التقويم الأثيوبي : على جناح الذكرى في أديس أبابا

التقويم الأثيوبي : على جناح الذكرى في أديس أبابا :

دعيت في أواخر القرن العشرين الماضي من قبل رجل أعمال أثيوبي لزيارة أديس أبابا عاصمة أثيوبيا بغية تقديم دراسة جدوى اقتصادية له لإقامة مصنع صابون , ومصنع لعصر وتكرير الزيوت المختلفة , زيت بذر قطن , زيت بذر دوار شمس , زيت بذر خروع ,– بعد سقوط الحكم الشيوعي في أثيوبيا , بانحلال الإتحاد السوفياتي — , وكنت وقتها في عدن في اليمن , — يوم انضم اليمن الجنوبي , إلى اليمن الشمالي ,– أرسلت له فاكس بموعد قدومي على الطائرة الأثيوبية القادمة من عدن إلى أديس أبابا . فأرسل لي فاكس إنه سيستقبلني في مطار أديس أبابا , وإنه قد حجز لي جناحاً في GHION HOTEL وهو من فنادق الدرجة الأولى هناك .
ولكن لما وصلت مطار أديس أبابا لم أجده في استقبالي , فقلت عسى الأمر خير , فأخذت تكسي أوصلتني إلى الفندق , ولكن موظف الاستقبال أخبرني أنه لا يوجد حجز لي , ولكن في الفندق عدة أجنحة وغرف فارغة ولا مشكلة في الأمر , دخلت غرفتي في الفندق واتصلت به هاتفيا قائلا ً له : لم أجدك في المطار , ولم تحجز لي في الفندق فعسى الأمر خير . قال لي أنا قادم إليك حصل خطأ فهم مني , وسأخبرك عنه على ألقاك , انتظرني في صالة استقبال الفندق , وانا داعيك لطعام العشاء في مطعم أثيوبي خارج الفندق .
عند اللقاء أخبرني أن هناك اختلاف بين التاريخين والتقويمين الغريغوري الغربي والأثيوبي . ففي التقويم الأثيوبي السنة 13 شهر , والأشهر الإثنى عشر الأولى كل شهر منها30 يوم , والشهر الثالث عشر إما أن يكون 5 أو 6 يوم حسب السنة كبيسة أم لا .
وأسماء الأشهر الأثيوبية هي : مسكرم، طقمت، هيدار، تهساس، طري، لاكاتيت، مقابيت، ميازيه، قنبوت، سني، هملي، نهسي، وباغميل “. ويعتبر التقويم الإثيوبي أقرب للتقويم القبطي المصري، والذي يرتبط بمواسم ومسميات مختلفة،
والتقويم الاثيوبي الآن متأخر 7 سنوات عن التقويم الغربي الغريغوري , فالسنة القادمة في التقويم الغريغوري الغربي هي سنة 2023 م . بينما هي ستكون 2016 في التقويم الأثيوبي .
وسبب ذلك يعود إلى أن التقويم الغربي يبتدأ من تاريخ صعود السيد المسيح إلى السماء وهو المفروض الآن 2013 ولكن في التعديل الغريغوري قدم 10 سنوات فأصبح 2023.
بينما في التقويم الأثيوبي يبتدأ التقويم من تاريخ تبليغ الرسالة للسيد المسيح وهي قبل 3 سنوات من تاريخ صعوده للسماء , إذن كان التقويم الأثيوبي متقدم 3 سنوات عن التقويم الغربي , وبتعديل التاريخ الغريغوري 10 سنوات تقديم , فأصبح الفرق لصالح التقويم الغريغوري 7 سنوات { 10 – 3 = 7 سنوات } .
وهذا ما شرحوا لي وما فهمته عندما طلبت من مكتب الإحصاء أن يقدموا لي كمية كافة أنواع الزيوت النباتية والصابون التي استهلكت لخمس سنوات سابقة — لإجراء دراستي للجدوى الاقتصادية لمشروع مصنعي الصابون والزيوت — فتفاجأت بفارق السبع سنوات بين تقويمهم والتوقيت الغربي الغريغوري