و وهو يضرّ بالدماغ والبصر والرئة , ويصلحه غسله وشيّه , ويضاف إليه الصعتر . والملح الهندي حار يابس وهو أشد أنواع الملح إسخاناً وتلطيفاً , والملح النفطي أجوده المنتن الرائحة , وهو حار يابس يعين على القيء , ويسهل السوداء وقدر شريته : إلى نصف درهم , ويضر بالأمعاء , ويصلحه الإهليلج . والملح بالأبازير حار يابس , يهضم الغذاء ويجففه وينفذه, ويجفف البدن .
ـ من كتاب الإعجاز العلمي في القرآن / محمد سامي محمد علي ( ص 72 الحواجز بين البحار ) :
قال تعالى : (( مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * يخرج منه اللؤلؤة والمرجان)) سورة الرحمن الآيات 19 – 22
هذه الآيات تشير إلى أن هنالك بحرين مالحين في كل واحد منهما لؤلؤ ومرجان , والمرجان من خواص البحار المالحة فقط , ثم هما يلتقيان فعلاً, ولكن يوجد بينهما فاصل أو حاجز . وكلمة ( برزخ ) هذا في الآية : حاجز يفصل مياه البحر عن مياه المحيط , وقمة الإعجاز القرآني في الآية في كلمة ( مرج ) . ومعنى ( مرج ) في قواميس اللغة : شيء يذهب ويجيء ويضطرب , وقد شاء الله سبحانه وتعالى أن تتجلى هذه الحقيقة وتتكشف في عصر العلم .
* ويقول تعالى : (( وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجورا )) سورة الفرقان الآية 53
أما هذه الآية القرآنية : فلها إعجاز خاص به . وذلك أن التقاء بحر مالح ولآخر مالح , غير التقاء نهر عذب بالماء المالح . وقد درس أساتذة البحار هذه الظاهرة فتوصلوا إلى علم مفاده أن مياه النهر عند التقائها بمياه البحر تتكسر بشكل جبهة وتعود … وكذلك مياه البحر تتكسر وتعود , وإن البرزخ الحاصل بينهما أو الفاصل بين الماءين كذلك له خصائصه المميزة , وزيادة على ذلك له أسماكاً وحيوانات خاصة به تماماً , وإن أسماك البحر لا تدخل إليه , وكذلك أسماك النهر , وأنه يشكل فاصلاً من السطح حتى الأعماق .. وهنا يتجلى إعجاز الآية الكريمة بحيث هو ـ أي البرزخ ـ حجراً محجوراً على أسماك معينة خاصة .
ومن أمثلة التقاء الأنهار ووجود الحاجز بينهما :
هناك نهران يسيران في ( تشاتغام ) بباكستان الشرقية إلى مدينة (أركان ) في ( بورما ) .. ويمكن مشاهدة النهرين مستقلاً أحدهما عن الآخر , ويبدو أن خيطاً يمر بينهما , حداً فاصلاً , والماء العذب في جانب ومالح في الجانب الآخر .
إن هذه الظاهرة لها ضابط يسمى ( قانون التمدد أو التوتر السطحي ) وهو يفصل بين السائلين لأن تجاذب الجزيئات يختلف من سائل لآخر , ولهذا يحتفظ كل سائل باستقلاله في مجاله .
ونستطيع بكل ثقة أن نقول : أن المراد من ( البرزخ ) إنما هو ( التمدد السطحي ) الذي يوجد بين الماءين والذي يفصل أحدهما عن الآخر .
وهذا ما نشاهده في مدينة الخرطوم , حيث يلتقي نهر النيل الأبيض والمحمل بالأملاح والغضار مع نهر النيل الأزرق , حيث يسيران مسافة طويلة جنب إلى جنب وهما مفصولان بهذا البرزخ .
ـ من كتاب قاموس الأغذية ترجمة روز مخلوف ( ص 266 – 267 ):
الملح :
تاريخه :
يرتبط الملح بالحياة ارتباطاً وثيقاً , ويقول علماء البيولوجيا أن أول أشكال الحياة ظهرت في ماء البحر المالح , حيث تبلغ نسبة الملح في ماء البحر حوالي 35 غرام / لتر
إذا استخلصنا الملح المنحل في ماء البحر وذررناه على سطح الأرض , حصلنا على طبقة من الملح يبلغ ارتفاعها 35 م .ودون الحاجة إلى إجراء هذه العملية , نجد مناجم ملح في كل مكان على سطح الأرض , ونسميه الملح الصخري كي نميزه عن الملح البحري .أهم منجم ملح على سطح الأرض يقع في بولونيا قرب كراكوفياو وهو من الكثافة بحيث استطاعوا أن ينحتوا فيه كاتدرائية كاملة .
ولإعطاء فكرة عن أهمية الملح في الاقتصاد العالمي , لنقل إن الولايات المتحدة تنتج من الملح ما يقرب 6 ملايين طن , ودول الاتحاد السوفييتي السابق 3 ملايين طن , وألمانيا أكثر من 2 مليون طن , وإنجلترا 2.5 مليون طن , وفرنسا 1 مليون طن .
يخضع الملح في كثير من دول العالم لضريبة خاصة نظراً لأهميته الاقتصادية , ولذا فهو يهرّب من بلد إلى آخر , وما زال حتى اليوم يسري قانون منع استخراج الملح من ماء البحر تحت طائلة الغرابة والعقوبة في معظم دول العالم .
قيمة الملح الغذائية :
الملح لا غنى عنها للحياة , يحتوي جسم الإنسان البالغ وسطياً على 100 غرام من الملح , يطرح منها 20 – 30 غراماً في اليوم عن طريق التبول والتعرق , ويجب تعويض هذه الكمية عن طريق الملح الذي يؤخذ في الغذاء اليومي .
يلعب كلور الصوديوم دوراً أساسياً في تثبيت الماء في الأنسجة , ويحتوي جسمنا على 85 % من الماء , وقد تكون الاضطرابات الناجمة عن سوء تثبيت الماء في الجسم بسبب نقص الملح خطيرة جداً . يتناول الأوربيون أقراصاً من الملح لمساعدة أجسامهم على اختزان الماء الضروري للحياة .
جميع الأطعمة التي نستهلكها تقريباً مملحة , وإذا كانت اللحوم ( التي تحتوي على 0.10 -0.15 غ ملح في 100 غ ) والبيض ( 0.30غ ملح في 100 غ ) والسمك ( 0.15 غ ملح في 100 غ ) تعد أطعمة فقيرة نسبياً بكلور الصوديوم , فإن الحليب يحتوي على 1.6 غ منه في 100غ , والجبن يحتوي على 1 – 2 غ منه في 100غ , والخبز نفس النسبة , وتصل نسبة الملح في بعض الأطعمة كالسجق والنقانق واللحوم المدخنة إلى نسبة تتراوح بين 2 – 6 غ في 100غ ولذلك يمنع تناولها عند إتباع حمية غذائية دون ملح . كما تمنع الحميات الغذائية الهادفة إلى تخفيف الوزن .
الملح ضروري لكل كائن حي , أحياناً تتبع حميات دون ملح لفترات تتفاوت في طولها عند الإصابة بأمراض القلب والكلية والبيلة الآحينية وبعض الإصابات بالبدانة .
يجب أن تتم حمية الملح بمراقبة طبية . وفي جميع الأحوال عندما تحدث زيادة خفيفة في الوزن ( بضع كيلو غرامات ) , يمكن تخفيف الكمية اليومية من الملح دون التعرض لأي محذور عن طريق تجنب الأطعمة الشديدة الملوحة .
ـ من كتاب الثروة المعدنية ( ص 180 – 183 )
الملح الصخري Rock Salt ـ الملح العادي Common Salt
الملح العادي هو كلور الصوديوم الذي يقال أن كل شخص بحاجة إلى 6 كغ منه في العام , وقد ترحل الحيوانات وخصوصاً آكلات الأعشاب منها مسافات بعيدة بحثاً عن نبع مالح . ويستعمل الملح كأساس لتحصيل الضرائب في الدول التي يندر وجوده بها , إذ تحتكره حكوماتها لضمان الحصول على نصيب الدولة من الضرائب من كل عائلة .
ويعلم معظم القراء أن الملح لا يمكن الاستغناء عنه في حفظ الأطعمة , ولكن البعض قد لا يعلم أن الصناعات الكيميائية تعتبر من حيث الكمية أكبر مستعمل للملح إذ يستخدم في تحضير قائمة طويلة جدا من الكيماويات وخصوصاً رماد الصودا ( كربونات الصوديوم ) والصودا الكاوية . ويستنفذ رماد الصودا Soda Ash من 30 % إلى 40% من جملة إنتاج الملح , وذلك لاستعمالها في صناعة الصابون والزجاج وفي تحضير صودا الغسيل ومركبات الصوديوم المختلفة , وفي تحضير كبريتات الصوديوم ( كعكة الملح ) لصناعة اللباب والورق , ويكثر استعمال الصودا الكاوية ( هيدروكسيد أو ماءات الصوديوم ) التي تحضر بواسطة التحليل الكهربائي للملح في صناعة الصابون والألياف الصناعية وفي إذابة الخشب في صناعة اللباب , وفي تنقية ( البوكسيت ) تمهيداً لاستخلاص الألمنيوم منه , وفي تكرير البترول .
ويستعمل الكلور المحضر من الملح في عمليات تبييض ألوان اللباب والورق والمنسوجات , وفي تطهير وتعقيم المياه , وفي صناعة حمض كلور الماء , في كثير من الاستعمالات الأخرى ومن ضمنها استعماله في بعض الصناعات المعدنية .
وتستهلك صبغات قار الفحم ومنتجاتها وصناعة الفخار والخزف ومواد التبريد كميات ضخمة من الملح , كما يستعمل الملح الصخري في صورته الطبيعية في دباغة الجلود وفي الأسمدة ويضاف لعلف الحيوانات , كما تستعمل كلورات الصوديوم المحضر من الملح كمبيد للأعشاب الضارة , ويستخرج معدن الصوديوم من الملح .
يتكون الملح النقي من 66.66 % كلور ,39.34 % صوديوم . والملح غير موصل للكهرباء , وموصل رديء للحرارة , ولذلك يستعمل على هيئة كتل وعدسات في التجارب الخاصة بالحرارة المشعة .
وجوده ـ إنتاجه :
يوجد الملح في الطبيعة على هيئة الملح الصخري أو ( الهاليت ) , وكثيراً ما يحتوي على الشوائب مثل كبريتات وكلور الكالسيوم والمغنزيوم , ويوجد الملح في محاليل طبيعية أو في صورة صلبة وأصلهما واحد أو متقارب .
ويستخلص الملح في بعض الدول الدافئة من ماء البحر بالتبخير في ملاحات ضحلة بواسطة حرارة الشمس , وتقوم الطبيعة بنفس العملية على نطاق واسع جداً بالبحر الميت بفلسطين وبحيرة الملح الكبرى بولاية يوتاه في الولايات المتحدة الأمريكية وفي غيرها من المناطق الجافة . وقد تكونت الرواسب الملحية في تشيشاير Cheshire في إنكلترا وستاسفورت بألمانيا بنفس الطريقة , إذ سادت الظروف الجوية الجافة في بعض العصور الجيولوجية القديمة وعلى الأخص العصرين البرمي والترياسي , مما نتج عنه ترسيب الملح الصخري وغيره من الأملاح الذائبة في مياه البحار بواسطة التبخير .
ويتراوح سمك طبقات الملح الصخري بين قليل من الأقدام و 200 قدم , وقد تصل في ستاسفورت إلى أكثر من 1000 قدم , ويصاحب الملح عادة غيره من الأملاح المذابة في ماء البحر مثل الجبس و الأنهيدرايت .
وفي أثناء عملية تبخير ماء البحر يرسب طبعاً أقل المواد الموجودة قابلية للذوبان في الماء , ويمكن ترتيب الأملاح تبعاً لأسبقيتها في الترسيب على الوجه التالي :
كربونات الكالسيوم والمغنزيوم , ثم كبريتات الكالسيوم والمغنزيوم , ثم الملح الصخري , وأخيراً أملاح البوتاسيوم . ويمثل هذا الترتيب الكامل الرواسب الملحية بستاسفورت في ألمانيا , وعلى سفحي جبال الأورال بالاتحاد السوفيتي .
وقد تمتد الرواسب الملحية امتداداً واسعاً , ومن أمثلتها رواسب العصر البرمي بكنساس وأوكلاهوما وتكساس ونيومكسيكو , التي تغطي مساحة تبلغ حوالي 100.000 ميل مربع بسمك يبلغ في المتوسط 200 قدم . ويقدر أن هذه الرواسب تحتوي على 30 بليون طن من الملح . وتتأثر طبقات الملح الصخري عند تعرضها لضغط القشرة الأرضية فتندفع إلى أعلى بطريقة ممثالة لاندفاع الصخور النارية بلا تجعد أو تشقق , وتكون بذلك قباباً من أمثلتها : قبة الملح Salt Dome في تكساس .
وكان متوسط الإنتاج العالمي بين عامي 1934 ـ 1938 حوالي 32 طن في العام , أنتجت الولايات المتحدة الأمريكية 23.4 % , والاتحاد السوفيتي 13 % , وألمانيا 9 %, والصين 8.8 % , والمملكة المتحدة 8.6 % , وفرنسا 6.1 % , والهند وعدن 5.8 % , وإيطاليا 4 % , وأنتجت أكثر من 60 دولة أخرى كميات ضئيلة .
ومن إحصائيات هيئة الأمم المتحدة عن إنتاج الملح في الدول المنتجة له خلال القرن العشرين الماضي :
الدولة المنتجة الكمية بآلاف الأطنان/ عام
الولايات المتحدة الأمريكية 26000
إنكلترا 5000
فرنسا 3000
الهند 2400
العراق 21
مصر 450
سورية 16
ويحصل على 99 % من الإنتاج في بريطانيا من المحاليل الملحية , وعلى 1 % فقط من مناجم الملح الصخري .
وفي مصر تنتج كميات كبيرة من الملح تستخرج من ملاحات أهمها بالمكس ورشيد وبور سعيد .
ـ من كتاب المعادن والرواسب المعدنية ( ص 10 – 11)
دور الملح في التجارة القديمة :
ولقد كان الملح يلعب دوراً هاماً في التأثير على مجرى التجارة في العالم القديم , وكان لفترة طويلة سبباً للمنازعات بين الناس , وكانت واحة الملح في تدمر ملتقى طرق التجارة الكبيرة من الموانئ الفينيقية إلى الخليج الفارسي , ومن جنوب الجزيرة العربية, وكانت ينابيع الملح ملتقى طرق القوافل عبر الصحراء الليبية , كما كانت مناجم الملح بالهند مركزاً للتجارة في عهد الإسكندر , ومن الجائز أن الملح المستخرج من الملاحات المنشأة على شواطئ نهر التيبر حوالي عام 625 قبل الميلاد كان أول فلزّ يدرّ دخلاً للدولة الرومانية .
وفي هذا المقام نذكر أن كلمة مرتّب بالإفرنجية Salary ترجع في أصلها إلى ما كان يتقاضاه الجندي الروماني من النقود لشراء حاجته الضرورية من الملح .
ولقد استغلت رواسب الملح الكبيرة في ألمانيا على نطاق واسع أثناء الحصار القوطي من مناجم تشتهر بأنها أقدم مناجم أواسط أوربا , وكانت هذه الثروة الملحية سبباً للحروب الطاحنة بين القبائل الجرمانية أثناء حكم القياصرة .
زكانت الحكومات في البلاد التي يندر فيها الملح تحتكر منذ غابر الأزمنة هذا الفلز وتستخدمه كأساس لتحديد الضرائب .
ـ من كتاب المعادن والرواسب المعدنية ( ص 131 )
الرواسب الناشئة بالتبخير من المياه السطحية :
عندما تتعرض الصخور لعوامل التجوية تحمل الأنهار المواد السريعة الذوبان إلى البحيرات والبحار والمحيطات , وتتركز المواد المذابة تحت ظروف خاصة لتكون رواسب معدنية ذات أهمية اقتصادية كبيرة .
وقد تؤدي حركات القشرة الأرضية في أجزاء من العالم , حيث تنشط ظواهر الثني والانخفاض والارتفاع , إلى ظهور أحواض مقفلة أو بحار داخلية , كالبحر الميت في فلسطين , والبحيرة الملحية العظيمة في يوتا بأمريكا , وغيرها من الأحواض التي توجد في المناطق الجافة .
وفي العصور الجيولوجية الغابرة نشأ عن تبخير مياه البحار التي ملئت ثانية بالماء في فتات متقطعة , وخاصة في أثناء المناخ القاري لعصري البرمي والترياسي , تراكم رواسب ملحية ذات سمك عظيم , وبهذه الطريقة تكونت رواسب تشيشاير Cheshire في إنكلترا , ورواسب ستاسفورد الشهيرة في ألمانيا وغيرها .
وفي أثناء البخر لمياه البحر يبدأ الترسيب بالأملاح الأقل ذوباناً ويكون التتابع المثالي باختصار كالآتي : كربونات الكالسيوم والمغنزيوم , كبريتات الكالسيوم والمغنزيوم , الملح الصخري , وأخيراً أملاح البوتاسيوم والمغنزيوم المذابة .
ـ من كتاب الصوديوم لنجلاء الحريرى ( ص 11 ) :
الدور الحيوي للصوديوم في جسم الإنسان :
من إبداعات الله في خلق الإنسان الدور الكبير الذي منحه للصوديوم فهو يوجد بكمية 92 غرام بشكل كلوريد وبيكربونات الصوديوم , ويعتبر الكبد والقلب والكليتين من أغنى أعضاء جسم الإنسان به , فهو يشترك في تنظيم الضغط الأسموزي وتوازن الأس الهيدروجيني بالجسم , كما له دوراً هاماً في تنظيم الضغط الأسموزي وتوازن الماء , ولولاه لما استطاع جسم هضم الطعام لأنه يساعد على تكوين حمض الهيدروكلوريك HCl الذي يلعب دوراً هاماً في هضم البروتينات والكربوهيدرات , كما أنه ناقل لأيونات الكلور والفوسفات والبيكربونات بين أماكن الجسم المختلفة وبذلك يساعد في عمل وظيفة الأعصاب لنقل الإحساس , وهو يحافظ على بقاء الماء في الجسم .
ـ من كتاب الصوديوم لنجلاء الحريرى ( ص 13 ـ 16 ) :
كلور الصوديوم :
اسمه الشائع ملح الطعام , وهو مادة بيضاء متبلورة بالفئة المكعبة , وهو أهم مصدر للصوديوم حيث حضّر منه أول مرة , وكذلك بالنسبة للكلور , وهو يعتبر مادة ضرورية في الغذاء فقد ثبت أنه يمكن للإنسان أن يصوم عن الطعام لمدة أربعين يوما أو أكثر , ولكنه لا يمكنه العيش على طعام خال من الملح إطلاقاً , وذلك لدوره الحيوي الكبير, فهو يوجد بنسبة 92 غرام في جسم الإنسان , لكن ينصح ألا تتجاوز نسبته يومياً عن حدّ معين لتلافي ارتفاع ضغط الدم .
ومن الطريف أن الزنوج في قارة أفريقيا كانوا يتبادلون مع العرب الذهب والألماس مقابل ملح الطعام وذلك لافتقارهم به , وقد استعمل في بعض البلاد كمادة للعبادة وكعملة في المبادلات التجارية , ولا تزال بعض الدول تفرض حتى الآن عليه ضرائب كبيرة .
أما صناعياً فهو المادة الخام الأساسية في اصطناع العديد من المركبات الكيميائية للصوديوم والكلور: كهيدروكسيد وكربونات وكبريتات وزيوليتات وهيبو كلوريت وكلورات وفوسفات الصوديوم . وله تطبيقات عديدة في اصطناع المواد العضوية وترسيب الأصبغة العضوية كالنيلة , كما أن له دوراً هاماً في حفظ الأغذية كاللحوم والأسماك والمخللات . ونظراً لهذه الحاجة الكبيرة إليه فإن استحضاره يعتبر من الصناعات والهامة والضرورية .
تواجده في الطبيعة :
يوجد في القشرة الأرضية في أماكن كثيرة من العالم , كما ذكرنا سابقاً .
استحصاله :
يتم بعدة طرق منها :
1 ـ من التبخر الشمسي لمياه البحار والمحيطات والبحيرات الداخلية , بنقاوة تبلغ 95 %
2 ـ من مناجم الملح الصخري , ونقاوة الملح المستخرج بهذه الطريقة 95.5 % .
3 ـ من الآبار الشديدة الملوحة , وينتج ملح تصل نقاوته إلى 98 % .
4 ـ بتعدينه وطحنه من الصخور الملحية , وتعتمد نقاوته هنا على تركيب الترسبات الملحية الأصلية .
مصادر كلور الصوديوم :
1 ـ مياه المحيطات والبحار :
فهي مصدر لا ينضب حيث تبلغ نسبة الأملاح الذائبة فيها 3.5 % منها 80 % كلور الصوديوم .
عند تبخير المياه حتى حجم 53.3 % من الحجم الأصلي يترسب أكسيد الحديد حسب المعادلة :
Fe ( H CO3)2 + O2 = Fe2O3 + 2CO2 + H2O
باستمرار التبخر تترسب كربونات الكالسيوم حسب المعادلة التالية :
Ca ( H CO3)2 = CaCO3 + CO2 + H2O
باستمرار التبخر تترسب كبريتات الكالسيوم المائية CaSO4.2H2O وذلك عندما يصبح حجم المحلول 19 % من الحجم الأصلي , ويستمر ترسب الجص هذا إلى أن يرافق عروق ملح الطعام في الطبيعة .
يبدأ ترسب ملح الطعام عندما يصبح حجم المحلول 9.5 % من الحجم الأصلي , أي أن تركيز الأملاح عندها 356 غرام / لتر , ويرافقه قليلاً من كبريتات وكلور المغنزيوم ,
يستمر ترسب هذه الأملاح الثلاث بالإضافة إلى بروم الصوديوم حتى يصبح حجم المحلول 1.62 % من حجم المحلول الأصلي وعندها يكون مقدار كلور الصوديوم91.3 % من وزنه الكلي , ويبقى في السائل الأم بعد ترسب معظم الأملاح السابقة كمية من الأملاح تتألف من أملاح البوتاسيوم بالإضافة إلى ما تبقى من كبريتات وكلور كل من المغنزيوم والصوديوم لا فائدة منها لصغر كمياتها .
2 ـ المياه المالحة الداخلية :
تعود الملوحة العالية لهذه المياه إلى غسل الأملاح بالمياه العذبة , ثم انسياب المحلول الملحي لإي البحيرات الداخلية و ثم تبخر المياه وهكذا .. لذا فالمحاليل الملحية فيها مشبعة وبعضها يشكل ترسبات جافة أثناء الصيف وتغطى بطبقة من المياه في الشتاء , ومن أهم هذه التوضعات في سورية : مملحة جيرود ومملحة تدمر ومملحة الجبول , ومملحة البوارة قرب الحدود العراقية .
3 ـ الصخور الملحية :
كما ذكرنا سابقاً , ومن أهم مناجم الملح الصخري في سورية , مناجم التبني قرب مدينة دير الزور .
معلومات من الشركة العامة للفوسفات والمناجم :
*ـ منجم الملح الصخري :
منطقة التبني على بعد 50 كم من مدينة دير الزور على طريق عام دير الزور الرقة . يوجد الملح الصخري على عمق 160 متر تحت سطح الأرض .ويستخرج منه الملح الصخري وتتم معالجته بالتكسير والطحن وإضافة مادة اليود إليه ليصبح صالحاً للاستهلاك البشري . طاقته السنوية 70 ـ 75 ألف طن . وتم توريد معدات جديدة لمصنع الملح تركية الصنع بطاقة سنوية 100 ألف طن وتم تركيبها حالياً .
المخزون كبير حيث توجد جبال من الملح وبمساحات كبيرة .
*ـ الملاحات السطحية :
لإنتاج الملح الصناعي وملح الطعام وهي : البوارة , الجبول , الجبسة , تدمر . وهذه الملاحات طاقتها السنوية تزيد عن 50 ألف طن , وإنتاجها ونوعية الملح المستخرج منها يخضع للعوامل الجوية من أمطار ورمال وأتربة تذرها الرياح .
ويتم تسليم إنتاج منجم الملح الصخري والملاحات إلى المؤسسة العامة الاستهلاكية كونها الجهة الوحيدة المناط بها تسويق الملح داخل القطر السوري .
تقع ملاحة البوارة شرق دير الزور على الحدود السورية العراقية , طاقتها السنوية كبيرة جداً تزيد عن 80 ألف طن .
وتقع ملاحة الجبسة : في دير الزور طاقتها 15 ـ 20 ألف طن / عام .
وتقع ملاحة تدمر : في تدمر .
والجدول التالي يبن متوسط التحليل الكيميائي لكلا الملحين الصخري والملاحات :
% المادة
95.0 – 98.5 NaCl
0.80 – 2.50 SO4
0.80 – 0.35 Ca
0.01 – 0.15 Mg
0.08 – 0.10 K
0.25 – 1.25 I . R