رابعاً- الأوزان أو المعايير وتقديراتها لدى العلماء العرب :
تعريف الميزان : ميزان الشيء هو الحكم عليه ، لا من حيث كيفيته بل من حيث مقداره أي كميته ، وبغير معرفة المقادير ( أي الكميات ) نسد طريق العمل أمام العالم الذي يتناول الأشياء بتدبيره ( أي لا يمكن إجراء تجربته بدقة ما لم يقدر كميات المواد الداخلة في التفاعل ) واهتم جابر والرازي بعملية الوزن هذه وفصل جابر بين المقادير المتناهية في الدقة والتي كانت تمثل أصغر أوزانهم وذلك في كتاب ” الأحجار على رأي بالنياس ” والتي تدعى ( الحبه Crain أو القمحه ) . وفي حضارة سومر وأكاّد فيما بين النهرين كانت وحدة الوزن ” بطة ” قائمة من حجر البازلت الأسود الرمادي اللامع ووزنها 120 مناً والمن وزنه 240/1 من الذراع المكعب من الماء أي بالنظام الستيني . وتعادل 60.55 كيلو حسب المقاييس الفرنسية أو واحد هندرويت بالمقاييس الإنجليزية وكان المن في ذلك الوقت يعادل 505 غرام والشيقل 8.416 غرام .
ويُلاحظ أن الشيقل الأكاّدي (شقالو Shagalo) ومعناه وزن يعادله في اللغة السامية ( ثقل ومثقال بالعربي ) ودونت حضارة ما بين النهرين في العصر الإسلامي هذه الأوزان باختلافات متطورة كما في الجدول التالي :
قيمتهـــــــــا الأوزان قيمتهــــــا الأوزان
12 أوقية الرطــل رطلان المــــــنا
4 مثقال الأسـتار أستار
الأوقيــة
6 دوانيق الدرهــم درهم
المثـقـال
طسوجان القيـراط قيراطان الدانـــق
سدس ثمن الدرهم الحبــــة حبتان الطسوج
وقد تكررت الأوزان (الصنجات) بمقادير مختلفة وكسور متنوعة منها درهم ، ودانق ، وقيراط ، وقنطار . وغالباً ما نجد مخطوطات جابر غنية بالإشارات إلى
” الميزان ” ، إذ تعد نظرية ” الميزان ” أي الوزن من الجوانب الأساسية الهامة في علم جابر .
وكان يعتبر الموازين (الأوزان) عبارة عن أصول التجارب ( ضرورية للتجارب ) كما ذكر في كتابه (الكامل الأول) وتُعد ( نظرية الوزن ) أساساً تعليمياً عند جابر بن حيان .
ويسوق لنا جابر مثلاً علمياً كيف نصنع الميزان الوزني وكيف نستخدمه وقال جابر « فأستعمل ميزاناً على هيئة الأشكال (أي حسب طبيعة المادة التي تريد وزنها). ويكون بثلاث عرى خارجه إلى فوق ( أي بها ثلاثة ثقوب في كل كفة ) وأعمل بهذه الكفتين كعمل الموازين أعنى من شدّك بها الخيوط وما يحتاج إليه ، ولتكن الحديدة الواسطة التي فيها اللسان ( المؤشر) في نهاية ما يكون من الاعتدال (الاستقامة) حتى لا يميل اللسان فيها ( أي لا ينحرف) أولاً قبل الخيوط عليها (أي أجري ضبط المؤشر على الحديدة الواسطة قبل أن تركب الكفتين لزيادة الدقة في الضبط إلى حبة من الحبات أو لو بشعرة واحدة ) ويكون وزن الكفتين واحداً وسعتهما واحدة ومقدار ما يملؤها واحداً فإذا فرغت من ذلك على هذا الشرط فلم يبق عليك كثير شيء ، ثم شد الميزان كما يشد سائر الموازين ( أي اضبطه وضعه في حالة اتزان وهو فارغ » . ويُفهم مما قاله جابر عن تصنيع الميزان حرصة الواعي على تحقيق الأسس الفنية لعمل ميزان دقيق يحقق الغرض منه – ويُستدل لذلك من حرصه على أن يكون قضيب الحديد الذي يحمل الكفتين في غاية الاستقامة وكذا اللسان أو المعروف حالياً بإسم المؤشر الذي يجب ألا ينحرف في حالة الاتزان ولو بمقدار حبة واحدة أي ما يُعرف الآن بلوحة كلوح الاتزان بمعنى حرصه على أن يكون الميزان وهو فارغ في حالة اتزان تام وهذا يدل على فهم عميق لطبيعة عمل الميزان المخبري التحليلي الحساس الذي يُعتبر بمثابة حجر الأساس في أي عمل كيميائي . فمن المدهش حقاً أن يستعمل جابر الميزان هذا في تجاربه العلمية مع أنه لم يُستخدم لهذا الغرض في أوروبا إلا بعد عهد جابر بن حيان بأكثر من ستة قرون .
والجدول التالي منقول عن كتاب سر الأسرار وعن ابن سينا في كتابه ” القانون ” وقد تم التحويل للغرامات :
= غــــــــــــرام = مثـقـــــــــــال الـــــــــــوزن
680 160 مــــــن
340 80 الرطـل
28.333 6.666 الأوقية
17 4 أســتار
4.25 1 مثـقـال
2.975
درهــم
0.495
دانــــق
0.177
قيــراط
0.059
حبـــــة
{ وختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون }
سورة الآية