الاكتشافات الكيميائية في أوربا :
بعد أن انتقلت علوم العرب إلى أوربا خلال العصور الوسطى , قام العديد من العلماء في الغرب بالانكباب على تجاربهم وأبحاثهم , فاكتشفوا العديد من المركبات والعناصر الكيميائية
خذ مثالاً على ذلك بريستلي الذي اكتشف غاز الكربون وعرف خواصه في إطفاء النار وخواص محلوله الحمضي في الماء الذي كان أساساً لصناعة المياه الغازية .
ثم اكتشف غاز النشادر الذي استعمل فيما بعد لتصنيع الأسمدة وفي أغراض التبريد وصناعة سحب التمويه العسكرية بتفاعله مع غاز حمض كلور الماء .
ثم اكتشف غاز الأوكسجين أهم مادة في الحياة . والذي استخدم بعد ذلك أيضاً في أعمال اللحام , والطب والصواريخ العابرة للقارات أو المخترقة لأقطار السماوات .
وعاصر بريستلي عالم آخر هو كارل ولهلم شيلي السويدي في منتصف القرن الثامن عشر الذي اكتشف الجليسرين وحامض اليوريك ( حمض البول ) والعديد من الاكتشافات الأخرى التي كانت ذات أهمية علمية في إقامة أسس الكيمياء الصناعية .
ومن بين علماء القرن الثامن عشر الذين لعبوا دوراً كبيراً في دفع علم الكيمياء إلى الأمام نجد العالم الإنجليزي هنري كافندش . الذي اكتشف غاز الهيدروجين أثناء تجربته تأثير محلول حامض على كل من الحديد أو التوتياء , والذي استعمل فيما بعد لأعمال اللحام , وكوقود للصواريخ , ومن قبل لملء المناطيد .
وفي خلال تجاربه وجد أنه عندما يتحد النيتروجين والأوكسجين فإنهما يكونان أكاسيد النيتروجين حيث سهلت أبحاثه هذه على العلماء الآخرين الطريق لابتكار الوسيلة لتثبيت النيتروجين لإنتاج الأسمدة من الهواء الجوي , ولإنتاج المتفجرات الشديدة .
ولا ننسى العالم الكيماوي الفرنسي أنطوان لوران لافوازييه الذي اتسعت اهتماماته ونشاطه لدرجة تسببت في وفاته قبل الأوان وفي شهرته التي طبقت الآفاق . كان لافوازييه أرستوقراطياً ومن موظفي الحكومة الفرنسية واعتبرته الثورة الفرنسية عدواً للشعب وكان هذا سبباً كافياً لإعدامه بالمقصلة في 8 مايو سنة 1794 . توصل لافوازييه إلى اكتشافات هامة في مجال الكيمياء ذلك العلم الذي استولى على معظم اهتمامه . حتى أصبحت أحد القوانين الأساسية في الكيمياء وهو قانون : لافوازييه ” قانون بقاء المادة
وتمّ في القرن التاسع عشر إرساء الأساس الذي قام عليه علم الكيمياء الحديثة . ومن بين علماء أوائل هذا القرن الذين قدموا اكتشافات ، نرى جون دالتون الذي قال ” بالنظرية الذرية ” سنة 1808 وتنص نظريته على أن المادة تتكون من جزئيات صغيرة جداً، لا تنقسم دعاها ” الذرات ” وخلال التفاعلات الكيماوية تتحد ذرات عنصر ما بذرات عنصر آخر . وتختلف ذرات العنصر عن ذرات عنصر آخر أساسياً في الوزن الذي يمكن التعبير عنه بالأرقام ونظراً لأن الهدروجين كان أخف العناصر المعروفة اعتبر دالتون وزن ذرة الهدروجين وحدة لقياس أوزان الذرات ، وبدأ أبحاثاً لقياس الأوزان الذرية للعناصر .
وأوجدت الأعمال الكيماوية العظيمة الباهرة والمتنوعة لكثير من العلماء مثل القليل الذي سبق أن ذكرناه ، تيارات فردية للبحث في مجال الكيمياء أثناء تطور هذا العلم خلال القرن التاسع عشر .
مثل الجدول الدوري للعناصر الذي وضعه العالم الروسي مندليف حيث رتب العناصر الكيميائية في جداول حسب خواصها الكيميائية , ثم جاء من بعده العالم الإنكليزي الشاب موزلي / الذي قتل في معركة القرم وعمره لا يتجاوز الـ 24 عاماً / الذي رتب العناصر حسب العدد الذري لها .
واعتماداً على أبحاث دالتون ومندليف وموزلي وبور وكوري وزوجته وبيكر ورونتجن ورزرفورد وجيجر وغيرهم الكثير الكثير من العلماء من جنسيات مختلفة استطاع فيما بعد العالم الإيطالي فيرمي الذي خطفته المخابرات الأمريكية من إيطاليا إلى الولايات الأمريكية أن يضع أسس صناعة وإنتاج القنابل الذرية والتي أسقطت إحداها على مدينة هوراشيما والأخرى على مدينة نيازاكي اليابانيتين خلال الحرب العالمية الثانية , واستسلمت اليابان بدون أي شروط للقوات الأمريكية .
وحدث تقدم كبير في الكيمياء التكوينية في منتصف القرن التاسع عشر بسبب الأبحاث التي عملت من أجل معرفة تركيب الجزيئات وترتيبها التي اكتشف العلماء أنها المفتاح لإنتاج المركبات التكوينية من متفجرات وأدوية وأصباغ ولدائن .
ودرب آخر من دروب البحث في القرن التاسع عشر كان علم الكيمياء الكهربائية ، ذلك الفرع من الكيمياء الذي نشأ مع اختراع ألكسندر فولتا لعموده الكهربائي سنة 1800 وكان همفري دافي وميشيل فراداي من أهم الباحثين في هذا الحقل . ولقد توصل فراداي إلى نتائج هامة واكتشف عدة قوانين خاصة بالتحليل الكهربائي الذي يقوم عليه علم الكيمياء الكهربائية . وأصبح هذا العلم جزءاً لا غنى عنه في وقتنا الحالي .
المقالات »