المقالات »

{{ آراء المفكرين والأقارب في طارق إسماعيل كاخيا وبعض الرسائل المتبادلة معه , جمع فيصل شيخاني }}

من تقديم الأستاذ الفاضل ، محمد حلاوة رئيس نادي الصداقة العربي السويدي , في مدينة هلسنبورج / السويد لكتاب قبسات من الطب النبوي :
أرسل إلي الأخ الفاضل السيد طارق إسماعيل كاخيا نسخة من كتابه : الجزء الأول من سلسلة قبسات من الطب النبوي . وهو اختصار وتهذيب لكتاب الطب النبوي للإمام شمس الدين بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية . وطلب مني كتابة تقديم للكتاب . وعندما قرأت الكتاب وسررت بما جاء فيه ، قلت في نفسي لا بدّ أن أكتب مقدمة عن السيد كاخيا مختصر الكتاب .
فالسيد كاخيا هنا كما هو في بلده سورية وفي العديد من البلاد العربية والأوروبية . علم من أعلام الكيمياء . فهو مؤسس الجمعية الكيميائية السورية منذ عام / 1973 / وكان رئيسها لعدة سنوات . وعمل مستشاراً تكنولوجياً لعدة شركات عربية وأجنبية ، ومستشاراً فنياً لدى وزارة الصناعة في عدن لعدة سنوات ، كما قام بتدريس تكنولوجيا الصناعات الكيميائية في بعض الجامعات والمعاهد في سورية .
كذلك هو أيضاً علم نفتخر ونعتز به من أعلام اللغة والأدب والفقه والدين والكيمياء ، فقد ألف العديد من الكتب الأدبية والإسلامية والصناعية والكيميائية إضافة للعديد من المحاضرات والندوات والأبحاث التي قام بها ، وساهم معنا في النادي بمحاضرة قيمة ألقاها على النساء العربيات بعنوان : ماذا تعرفين عن الشامبو والصابون والمنظفات , كان لها أكبر الأثر في التوعية العلمية والصحية والبيئية .
كما أنه إمام وخطيب مسجد مدينة هلسنبوغ .. فهو يؤم المسلمين ، ويخطب بهم ، ويحل مشاكلهم ، ويعقد قران من يريد الزواج منهم ، ويفتيهم ويوجههم ., إضافة لما يتمتع به من سمعة علمية وتجارية حسنة لدى العديد من الشركات الكيميائية الضخمة هنا في السويد بل وفي البلاد الاسكندنافية كشركة نوبل وكيميرا وروكسولين وغيرها .
ولا أنسى عندما دعتنا رئاسة بلدية مدينة هلسنبرغ في : 19 / 8 / 1996 لنكون ممثلين للعرب والمسلمين في السويد في الندوة العالمية التي عقدت في المدينة تحت عنوان : الشباب والإيمان والتي حضرها ممثلين عن كافة الأديان السماوية ، والمذاهب الوضعية ، ومن أمم وأجناس الأرض المختلفة .
فوقف السيد كاخيا ملقياً بالعربية كلمة عرب ومسلمي أهل المدينة ، وقمت بترجمتها له بنفس الوقت إلى السويدية . وقام آخرون بترجمتها بنفس الوقت أيضاً إلى الإنكليزية والفرنسية ، وكان لها أثر كبير في نفوس الحاضرين حتى أن المسؤول عن كنائس هلسنبورج قام فحيّانا وصافحنا وطلب منّا محاضرات مشتركة .
ولا زلت أذكر قول السيد كاخيا فيها :
أيها السادة القادمون من كل أرجاء الأرض ، ومن كل الأجناس ، ومن كل الأديان . اسمحوا لي قبل كل شيء أن أشكر السادة الذين أتاحوا لي هذا اللقاء معكم . وآمل فيما خصص لي من وقت أن أستطيع أن أشرح وأبين لكم ديننا ، الذي هو دين الإسلام كما نزل على محمد رسول الإسلام . وكما فهمه المسلمون الأولون .
فكلمة الإسلام مشتقة من اللغة العربية ، لغة القرآن من كلا الكلمتين التاليتين :
الأولى ـ السلام : بكل ما في هذه الكلمة من معنى ، لذلك كانت تحية المسلمين هي : كلمة السلام عليكم .
الثانية ـ الاستسلام لله : أي الانقياد والطاعة ، العبودية لله وحده .
ويمكن تعريف الإسلام بأنه :
1 ـ عقائد : فعلى المسلم أن يؤمن : بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، والقضاء والقدر .
2 ـ عبادات : فعلى المسلم أن يصلي ، ويصوم ، ويزكي ، ويحج ، ولكل منها فلسفة ومعنى عند المسلم .
3 ـ معاملات : فعلى المسلم أن : يلتزم بما شرعه الله في القرآن ، وما أمر به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، بما ينظم حياة الأفراد والأسر والجماعات والأمم بعضهم ببعض ، ليعيش الجميع بسلام واطمئنان وعدم خوف .
والقرآن الذي هو كتابنا المقدس ، نؤمن ونعتقد به ، ونلتزم بما جاء فيه ، ونفعل ما أمرنا أن نفعل ونبتعد عما أمرنا أن نبتعد عنه فهو دستورنا الذي نسير على هداه.
وهل من أمة يحفظ أبناؤها دستور بلادهم ويقرؤونه صباح مساء وفي كل حين كما يفعل المسلمون ؟ وما ذلك إلا التزاماً وتقديساً لهذا الدستور لهذا القرآن لهذا الكتاب المقدس . والنبي محمد  لخّص لنا معنى كلمة المسلم ، والمؤمن في كلمات بسيطة ، إلا أنها عظيمة وكبيرة المعنى فقال :
المسلم : من سلم الناس من لسانه ويده .
والمؤمن : من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ، وأعراضهم .
وقال علماء الإسلام : وضع المسلم من الناس ، كموضع الأستاذ من تلاميذه ، يعلمهم ، ويرشدهم ، ويحسن إليهم ، ويصبر على أذاهم .
والإسلام أيها السادة قام على ثلاثة أسس متينة :
أولاً ـ الوحدانية المطلقة في العقيدة : فنحن نؤمن بالإله الواحد ، الذي لا شريك له في حكمه وملكه ، وهو الذي يذل ويعزّ ويعطي ويمنح ، وهو خالق الخلق ، ورب العالمين ونحن نقرأ في كل ركعة من صلاتنا : إياك نعبد وإياك نستعين .
ثانياً ـ الإيمان بالعلم في أصدق أصوله : فالإسلام ليس دين جهل وخرافات بل الإسلام خاطب العقل والقلب معاً ، وأثار العاطفة والوجدان في آن واحد .
وأول آية نزلت من القرآن قوله تعالى : اقرأ باسم ربك الذي خلق .
ثالثاً ـ التسامح الديني : وهذا ما شهدت به حضارتنا ، وذلك التسامح العجيب الذي لم تعرفه أية حضارات قامت على الدين .
فنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم , وقد أخرجه أهل مكة منها ، وعذبوه وقاتلوه وأصحابه ، عندما دخلها على رأس جيش لم تشهده جزيرة العرب من قبل , دخلها مطأطئ الرأس لرب العالمين . وقال لهم : اذهبوا فأنتم الطلقاء .
ويقول تعالى في القرآن : لا إكراه في الدين . قد تبين الرشد من الغي .

فجزى الله السيد كاخيا عنا كل خير ، وأمد في عمره ليكمل إخراج بقية كتب سلسلة من قبسات الطب النبوي وغيرها .

ٍكتبه رئيس نادي الصداقة العربي السويدي
محمد أبو سمير حلاوة


تاريخ المقالة:

مصنفة في:

,