المقالات »

التعليم في الدول الاسكندنافية

التعليم في الدول الاسكندنافية
* قلت فيما سبق : أنني جلست إلى جانب كريمتي شمس واسماء في رحلة بالقطار بين مدينة كوبنهاجن , وجزيرة أودنسا في الدنمارك , وعلى المقعد المقابل , جلست راهبة في وجهها الهيبة والوقار. وبيدها مسبحة , خرزاتها تنتهي بصليب من نفس نوع الخرز . وإلى جانبها يجلس رجل تشعر في وجهه أيضا الهيبة والوقار . ينظر إلينا بكل إحترام .
بدأ الحديث بيني وبين الراهبة عن تآلف الاديان السماوية التي تنبع من معين واحد هو رب السوات والارض . وكان هذا موضوع مقالتي السابقة ( التسبيح في المسيحية والاسلام ) .
أما الرجل وأنا لا أعرفه أم لم أتذكره . بدأ حديثه معي قائلا : : أنت تشبه رجلا عربيا كيميائيا عبقريا , ما كنت أظن أنه يوجد في العالم العربي مثله , تعرفت عليه في فندق اكسلسيور في الخرطوم في السودان عام 1971 م . أي قبل خمسة عشر عاما , حيث كنت أعمل مستشارا في الامم المتحدة لتطوير التعليم الأولي ( الأساسي ) في البلاد النامية . وهذا الشخص الذي أحدثك عنه رغم أنه كيميائي يعمل في الصناعة , إلا أنه خبير بأساليب وطرق التدريس , فلم أتاملك نفسي إلا أن أقول : الله أكبر , أنا ذلك الرجل , والآن تذكرتك . حيث كنت أعمل حينها مستشارا للدكتور المهندس عثمان الأمين العام للاتحاد العربي للسكر هناك .
تابع كلامه قائلا : أنا الآن أتفاجأ أنك ضليع أيضا في الإلاهيات والأديان , وأنا الان أعمل مديرا لمركز إعادة تأهيل معلمي المرحلة الاساسية في مدارس الدنمارك , حبذا لو تزورني في المركز الذي يقع على بعد عشرين كيلو متر خارج كوبنهاجن في الطريق إلى مدينة هلنسجور ذات القلعة المشهورة التي وقعت فيها أحداث قصة هملت التي كتبها الكاتب البريطاني شكسبير . وتتحدث إلى المدربين ومعلمي المرحلة الاساسية عن طرائق وأساليب التدريس التي تراها جيدة حسب رأيك . فوعدته خيرا , حيث زرته في هذا المركز بعد عدة أشهر ولكن مع ولدي محمد إسماعيل حفظه الله .
* عدنا إلى سورية لنحضر حفلة نجاح ولدي محمد إسماعيل في الثانوية العامة في سورية . وقلت له أريد أن تذهب معي إلى السويد لتكمل دراستك الجامعية في الهندسة الكيميائية في جامعة مدينة لند . هذه الجامعة التي هي من أعرق جامعات السويد وأقدمها , ومنها تخرج نوبل صاحب جائزة نوبل العالمية المشهور . وتستلم من بعدي الشركة التي أسستها في حمص باسم : شركة كيماويات حمص , وكذلك شركة كاخيا للكيماويات التي أسستها في مدينة هلسنجبورج في السويد , وهذا ما كان .
* في زيارتنا لجامعة مدينة لند وتقديم أوراق القبول المصدقة أصولا , طلبوا منا شرطين أساسين أخرين هما : إتقانه للغتين الانكليزية والسويدية كتابة وقراءة وتحدثا , إذا لابد من سنة يضيعها لتعلم هاتين اللغتين , وهذا لا مانع ولابد منه .
* كنت أعلم أنه في مدينة هلسنجور في الدنمارك توجد مدرسة داخلية خاصة لتعلم اللغات , فذهبنا للدنمارك قاصيدين المدرسة من جهة , وزيارة مدير مركز إعادة تأهيل معلمي المرحلة الاساسية في الدنمارك , وأخذ رأيه في هذه المدرسة من جهة ثانية .
* اتصلت بمدير المركز , حيث كان قد أعطاني رقم هاتفه عندما إلتقينا في القطار قبل أشهر . وأعلمته عن موعد زيارتي , فأستقبلنا في محطة قطار المدينة , وذهبنا معه إلى المركز , حيث قمنا بجولة في أقسامه . وتحدثت إلى المدربين ومعلمي المرحلة الاساسية عن طرائق وأساليب التدريس التي يجب أن تكون , وطرائق وأساليب التدريس التي اتبعها العرب قديما لنقل المعلومات بكفاءة عالية من الاستاذ ( الشيخ المعلم ) إلى طلابه ( تلاميذه ومريديه ) .
* المركز يتألف من ثلاث طوابق :
الاول : هو المطعم والبوفيه والمكتبة .
والثاني : غرف الادارة وقاعات العرض والتدريس والمدارج والمسرح ,
والثالث : هو جناح النوم للمعلمين المتدربين خلال فترة تدريبهم وإعادة تأهيلهم التي تمتد من شهرين إلى ثلاث أشهر .
** مرحل التدريس قبل الجامعي في الدول الاسكندنافية :
التعليم في مرحلتيه قبل الجامعي , والجامعي , هو نعليم مختلط . ذكورا وإناثا ,
ويقسم التدريس قبل الجامعي إلى مرحلتين :
— المرحلة الاولى : وتسمى مرحلة التعليم الاساسي الالزامي ,
* تبدأ من الصف الاول حتى الصف التاسع , أي أن مدتها تسع سنوات ,
* ولا يدخل الطالب الصف الاول إلا بعد أن يكون قد أنهى السنة السابعة من عمره حتما , وليس السادسة ولا تسبيق سنة في عمره كما في بلادنا .
* يدرس الطاب خلالها إلى جانب كافة العلوم , والتي من أهمها علم البرمجة والحاسبوب , أي لغتيين أجنبيتين على أن تكون أحداهما الانكليزية . وإذا كانت أم الطالب أو كان أبيه غير إسكندنافيين , عربا مثلا أو يابانيين أو ….ألخ . فتكون اللغة الثانية حتما لغة أمه أو لغة أبيه , وتسمى ( لغة الام ) . ليبقى الطالب حتى ولو أصبح كاهلا على صلة بجذوره . وهذا برأيي من أجل تخطيط بعيد المدى .
— والمرحلة الثانية : مدتها ثلاث سنوات , هي العاشر والحادي عشر والثاني عشر , وتسمى مرحلة التعليم الثانوية . ويجب أن يدرس فيها الطالب أي لغة أجنبية ثالثة . على أن تكون إحدى هذه اللغات لغة الام .
* وليس هناك إمتحان على مستوي الدولة لكلا المرحلتين المتوسطة والثانوية , فنجاحه في إمتحان مدرسته كاف , لأن أساتذته خلال سنوات دراسته أعلم به , أما لو كان هناك أمتحان على مستوى الدولة , فكم من طالب مجتهد يوم الإمتحان مرض أو غاب لسبب ما , فضاعت عليه فرصته ,
* الذي حدث معي في هذا المضمار , أنه عندما نال ولدي محمد أسامة حفظه الله وعمره أربعة عشر عاما شهادة الكفاءة السورية , حيث كان قد دخل الصف الاول وعمره خمس سنوات . أخذته معي إلى السويد ليدرس الثانوي هناك ثم الجامعي , رفضوا قبوله , إلا بالعودة للصف الثامن حسب عمر أقرانه السويدين , وهذا ما كان , فدرس الثامن والتاسع هناك . ثم الثانوي . أما الجامعي فأكمله في القاهرة في هندسة الاتصالات . لذا كان على ولدي اسامة في مرحلة التعليم الاساسي السويدي أن يتعلم السويدية لغة التدريس , واللغة الانكليزية , والعربية كونه عربي .
وفي المرحلة الثانوية أضاف دراسة اللغة الاسبانية , إلى جانب اللغتين من المرحلة الاساسية :الانكليزية والعربية وإلى جانب لغة التريس السويدية .

—-عدلت فأمنت فنمت يا عمر :
تذكرت هذا الحديث , بعد زيارتي للمركز ولقائي مع الاساتذة والمعلمين , قال لي صديقي مدير المركز , يمكن تناول طعام الغداء هنا في المركز , ولكن زوجتي صنعت لنا طعاما في المنزل , وتحب مع ولدي الذي هو بعمر ولدك التعرف عليك وعلى ولدك . وإنها فرصة مناسبة لولدك إسماعيل , حيث بعد الغداء, تقريبا ستقام مباراة بكرة القدم في ملعب قريب من القصر الملكي الصيفي , ستحضره الملكة وزوجها , وسينقسم أبناء المنطقة الاتراب للأميرين إلى فريقين , كل فريق بقيادة أحد أبناها . فريق الآمير فريدريك ولي العهد ( ولد عام 1968) وفريق الامير يواكيم ( ولد عام 1969) . وعمر ولدك إسماعيل بعمر الامير فريدريك ( تولد 1968 كما أخبرتني ) . وإنها فرصة مناسبة لإسماعيل أن يصاحب الاميرين , وستتوجه له الانظار دون غيره لأنه عربي , ( بالمناسبة كنت ألبس خلال إقامتي في السويد وسفري للدنمارك وفرنسا وألمانيا . اللباس العربي وهو جلابية ودشداشة حموية , وذلك لغاية في نفس يعقوب , هي أن أعرف الناس هناك : ليس العرب كما تعرفونهم , بل منهم العلماء والتجار والصناع ) . ولكن لسوء الحظ تلبدت السماء بالغيوم وأمطرت مطرا غزيرا فلم تتم المباراة ,
الصورة الأولى لفندق إكسلسيور في الخرطوم في السبعينيات
الصورة الثانية لملتقى النيلين الأبيض والازرق في الخرطوم
الصورة الثالثة قلعة هملت في الدنمارك
لصورة الرابعة تمثال عروس البحر في كوبنهاجن
الصورة الخامسة : صورة لاستعراض الحرس الملكي الدنماركي


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

, ,